٢٥

(إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥)

أي لا يذوقون فيها إلَّا حميماً وهو في غاية الحرارة.

__________

(١) قال السَّمين :

  لاَّبِثِينَ  : منصوبٌ على الحالِ من الضميرِ المستترِ في « للطَّاغِين » وهي حالٌ مقدرةٌ . وقرأ حمزةُ « لَبِثِيْنَ » دونَ ألفٍ ، والباقون « لابِثين » بها . وضَعَّفَ مكيٌّ قراءةَ حمزةَ ، قال : « ومَنْ قرأ » لبِثين « ، شَبَّهه بما هو خِلْقَةٌ في الإِنسان نحو : حَذِر وفَرِق ، وهو بعيدٌ؛ لأنَّ اللُّبْثَ ليس مِمَّا يكونُ خِلْقَةً في الإِنسان ، وبابُ فَعِل إنما هو لِما يكونُ خِلْقَةً في الإِنسانِ ، وليس اللُّبْثُ بخِلْقةٍ » . ورَجَّح الزمخشريُّ قراءةَ حمزةَ فقال : « قُرِىءَ : لابِثين ولَبِثين . والَّلبِثُ أَقْوى »؛ لأنَّ اللابِثَ يُقال لِمَنْ وجِدَ منه الُّلبْثُ ، ولا يُقال : لِبثٌ إلاَّ لمَنْ شأنُه الُّلبْثُ كالذي يَجْثُمُ بالمكانِ ، لا يكاد يَنْفَكُّ منه « . قلت : وما قاله الزمخشريُّ أَصْوَبُ . وأمَّا قولُ مكيّ : الُّلبْثُ ليس خِلْقَةً فمُسَلَّمٌ؛ لكنه بُوْلِغَ في ذلك فجُعِلَ بمنزلةِ الأشياءِ الخِلْقيَّة.

  أَحْقَاباً  منصوبٌ على الظرفِ ، وناصبهُ » لا بثين « ، هذا هو المشهورُ . وقيل : هو منصوبٌ بقولِه » لا يَذُوقون « وهذا عند مَنْ يرى تقديمَ معمولِ ما بعد » لا « عليها ، وهو أحدُ الأوجه ، وقد تقدَّم هذا مستوفىً في أواخر الفاتحة . وجَوَّز الزمخشريُّ أَنْ ينتصِبَ على الحالِ ، قال : » وفيه وجهٌ آخر : وهو أَنْ يكونَ مِنْ حَقِبَ عامُنا : إذا قَلَّ مطرُه وخيرُه ، وحَقِبَ فلانٌ : إذا أَخْطَأَهُ الرِّزْقُ فهو حَقِبٌ ، وجمعهُ أَحْقاب ، فينتصِبُ حالاً عنهم بمعنى : لابثين فيها حَقِبين جَحِدين « . وقد تقدَّم الكلامُ على » الحُقُب « ، وما قيل فيه في سورة الكهف.

اهـ (الدُّرُّ المصُون).

والغَسَّاقُ : قيل ما يَغْسِقُ من جُلُودهم ، أي يسيل.

وقيل : الغسَّاق الشديد البَرْدِ.

* * *

﴿ ٢٥