٣٥

و (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (٣٥)

جاء في التفسير أنها أهْدَت سليمان لَبِنَةً ذَهَبٍ في حَرِيرٍ ، وقيل

لَبِنُ ذَهِبٍ في حرير.

فأمر سليمانُ بِلِبنَةِ ذهب فطرحت تحت الدَّوابِّ ، حيث تبول عليها الدَّوابُّ وتَرُوثُ ، فَصَغرَ في أَعْينهم ما جاءوا به إلى سليمان ، وقد ذُكِر أن الهَدِيَّة قَدْ كَانَتْ غيرَ هَذَا ، إلا أَن قولَ سُلَيْمَانَ : (أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ) مما يدل على أن الهديَّة كانت مالاً.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ).

__________

(١) قال السَّمين :

  أَلاَّ تَعْلُواْ  : فيه أوجهٌ ، أحدُها : أنَّ « أنْ » مفسِّرةٌ ، كما تقدَّمَ في أحد الأوجهِ في « أنْ » قبلَها في قراءةِ عكرمة ، ولم يذكُرْ الزمخشريُّ غيرَه . وهو وجهٌ حسنٌ لِما في ذلك من المشاكلةِ : وهو عطفُ الأمرِ عليه وهو قولُه « وَأْتُوْني » . و

الثاني : أنها مصدرية في محلِّ رفعٍ بدلاً مِنْ « كتاب » كأنه قيل : أُلْقِيَ إليَّ : أَنْ لا تَعْلُوا عليَّ . والثالث : أنها في موضعِ رفعٍ على خبرِ ابتداءٍ مضمرٍ أي : هو أَنْ لا تَعْلُوا .

والرابع : أنَّها على إسقاطِ الخافضِ أي : بأَنْ لا تَعْلُوا ، فيجيْءُ في موضِعها القولان المشهوران . والظاهر أنَّ « لا » في/ هذه الأوجهِ الثلاثة للنهيِ . وقد تقدَّم أنَّ « أَنْ » المصدريةَ تُوْصَلُ بالمتصرفِ مطلقاً . وقال الشيخ : « وأَنْ في  » أن لا تَعْلُوا عليَّ « في موضع رفعٍ على البدلِ من » كتاب « . وقيل : في موضعِ نصبٍ على [ معنى ] : بأن لا تَعْلُوا . وعلى هذين التقديرين تكون » أنْ « ناصبةً للفعل » . قلت : وظاهرُ هذا أنها نافيةٌ؛ إذ لا يُتَصَوَّرُ أَنْ تكونَ ناهيةً بعد « أَنْ » الناصبةِ للمضارع . ويؤيِّد هذا ما حكاه عن الزمخشريِّ فإنه قال : « وقال الزمخشريُّ : وأنْ في » أَنْ لا تَعْلُوا « مفسرةٌ » قال : « فعلى هذه تكون » لا « في » لا تَعْلُوا « للنهي ، وهو حسنٌ لمشاكلة عطفِ الأمرِ عليه » . ف « فعلى هذا » إلى آخره صريحٌ أنها على غيرِ هذا يعني الوجهين المتقدمين ليست للنهي فيهما . ثم القولُ بأنَّها للنفيِ لا يَظْهَرُ؛ إذ يصيرُ  على الإِخبارِ منه عليه السلامُ بأنهم لا يَعْلُون عليه ، وليس هذا مقصوداً ، وإنما المقصودُ أَنْ يَنْهاهُمْ عن ذلك.

وقرأ ابن عباس والعقيلي « تَغْلُوا » بالغين مُعْجمةً من الغُلُوِّ وهو مجاوَزَةُ الحَدِّ.

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

حروف الجر مع " مَا " في الاستفهام تحذف مَعَها الألفِ من " مَا "

لأنهُمَا كالشَيءِ الواحِدِ ، وليُفْصَلَ بينَ الخبر والاستفهام ؛ تقولُ : قَدْ

رَغِبْتُ فيما عندك ، فَتَثْبُتُ الألف ، وتقول : فيم نظرت يا هذا فتحذف

الألف.

* * *

﴿ ٣٥