٢٨

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨)

أي كل أحد يُجزى بما تضمنه كتابه ، كما قال عزَّ وجلَّ :

__________

(١) قال السَّمين :

  أَفَرَأَيْتَ  : بمعنى : أَخْبِرْني ، وتقدَّم حكمُها مشروحاً . والمفعولُ الأولُ « مَنْ اتَّخذ » ، والثاني محذوف ، تقديره بعد غشاوة : أيهتدي ، ودَلَّ عليه  « فَمَنْ يهْديه » وإنما قَدَّرْتَه بعد غشاوة لأجلِ صلاتِ الموصولِ.

 « على عِلْمٌ » حالٌ من الجلالةِ أي : كائناً على علمٍ منه فيه أنَّه أهلٌ لذلك . وقيل : حالٌ من المفعول أي : أضلَّه وهو عالِمٌ ، وهذا أشنعُ له.

وقرأ الأعرجُ « آلهةً » على الجمع ، وعنه كذلك مضافة لضميره : « آلهتَه هواه ».

 « غِشاوة » قرأ الأخَوان « غَشْوَة » بفتح الغين وسكونِ الشين . والأعمشُ وابن مصرف كذلك إلاَّ أنَّهما كسرا الغَيْنَ . وباقي السبعة « غِشاوة » بكسر الغين . وابنُ مسعود والأعمشُ أيضاً بفتحها ، وهي لغةُ ربيعةَ . والحسن وعكرمة وعبد اللّه أيضاً بضمِّها ، وهي لغةُ عُكْلية . وتقدَّم الكلامُ في ذلك أولَ البقرة ، وأنَّه قُرئ هناك بالعين المهملة . والعامَّةُ : « تَذَكَّرون » بالتشديد والجحدريُّ بتخفيفها . والأعمش بتاءَيْن « تَتَذَكَّرون ».

  مِن بَعْدِ اللّه  أي : مِنْ بعد إضلالِ اللّه إياه . اهـ (الدُّرُّ المصُون).

(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣) اقْرَأْ كِتَابَكَ).

ْفهذا مثل  (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا).

رفع (كُلُّ) بالابتداء ، والخبر (تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا).

ومَن نصب جعله بدلاً من " كُلَّ " الأول ، والمعنى وترى كل أمة تدعى إلى كتابها.

ومعنى (جَاثِيَةً) جالسة على الركب ، يقال قد جثا فلان يجثو إذا جلس على ركبته ، ومثله جَذا يجذو.

والجُذُؤ أشا استيفازاً من الجثو لأن الجذو أن يجلس صاحبه على أطراف

أصابعه.

* * *

﴿ ٢٨