٢{شَعَائِرَ اللّه} {٢} واحدتها شعيرة وهي الهدايا، ويدلك على ذلك قوله: {حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْىُ مَحِلَّهُ} {٢١٩٦}، وأصلها من الإشعار وهو أن يُقَلّد، أو يُحلل أو يطعَن شِقّ سَنامِها الأيمن بحديدة ليعلمها بذلك أنّها هدية، وقال الكُميت: نقُتِّلهم جِيلاً فجِيلاً تَراهُمُ شعائرَ قُرْبانٍ بها يُتقرَّبُ الجيل والقرن واحد، ويقال: إن شَعائر اللّه ها هنا المشاعر؛ الصَّفا والمَرْوة ونحو ذلك. {وَلاَ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} {٢} ولا عامدين، ويقال: أمَمَتْ. وتقديرها هَمَمَتْ خفيفة. وبعضهم يقول: يمّمت، وقال: إنِّي كذاك إذا ما ساءني بـلَـدٌ يمَّمْتُ صدرَ بَعِيرِي غيرَه بلدا {وَلاَ يَجْرِمَنّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ} {٢} مجازه: ولا يَحْمِلَنَّكُمْ ولا يعْدِينَّكم، وقال: ولقد طعَنْتَ أبَا عُيَيْنَةَ طَـعْـنَةً جَمَعَتْ فَزَارَة بَعْدَمَا أنْ يغْضَبُوا ومجاز {شَنئَان قَوْمٍ} أي بَغضاء قوم، وبعضهم يحرّكُ حروفها، وبعضهم يسكِّن النون الأولى كما قال الأحْوَصُ: وَما العَيْشُ إلاّ مَا تَلَذُّ وَتَشْتَهِى وَإنْ لاَمَ فِيهِ ذُو الشَّنَان وَفَنَّدَا وبعضهم يقول: {شَنَانُ قَوْمٍ} تقديره {أبان}، ولا يهمزه، وهو مصدرُ شنيت، وله موضع آخر معناه: شنئت حقك أقررتُ به وأخرجته من عندي كما قالَ العَجَّاجُ: زَلَّ بَنُو الْعَوَّامِ عَنْ آلِ الْحكَمْ وَشَنئوا المُلْكَ لِمَلْكٍ ذِي قَدَمْ شنئوا الملك: أخرجوه وأدَّوه وسلّموا إليه. {وقَدَم}. قال اللّه تبارك وتعالى: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} {١٠٢} قدم: منزلة ورفعة، وقِدَم من القديم، وقدم إذا تقدم أمامه، وقال الفرزدق: وَلَو كَانَ فِي دِينٍ سِوَى ذَا شَنِئْتُمُ |
﴿ ٢ ﴾