٣

غداةَ إذٍ لقد خَطئا وحابا  

وقال الهذليّ:

ولا تُخْنوا عليّ ولا تَشطُّـوا 

بقول الفَخْر إنَّ الفخر حُوبُ

{وإنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا} {٣} وَإنْ أيقنتم ألاَّ تَعْدِلوا.

{مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى} {٣} أي ثنتين، ولا تنوين فيها، قال ابن عَنَمة الضَّبي:

يباعون بالبُعْرَان مَثْنَى ومَوْحِدا  

وقال الشاعر:

ولكنما أهلـي بـوادٍ أَنـيسُـه 

ذِئابٌ تَبَغَّي الناس مَثْنَى ومَوْحِدا

قال النحويون: لا ينوّن {مَثْنَى} لأنه مصروف عن حدّه، والحدّ أن يقولوا: اثنين؛ وكذلك ثُلاثُ ورُباعُ لا تنوين فيهما، لأنه ثَلاثٌ وأربعٌ في قول النحويين، قال صَخْر بن عمرو بن الشّرِيد السُلَمِيّ:

ولقد قتلتكم ثُنـاءَ ومَـوْحـداً

وتركتُ مُرّةَ مثلَ أَمسِ المُدْيرِ

فأخرج اثنين على مخرج ثُلاث، قال صَخْر الغَيّ الهذلي:

منَتْ لَك أن تُلاقيَني المَنَايا

أُحادَ أحادَ في شهْرٍ حلالِ

منَتْ لك، تقول: قدّرت لك، والمنايا: الأقدار، يقال: منت تَمْنِى له مَنْياً؛ فأخرج الواحد مخرج ثُناء وثُلاث، ولا تجاوز العرب رُباع، غير أن الكمُيْتَ بن زيد الأسَديّ

قال:

فلم يَسترِيثوكَ حـتـى رَمـي

تَ فوقَ الرِّجال خِصالاً عُشارا

فجعل عشار على مخرج ثلاث ورُباع.

{فَإِنْ خِفْتُمْ ألاَّ تَعْدِلُوا} {٣}: مجازه: أيقنتم، قالت ليلَى بنت الحِماس:

قلتُ لكم خافوا بألف فارسِ

مُقَنَّعِينَ في الحديد اليابسِ

أي أيقنوا.

قال: لم أسمع هذا من أبي عبيدة.

{ذَلِكَ أدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا} {٣} أي أقرب ألا تجوروا، تقول: عُلتَ عليّ أي جُرت عليّ.

﴿ ٣