٦و (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦) قيل : الناس هنا يصلح للجنِّ والإنسِ على هذا القول : يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ الذين هم جنٌّ ، ويُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ والتأويل عند أبي إسحاق غير هذا : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ " من الجنِّ الذين هم الجنُّ. و (النَّاسِ) معطوف على (الْوَسْوَاسِ) : مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ ، ومِنْ شَرِّ النَّاسِ قال أبو إسحاق : وهذا عليه أمر الدعاء ، إنه يستعاذ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ والإِنْسِ ، ودليل ذلك (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ). * * * آخر كتاب معاني القرآن ، والْحَمْدُ للّه وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل ، وصلَّى اللّه على نبيه محمد وآله الطيبين وسلم تسليماً. ابتدأ أبو إسحاق إبراهيم بن السَّرِي النحوي الزَّجَّاج في إملاء هذا الكتاب في صفر من سنة خمس وثمانين ومائتين ، وأتمَّه في ربيع الأول من سنة إحدى وثلاثمائة ، وكُتبَ في دمشق جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحم اللّه من دعا لكاتبه بالرحمة والمغفرة ولجميع أُمَّةِ محمَّدٍ - صلى اللّه عليه وسلم. __________ (١) الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينَ تَمَّ كتابةُ سورة النَّاسِ من مخطوط معاني القرآن وإعرابه للزجاج ، وقد أغفله المحقق. |
﴿ ٦ ﴾