بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة النحل٥{فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ} {٥} أي ما استدفئ به من أوبارها. ومنافع سوى ذلك. ٦{حِينَ تُرِيحُونَ} {٦} بالعشى {وَحِينَ تَسْرَحُونَ} {٦} بالغداة. ٧{إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ} {٧} يكسر أوله ويفتح ومعناه بمشقة الأنفس، وقال النَّمر بن تَوْلَب: وذي إبلٍ يسعَى ويَحسبها لـه أَخي نَصبٍ مِن شقِّها وذؤوبِ أي من مشقتها، وقال العجاج: أصبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا ٩أي يُقاسي مَشقةً، ومَسْحول بعيره {وَعَلَى اللّه قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ} {٩} السبيل: لفظه لفظ الواحد، وهو في موضع الجميع فكأنه: ومن السبيل سبيل جائر، وبعضهم يؤنث السبيل. ١٠{شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} {١٠} يقال: أسمت إبلي وسامت هي، أي رعيتها. ١٣{وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ} {١٣} أي ما خلق لكم. ١٤{وَتَرى الفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ} {١٤} من مخرتِ الماءَ أس شقّته بجآجِئها، والفُلك ها هنا في موضع جميع فقال فواعل، وهو موضع واحد كقوله: {الفُلْكِ المَشْحُونِ} {٢٦١١٩} بمنزلة السلاح واحدٍ وجميع. ١٥{وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ} {١٥} أي جَعل فيها جبالاً ثوابتَ قد رست. {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} {١٥} مجازه: أن لا تميل بكم. ٢١{أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} {٢١} مجازه: متى يُحَيَوْن. ٢٣{لاَ جَرَمَ} {٢٣} أي حقاً، وقال أبو أسماء بن الضَّرِيبة أو عَطيّة بن عفيف: يا كُرْزُ إنك قد مُنيتُ بـفـارسٍ بطَلٍ إذا هاب الكُماة مَـجـرَّبُ ولقد طعنتَ أَبا عُـيَيْنَةَ طَـعـنة جَرَمت فزارةَ بَعدها أن يَغضَبوا أي أحقت لهم الغضب، وجرم مصدر منه: وكرز: رجل من بني عُقَيل؛ وأبو عُيَيْنَة حِصْن بن حُذَيفة بن بَدْر. ٢٥{أَوْزَارَهُمْ} {٢٥}: الأوزار هي الآثام، واحدها وِزْرٌ. ٢٦فَأَتَى اللّه بُنْيَانَهُمْ مِنَ القَوَاعِدِ} {٢٦} مجازه مجاز المثل والتشبيه والقواعد الأساس. إذا استأصلوا شيئاً قالوا هذا الكلام، وهو مثل؛ القواعد واحدتها قاعدة، والقاعد من النساء التي لا تحيض. ٢٧{أَيْنَ شُرَكَائِيَ الّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} {٢٧} أي تحاربون فيهم. ٢٨{فَأَلْقَوا السَّلْمَ} {٢٨} أي صالحوا وسالموا والسلم والسلم والسلام واحد. ٤٤{وَالزُّبُرِ} {٤٤} وهي الكتب واحدها: زبور، ويقال: زبرتُ وذبرت أي كتبت، وقال أبو ذؤيب: عرَفتُ الدِّيارَ كرقْـمِ الـدُّوا ة كما زَبرَ الكاتبُ الحمِيرَيّ وكما ذَبرَ في رواية. {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} مجازه: على تنقُّص قال: أُلاَمُ على الهجـاء وكـل يَوم يلاقيني من الجِـيرانِ غُـولُ تخوَّفُ غَدْرِهم مالي وأُهـدِي سَلاسلَ في الحُلوق لها صَليلُ أي تَنَقّصُ غَدْرِهم مالي. سلاسل يريد القوافي تُنَشد فهو صليلها وهو قلائد في أعناقهم وقال طَرفة: وجاملٍ خوَّف مِـن نِـيبـهِ زجر المُعَلّى أصُلاً والسَفِيحْ خوّف من نيبه أي لا يدعه يزيد. ٤٨{وَهُمْ دَاخِرُونَ} {٤٨} أي صاغرون، يقال: فلان دخر للّه، أي ذل وخضع. ٥٢{وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً} {٥٢} أي دائماً، قال أبو الأسود الدُّؤَليّ: لا أَبتغي الحمدَ القليلَ بقـاؤه ٥٣يوماً بِذَم الدهرِ أجْمَعَ واصِبا {فَإِلَيْه تجْأَرُونَ} {٥٣} أي ترفعون أصواتكم، وقال عَدِيّ بن زَيْد: إنّني واللّه فاقْبَلْ حَلِفِي بأَبِيلٍ كلّما صلَّى جَأرْ أي رفع صوتَه وشدَّه. ٥٨{وَهُوَ كَظِمٌ} {٥٨} أي يكظم شدة حزنه ووجده ولا يظهره، وهو في موضع كاظم خرج مخرج عليم وعالم. ٥٩{أَيُمْسِكهُ عَلَى هَوْنٍ} {٥٩} أي هُوانِ. ٦٢{مُفْرَطُونَ} {٦٢} أي متروكون منسيون مخلفون. ٦٦{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} {٦٦} يُذكَّر ويؤَنث، وقال آخرون: المعنى على النَّعَم لأن النعم يذكر ويؤنث، قال: أكلَّ عامٍ نَعَمٌ تَـحْـوُونـه يُلْقِحُه قومٌ وتَنْتـجـونَـه أَرْبابه نَوْكي ولا يَحْمونه والعرب قد تُظهر الشئ ثم تخبر عن بعض ما هو بسببه وإن لم يظهروه كقوله: قبائلنا سَـبـعٌ وأنـتـم ثَـلاثةٌ وللسَّبعُ أزكيَ من ثَلاثٍ وأكثرُ قال أنتم أحيْاءٍ ثم قال: من ثلاث، فذهب به إلى القبائل وفي آية أخرى: {وَعَلَى اللّه قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ} {١٦٩} أي من السبل سبيل جائر. ٦٧{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً} {٦٧} أي طُعْماً، ويقال: جعلوا لك هذا سكراً أي طُعْماً، وهذا له سَكَرٌ أي طُعْم، وقال جَنْدَل: جعَلتَ عَيْبَ الأكْرمِينَ سَكَرا وله موضع آخر مجازه: سَكناً، وقال: جاء الشتاء واجثالَّ القُنَـبَـرُ وجعلتْ عينُ الحَرور تَسكرُ أي يسكن حرها ويخبو، ويقال ليلة ساكرة أي ساكنة، وقال: تريد الليالَي في طولهـا وليست بطَلْقٍ ولا ساكرَةْ ويروى تزيد ليالي في طولها. ٦٨{وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} {٦٨} أي يجعلونه عريشاً، ويقال: يَعرِش ويَعرُش. ٧٢{بَنِينَ وَحَفَدَةً} {٧٢} أعواناً وخدّاماً، قال جَمِيل: حَفدَ الولائدُ بينهنّ وأَسلَمتْ بأكُفّهن أزِمَّة الأجْمـالِ واحدهم: حافد، خرج مخرج كامل والجميع كملة. ٧٦{وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَةُ} {٧٦} أي عيال على ابن عمّه وكل وليّ له. ٧٨{واللّه أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعلَ لَكُمْ السَّمْعَ والأَبْصَارَ والأَفْئِدَةَ} {٧٨} قبل أن يخرجكم، والعرب تقدِّم وتؤخِّر، قال الأخْطَل: ضَخْمٌ تُعلَّق أَشْناقُ الدِّياتِ به إذا المِئون أمِرَّتْ فوقَه حَمَلا الشَّنق: ما بين الفريضتين؛ والمئون: أعظم من الشَّنَق فبدأ بالأقل قبل الأعظم. {السَّمْعَ} {٧٨} لفظه لفظ الواحد. وهو في موضع الجميع، كقولك: الأسماع، وفي آية أخرى: {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فاسْتَعِذْ بِاللّه} {١٦٩٨} وهي قبل القراءة. ٧٩{جَوِّ السَّمَاءٍ} {٧٩} أي الهَواء، قال: وَيْل أمَّها مِن هَواءٍ الجّو طـالـبّة ٨٠ولا كهذا الذي في الأرض مطلوبُ وقوله {أَثَاثاً} {٨٠} أي مَتاعاً، قال محمد بن نُميرَ الثَّقفيّ: أَهاجتك الظَّمائنُ يوم بـانـوا بذي الرِّئِ الجميلِ من الأثاثِ والرئُ الكسوة الظاهرة وما ظهر. ٨١{وجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الجِبَالِ أَكْنَاناً} {٨١} واحدها: كِنّ. {سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الحَرَّ} {٨١} أي قمُصاً، وَسَرَابيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} {٨١} أي دروعاً وقال كَعْبُ بن زُهَيْر: شُمّ العرانينِ أبطالُ لَـبـوسُـهـم ٨٦مِن نَسْجِ داودَ في الهَيْجاءِ سَرابِيلُ {فَأَلْقَوا إِلَيْهِمُ القَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ} {٨٦} أي قالوا: إنكم لكاذبون، يقال: ألقيت إليه كذا، أي قلت له كذا. ٨٧{وَأَلْقَوْا إِلى اللّه يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} {٨٧} أي المسالمة. ٨٩{تِبْيَاناً لِكُلِّ شَئٍ} {٨٩} أي بياناً. ٩٠{وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى} {٩٠} يعني وإعطاؤه. ٩٢{قُوَّةٍ أَنْكَاثاً} {٩٢} كل حبل وغزل ونحو ذلك نقضته فهو نكث، وهو من قولهم نكثت قال المسيَّب بن عَلَس: مِن غير مقلِيةٍ وإنّ حِبالها ليست بأنْكاثٍ ولا أقطاعِ {دَخَلاً بَيْنَكُمْ} {٩٢} كل شئ وأمر لم يصح فهو دَخَلٌ: {هِيَ أَرْبَى مِنْ أَمَّةٍ} {٩٢} أي أكثر. ٩٤{فَنَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهُا} {٩٤} مثل يقال: لكل مبتلى بعد عافية أو ساقط في ورطة بعد سلامة ونحو ذلك: زَلَّت قَدَمُه. ٩٧{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَر أَو أُنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ} {٩٧} من تَقع على الواحد وعلى الجميع والذكر والأنثى، ولفظها لفظ الواحد فجاء الأول من الكناية على لفظ من وإن كان المعنى إنما يقع على الجميع ثم جاء الآخر من الكناية على معنى الجميع، فقال: {ولَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ}. ٩٨{فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فاسْتَعِذْ بِاللّه} {٩٨} مقدَّم ومؤخَّر، لأن الإستعاذة قبل القراءة. ١٠٢{رُوحُ القُدُسِ} {١٠٢} جبريل عليه السلام. ١٠٣{لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجمِيٌّ} {١٠٣} أي يَعدِلون إليه، ويقال: أَلَحدَ فلان أي جار؛ أعجميٌّ أضيف إلى أعجم اللسان. ١٠٦{وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللّه} {١٠٦} شرح صدره بذلك: تابعته نفسه وانبسط إلى ذلك، يقال: ما يشرح صدري لك بذلك، أي لا يطيب، وجاء قوله: فعليهم غضب على معنى الجميع لأن من يقع على الجميع. ١١٢{يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً} {١١٢} أي واسعاً كثيراً. {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّه} {١١٢} واحدها نُعمْ ومعناه نِعمة وهما واحد، قالوا: نادى مُنادي النبيِّ عليه السلام بمنى: إنها أيام طُعْم ونُعْم فلا تصوموا}. ١١٨{وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا} {١١٨} من اليهود. ١٢٠{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً للّه} {١٢٠} أي إماماً مطيعاً للّه. {حَنِيفاً} {١٢٠} مسلماً؛ ومن كان في الجاهلية يختتن ويحج البيت فهو حنيف. ١٢١{اجْتَبَاهُ} {١٢١} اختاره. ١٣٧{فِي ضَيْقٍ} {١٣٧} مفتوح الأول وهو تخفيف ضَيِّقٍ بمنزلة ميِّت وهيِّن وليِّن، وإذا خففتها قلت ميت ولين وإذا كسرت أول ضيق فهو مصدر الضِّيق. |
﴿ ٠ ﴾