٢

(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢)

(ذِكْرُ) مرتفع بالمضَمر ،  هذا الذي نتلوه عليك ذكر رحمة ربك عبده

بالرحمة ، لأن ذكر الرحمن إياه لا يكون إلا باللّه - عزَّ وجلَّ -.

والمعنى ذكر ربك عبده بالرحمة.

و (زكريا) يقرأ على وجهين ، بالقصر والمد ، فأَعلم اللّه

- جلَّ وعزَّ - على لسان نبيه عليه السلام وصيةَ زكريا ويحيى ليَعْلَمَ أهْلُ الكِتابِ أن محمداً - عليه السلام - قد أوحي إليه ، وأنزل عليه ذكر من مضى من الأنبياء وأنهم يجدون ذلك في كتُبِهِمْ على ما ذكر - صلى اللّه عليه وسلم - وهو لم يتل كتاباً ولا خطَّه بيمينه ، وأنه لم يَعْلَم ذلك إلا من قبل اللّه تعالى وكان إخْبَارُهُ بهذا وما أشبهه على هذه الصفة دليلاً على نبوته - صلى اللّه عليه وسلم -.

وقال بعض أهل اللغة إنَّ  (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) يرتفع

بـ " كهيعص " وهذا محال لأنَّ " كهيعص " ليس هو فيما أنبأنا اللّه - عزَّ وجل - به عن زكريا ، وقد بَيَّن في السورة ما فَعَله به وبشَّرَهُ به.

ولم يجئ في شيء من التفسير أن " كهيعص " هو قصة زكريا ولا يحيى ولا شيء منه ، وقد أجمع

القائل لهذا القول وغيره أن رَفْعهُ بالِإضمار هو الوجه.

﴿ ٢