٣٥

و (وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥)

ويجوز ثُمْره - بإسكان الميم وضَم الثاء.

(وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ).

ويقرأ (وَمَا عَمِلَتْ) بغير هاء (١) ، وموضع " ما " خفض.

 ليأكلوا من ثمره ومما عملته أيديهم.

ويجوز أن تكون (ما) نفياً ، على معنى ليأكلوا من ثمره ولم تعمله أيْدِيهِمْ.

هذا على إثبات الهاء ، وإذا حذفت الهاء فالاختيار أن يكون " ما " في موضع خفض ، ويكون (ما) في معنى الذي ، فيحسن حذف الهاء ، ويكون هذا على

__________

(١) قال السَّمين :

  وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ  في « ما » هذه أربعةُ أوجهٍ ، أحدها : أنها موصولةٌ أي : ومن الذي عَمِلَتْه أيديهم من الغرس والمعالجة . وفيه تَجَوُّزٌ على هذا . و

الثاني : أنها نافيةٌ أي : لم يعملوه هم ، بل الفاعلُ له هو اللّه تعالى.

وقرأ الأخَوان وأبو بكر بحذف الهاء والباقون « وما عَمِلَتْه » بإثباتِها . فإنْ كانَتْ « ما » موصولةً فعلى قراءة الأخوين وأبي بكر حُذِف العائدُ كما حُذِف في   أهذا الذي بَعَثَ اللّه رَسُولاً  [ الفرقان : ٤١ ] بالإِجماع . وعلى قراءةِ غيرِهم جيْءَ به على الأصل . وإن كانَتْ نافيةً فعلى قراءةِ الأخوين وأبي بكر لا ضميرَ مقدرٌ ، ولكن المفعولَ محذوفٌ أي : ما عَمِلَتْ أيديهم شيئاً مِنْ ذلك ، وعلى قراءةِ غيرِهم الضميرُ يعودُ على « ثَمَرِه » وهي مرسومةٌ بالهاء في غيرِ مصاحفِ الكوفةِ ، وبحذفِها فيما عداها . / والأخَوان وأبو بكرٍ وافقوا مصاحفهم ، والباقون - غير حَفْصٍ - وافقوها أيضاً ، وجعفر خالَفَ مصحفَه ، وهذا يَدُلُّ على أنَّ القراءةَ متلقَّاةٌ مِنْ أفواهِ الرجال ، فيكون عاصمٌ قد أقرأها لأبي بكرٍ بالهاء ولحفصٍ بدونها.

الثالث : أنها نكرةٌ موصوفةٌ ، والكلامُ فيها كالذي في الموصولة .

والرابع : أنها مصدريةٌ أي : ومِنْ عَمَلِ أيديهم . والمصدرُ واقعٌ موقعَ المفعولِ به ، فيعودُ  إلى معنى الموصولة  الموصوفة . اهـ (الدُّرُّ المصُون).

(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤).

* * *

﴿ ٣٥