٣و (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) قيل في أطراف الشام ، وتأويله أدنى الأرض مِنْ أَرْض العَرَبِ. و (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ). هذه من الآيات التي تدل على أن القرآن من عند اللّه ، لأنه أَنْبَأ بما سيكون ، وهذا لا يعلمه إلا اللّه - عزَّ وجلَّ - وكان المشركون سُرُّوا بأن غَلَبَتْ فَارِس الرُّومَ ، وَذَلِكَ لأنَّهم قالوا : إئكُمْ أيها المسلمون تَزْعَمُونَ بأنكُمْ تُنْصَرون بأنكم أهلُ كتاب ، فقد غَلَبَتْ فَارِس الرومَ. وفارس ليست أهل كتاب ، والروم أهل كتابٍ ، فكذلك سنغلبكم نحن. فأَعلم اللّه - عزَّ وجلَّ - أَن الرومَ سَيَغْلِبُونَ في بِضْعِ سِنِين ، وسَيُسَرُّ المسلمُونَ بِذَلِكَ فراهَنَ المُسْلِمُونَ المُشْرُكين وبايعوهم على صحة هذا الخبر. والبِضْعُ ما بين الثلاث إلى التِسْع ، فلما مضى بعض البضْع طالبَ المشركون المُسْلِمِين وقالوا قدْ غَلَبْنَاكُمْ ، لأنه قد مَضت بضع سنين ولم تغلب الرومُ فَارِسَ ، واحتج عليهم المسلمون بأن البِضْعَ لَمْ يَكْمُل ، وزادوهم وأخروهم إلى تمام البِضْعِ ، فغلبت الروم فارسَ وقمَرَ المسلمون وذلك قبل أن يُحَرَّمَ القِمَارُ وَفرِحَ المسلمون وخَزِيَ الكا فرون. * * * |
﴿ ٣ ﴾