١٧٠

 {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُم لاَ يَعْقِلُون شَيْئاً} {١٧٠}، الألف ليست ألف {الاستفهام} أو الشك، إنما خرجت مخرج الاستفهام تقريراً بغير الاستفهام. {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُم لاَ يَعْلِقون شَيْئاً} أي: وإن كان آباؤهم.

{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ} {١٧٠}، إنما الذي يَنْعِقُ الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به وهي الغنم؛ تقول: كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها؛ والعرب تريد الشيء فتحوّله إلى شيء من سببه، يقولون: أعرض الحوضَ على الناقة وإنما تُعرَض الناقة على الحوض، ويقولون: هذا القميص لا يقطعني، ويقولون: أدخلت القَلَنْسُوَة في رأسي، وإنما أدخلت رأسك في القَلَنْسُوَة، وكذلك الخُفّ، وهذا الجنس؛ وفي القرآن: {مَا إنْ مَفَاتِحَه لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} {٢٨٣٦} ما إنّ العُصْبة لتنوء بالمفاتح: أي تثقلها. والنعيق: الصِيَاح بها، قال الأخطل:

انْعِقْ بضَأنك يا جريرُ فإنـمـا

منَّتك نفْسُك في الخلاء ضَلالا

﴿ ١٧٠