سُورَةُ وَاللَّيْل( مَكِّيَّة ) بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ١-٢قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) هذا قسم جوابه (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) ، أي إن سَعْيَ المْؤمِنِ والكَافِرِ لمخْتَلِف بينهما بُعْدٌ. ومعنى إذَا يَغْشَى الليل الأرْضَ توارى الأفُقَ وجميع ما بين السماء والأرض ، والنهار إذَا تَجَلَى إذا بأن وظهر. * * * ٣(وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣) كما فسَرناها في (والسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا). * * * ٦و (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) في التفسير أنها نزلت في أَبِي بَكْرٍ الصديقِ - رَحِمَه اللّه - وكان اشترى جماعة كان يعذبهم المشركون ليرتدُّوا عن الإسلام فيهم بلال فوصَفَهُ اللّه - عز وجل - على أنه أعْطى تقوى ، وصدَّق بالحسنى ، لأنه يجازى عليه. وقيل صَدَّقَ لأنه يخلف عليه ل (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ). * * * ٧وقاك : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) أي للأمر السهل الذي لا يقدر عليه أَحَدٌ إلَّا المؤمنين. * * * ٨-٩و (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠) نزلت في رجل أكْرَة ذِكْرَهُ ، وهي جامعة لكل مَنْ بَخِلَ وَكَذَّبَ لأن اللّه جلَّ وعزَّ يجازيه يخلف عليه. * * * ١٠(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠) العذاب والأمرُ العَسِيرُ. * * * ١١(وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (١١) قِيلَ إذا مات وقيل إِذَا تَرَدَّى في النارِ. * * * ١٢(إِنَّ عَلَيْنَا للّهدَى (١٢) أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلاَل. * * * ١٦وقوله عزَّ وجلَّ : (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) (تَلَظَّى) معناه تتوهج وَتَتَوقَّدُ. وَهذه الآية هيَ التي مِنْ أَجْلِهَا قال أهل الإرجاء بالإرجاء ، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر ل (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦). وليس كما ظنوا ، هذه نَارٌ مَوْصوفة بعينها لا يصلى هذه النارَ إلا الأشقى الَّذي كذَّبَ وَتَوَلَّى ، ولأهل النار منازل فمنها (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ). واللّه عزَّ وجلَّ كل ما وَعَد عليه بجنس من العذاب فَجَائز أن يُعَذِبَ به. وقال عزَّ وجلَّ : (إِنَّ اللّه لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) فلو كان كل من لم يشرك باللّه لا يعذب ، لم يكن في قوله تعالى . : (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ) فائدة ، وكان يغفر ما دون ذلك. * * * ١٨و (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) أي يطلب أن يكون عند اللّه زاكياً ، لا يطلب بذلك رياءً ، ولا سمعةً. ونزلت في أبي بكر - رضي اللّه عنه -. * * * ١٩(وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) أي لم يفعل ذلك مجازاة لِيَدٍ أُسْدِيَتْ إليه . ٢٠(إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) أي إلا طلب ثوابه. * * * ٢١و (وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١) أي سوف يدخل الجنة كما قال : (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠) . |
﴿ ٠ ﴾