٢(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّه شَدِيدٌ (٢) ويجوز (تُذْهِل كُلَّ مُرْضِعَةٍ) ، ومعنى تُذْهِلُ تحَيّرُ ، وتترك كل مرضعة قد ذَهَلَتْ عَمّا أرْضَعَتْ. و (مُرْضِعَةٍ) جار على المُفْعِل على ما أرضعت ، ويقال : امرأة مُرْضِع أي ذات رضاع أرضعت وَلَدَهَا أرْضعت غيرَهُ والقصْد قصد مُلْبِن أي ذات لَبُون وَلَبَنٍ. و (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى). وقرئت : (وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى) واسم الفاعل مضمر في ترى. ترى أنت أيها الِإنسان الناسَ ، ومن قرأ : (وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى) كان بمنزلة وترى أنت الناس سَكرى. وفيه وجه آخرُ مَا قُرِئ بِهِ وهو (وُيرَى الناسُ سَكْرَى) فيكون الناس اسم يُرَى ، ووجه آخر لم يقرأ به : (ويرَى النَّاسَ سَكرى). ويرَى الِإنسانُ الناس سَكرى. ويقرأ وتَرَى الناسَ سَكْرَى وما هم بسَكرى ، وترى الناسَ سُكارى وما هم بسكارى. ويجوز وترى الناس سَكارَى ومال هم بسَكارَى. والقراءة الكثيرة : (وترى الناسَ سَكْرَى وما هُمْ بسُكْرى). (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى) أيضاً. والتفسير أنك تراهم سكارى من العذاب والخوف ، وما هم بسكارى من الشَرابِ ويدل عليه : (وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّه شَدِيدٌ) (١). * * * |
﴿ ٢ ﴾