٤٧وقوله - عزَّ وجلَّ - : (وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧) (وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا). نحو خروج الطلع من قشره. (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي). __________ (١) قال السَّمين : والذين لاَ يُؤْمِنُونَ فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدها : أَنْ يكونَ مبتدأً ، و « في آذانِهم » خبرُه و « وَقْرٌ » فاعلٌ ، « في آذانهم » خبرٌ مقدم « ووقرٌ » مبتدأٌ مؤخر ، والجملةُ خبرُ الأول . الثاني : أنَّ وَقْراً خبرُ مبتدأ مضمرٍ . والجملةُ خبرُ الأولِ والتقديرُ : والذين لا يُؤْمنون هو وَقْرٌ في آذانهم لَمَّا أَخْبر عنه بأنه هدىً لأولئك ، أخبر عنه أنه وَقْرٌ في آذان هؤلاءِ وَعَمَىً عليهم . قال معناه الزمخشري . ولا حاجةَ إلى الإِضمار مع تمام الكلامِ بدونه . الثالث : أن يكونَ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ عطفاً على « الذين آمنوا » ، و « وَقْرٌ » عطفٌ على « هدىً » وهذا من بابِ العطفِ على معمولَيْ عامِلَيْنِ . وفيه مذاهبُ تقدَّم تحريرُها. « عَمَىً » العامَّةُ على فتحِ الميم المنونةِ وهو مصدرٌ ل عَمِي يَعْمَى نحو : صَدِي يَصْدَى صَدَىً ، وهَوِي يَهْوَى هَوَىً. وقرأ ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وجماعة « عَمٍ » بكسرِها منونةً اسماً منقوصاً وُصِفَ بذلك مجازاً . وقرأ عمرو بن دينار ورُوِيت عن ابن عباس « عَمِيَ » بكسر الميم وفتح الياء فعلاً ماضياً . وفي الضمير وجهان أظهرُهما : أنه للقرآن . و الثاني : أنه للوَقْر والمعنى يأباه ، و « في آذانهم » - إنْ لم تجعَلْه خبراً - متعلقٌ بمحذوفٍ على أنه حالٌ منه؛ لأنه صفةٌ في الأصلِ ولا يتعلَّق به ، لأنَّه مصدرٌ ، فلا يتقدَّم معمولُه عليه و وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى كذلك في قراءة العامَّةِ ، وأمَّا في القراءتين المتقدمتين فتتعلَّق « على » بما بعده؛ إذ ليس بمصدرٍ . اهـ (الدُّرُّ المصُون). أين قولكم أن لي شركاء ، واللّه - جل وعلا - واحدٌ لا شريك له. وقد بين ذلك في (أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ). (آذَناكَ) أَعْلَمْنَاكَ مَا مِنا من شهِيدٍ لَهُمْ. * * * |
﴿ ٤٧ ﴾