٥

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّه إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٥)

أي البرهانِ الذي دل على صحة نبوته ، نحو إخراج يده بيضاء وكون

العصا حيَّة.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ).

أي بأن اخْرجْ قومَكَ .  أرسلناه بأن يخرج قومه (من الظلمات إلى النور) ، أي من ظلمات الكفر إلى نور الِإسلام.

و " أنْ " ههنا يصلح أنْ يكون لْي معنىْ " أنْ " المخففة ، وتكون مُفَسَّرةً ، ويكون  ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أي أخرج قومك ، كأن  قلنا له : أخْرِجْ قومَكَ ، ومثل هذا : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا).

أي امشوا . والتأويل : قالوا لهم : امشوا.

قال سيبويه تقول كتبت إليه أن قُمْ ، وأمرته أن قُمْ ، إن شئت كانت " أن "

وصلت بالأمر ، والتأويل تأويل الخبر ،  كتبْت إليهَ أن يَقُومَ وأمرته أنْ

يَقومَ ، إلا أنها وُصِلَتْ بلفظ الأمْر للمخاطب ، والمعنى معنى الخبر ، كما

تقول ، أنت الذي فعلت ، والمعنى أنت الذيِ فَعَلَ

قال : ويجوز أن يكون في معنى أي ، ومثله أرسلت إليه أنْ مَا أنْتَ وذَا.

و (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّه).

(وَذَكِّرْهُمْ) عطف على (اخرِجْ) ، وتذكيرهم بأيام اللّه ، أي تذكيرهم بنَعَمِ

أيامِ اللّه عليهم ، وبنقم اللّه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمودَ ، أي

ذكرهم بالأيام التي سَلَفَتْ لمن كفر وما نزل بهم فيها ، وذَكِرْهًمْ . بنعَم اللّه.

﴿ ٥