٢

قوله عزَّ وجلَّ : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللّه بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢)

خلقكم في بطون أمهاتكم كفاراً ومؤمنين ، وجاء في التفسير أن يحيى

عليه السلام خلق في بطن أُمِّه مؤمناً ، وخلق فرعون في بطن أُمِّه كافراً ، ودليل ما في التفسير قوله عزَّ وجلَّ : (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّه وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩).

فأعلم اللّه يُعالى أنه مخلوق كذلك ، وجائز أن يكون

(خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ)

أي مؤمن بأن اللّه خلقه وكافِر بأن اللّه خلقه.

ودليل ذلك أقوله سبحانه ، : (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩).

وقال : (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (٣٧).

* * *

﴿ ٢