٩١{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إلاَّ خَطئاً} {٩١}، هذا كلام تستثنى العربُ الشيء من الشيء وليس منه على اختصار وضمير، وليس لمؤمن أن يقتل مؤمناً على حالٍ إلاَّ أن يقتله مُخطئاً، فإن قتله خطئا فعليه ما قال اللّه في القرآن، وفي القرآن: {الّذيِنَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ اْلإِثْم وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ اللَّمَمَ} {٥٣٣٢}: واللَّمَم ليس من الكبائر، وهو في التمثيل: إلا أن يُلِمُّوا من غير الكبائر والفواحش، قال جرير: من البِيض لم تَظْعَن بعيداً ولم تطأ على الأرض إلا ذَيل مِرْطٍ مُرَحَّلِ المُرَحَّل: بُرْد في حاشيته خطوط، فكأنه قال: لم تطأ على الأرض إلا أن تطأ ذيلَ البُرْد، وليس هو من الأرض، ومثله في قول بعضهم: وَبَلْدةٍ لَيْسَ بهـا أَنـيسُ إلاَّ اليَعافيرُ وإلاَّ العِيسُ يقول: إلاَّ أن يكون بها. وقال أبو خِراش الهذليّ: أَمْسَى سُقامُ خلاءً لا أَنيسَ بـه إلا السِّباع ومَرّ الريح بالغَرَف سقام: وادٍ لهذيل؛ الغَرفُ: شجرٌ تُعمَل منه الغرابيل، وكان أبو عمرو الهذلي يرفع ذلك. |
﴿ ٩١ ﴾