٩(فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَدْنَى (٩) كان ما بينه وبين رسول اللّه مقدار قوسين مِنَ القَسِيِّ العربيةِ أقرب. وهذا الموضع يحتاج إلى شرح لأن القائل قد يقول : ليس تَخْلُو " " من أن تكون للشك لغير الشك. فإن كانت للشك فمحال أن يكون موضع شك. وإن كان معناها بل أدنى ، بل أقْرَبُ فما كانت الحاجة إلى أن يقول : (فكان قاب قَوْسَيْن) - كان ينبغي أن يكون كان أدنى من قاب قَوسَينْ. والجواب في هذا - واللّه أعلم - أن العباد خوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم وقيل لهم في هذا ما يقال للذي يحزر (١) ، فالمعنى فكان على ما تُقَدرونَه أنتم قدر قوسين أدنى من ذلك ، كما تقول في الذي تقدره : هذا قدر رُمْحَينِ أنقص من رُمْحَين أرجح. وقد مرَّ مثل هذا في (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ يَزِيدُونَ). * * * |
﴿ ٩ ﴾