بسم اللّه الرحمن الرحيم

سورة الكهف

٢

{مِنْ لَدُنْه} {٢} من عنده.

٦

{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} {٦} مُهلِكٌ نفسَك، قال ذُو الرُّمَّة:

أَلا أيّهذا الباخع الوجد نَفْسَه

 لِشئٍ نَحَتْه عن يدْيه المَقادرُ

أي نحَّته مشدّد، ويقال: بخعتُ له نفسي ونُصْحي أي جهدت له.

{بهِذَا الحْدِيث أَسَفاً} {٦} أي نَدَماً وتلهُّفاً، وأَسىً.

٨

{صَعِيداً} {٨} أي مستوياً، وجه الأرض.

{جُرُزاً} {٨} أي غُلْظاً لا ينبت شيئاً والجميع أَرَضُون أجراز، ويقال للسنة المُجْدِبة: جرز وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلة مطرها، قال ذُو الرُّمَّة:

طَوَى النَّخْرُ وَالأجْرازُ ما في عروضها

 ٩

فما بقيت إلا الصدورُ الـجَـراشُـع

وقال:

قد جرّفتهن السِّنون الأجرازْ

{وَالرَّقِيمِ} {٩} الوادي الذي فيه الكَهْف.

١٢

{أَحْصى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} {١٢} أي غابة.

١٤

{وَرَبَطْنَا على قُلُوبِهِمْ} مجازه: صبَّرناهم وألهمناهم الصبرَ.

{قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} أي جوراً وغلوّاً

قال:

ألا يالِقومٍ قد أشطَّتْ عـواذِلـي

ويَزُعمن أن أوْدَى بحقِيَ باطلِي

ويَلْحَيْنَنِي في اللّهو أن لا أُحبّـه

 ١٦

وللّهو داعٍ دائبٌ غير غـافِـل

{وَيُهَيِّئ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} {١٦} هو ما ارْتُفق به ويقرؤه قوم مَرْفِقاً فأما في اليدين فهو مرفق.

١٧

{تَزَاوَرُ عَنْ كَهفِهِمْ} {١٧} أي تميل وتعدل وهو من الزور يعني العوج والمنيل، قال ابن مقبل:

فينا كَراكِرُ أَجْوازٍ مُضَبَّـرةٍ

فيها دروٌّ إذا شئنا من الزَّوَرِ

وقال أبو الزحف الكليبي:

ودون ليلى بَـلَـدٌ سَـمَـهْـدرُ

جَدْبُ المُنَدّى عن هوَانـا أزوَرُ

بُنضِى المَطايا خِمْسُة العَشنَزرُ

العَشَنزر الشديد؛ المندّى حيث يرتع ساعة من النهار.

{تَقْرِضُهُم ذَاتَ الشِّمَالِ} {١٧} أي تُخلِّفهم شِمالاً وتجاورهم وتقطعهم وتتركهم عن شمالها، ويقال: هل مررت بمكان كذا وكذا، فيقول المسئول: قرضته ذات اليمين ليلا،

وقال ذو الرُّمَّة:

إلى ظُعُنٍ يَقرِضن أَجوازَ مُشرِفٍ

شِمالاًوعن أَيمانهن الـفـوارسُ

{وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّه} {١٧} أي مُتَّسع، والجميع فَجَوات، وفِجاء مكسورة الفاءُ.

١٨

{وَتَحْسِبُهُمْ أَيْقَاظاً} {١٨} واحدهم: يَقِظٌ، ورجال أيقاظ، وكذلك جميع يَقظان أيْقاظ، يذهبون به إلى جميع يَقِظٍ،

وقال رُؤْبَة:

ووَجَدوا إخوانَهم أَيقاظاً

وسَيْفَ غَيّاظٍ لهم غياظا

{وَنُقَلِّبُهمْ ذَاتَ اليَمِينِ وذَاتَ الشِّمَالِ} {١٨} أي على أيمانهم وعلى شمائلهم.

بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ} {١٨} على الباب وبفناء الباب جميعاً لأن الباب يوصد، أي يغلق، والجميع وصائد ووصُدُ.

١٩

{وَكَذلِكَ بَعَثْنَاهُمْ} {١٩} أي أحييناهم، وهو من يوم البعث.

{أَيُّهَا أَزْكىَ طَعَاماً} {١٩} أي أكثر،

قال:

قبائلنا سَـبـعٌ وأنـتـم ثـلاثةٌ

 وللسَّبعُ أَزكَى مِن ثَلاثٍ وأَكثرُ

{وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ} {١٩} لا يُعلمنَّ بكن، يقال: شَعرتُ بالأمر، أي علمت به، ومنه الشاعر.

٢٣

{رَجْماً بِالْغَيْبِ} {٢٣} والرجم ما لم تستيقنه،

وقال: ظن مُرْجَّم لا يُدرَي أحق هو أم باطل؛ قال زُهَيْر:

وما الجرب إلاّ ما رأيتم وذُقتُمُ

 ٢٦

وما هو عنها بالحديث المُرجَّمِ

{ثلثَمائَةٍ سِنِينَ} {٢٦} مقدَّم ومؤخَّر، مجازه: سِنين ثلثمائة.

٢٨

{وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} {٢٨} أي مَعْدِلاً واللَّحد منه والإلحاد.

٢٩

{وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} {٢٩} جرم لأن مجازه مجاز النهى، والموضع: لا تجاوز عيناك، ويقال: ما عدوت ذلك أي ما جاوزته.

{وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا} {٢٩} أي سَرَفاً وتضييعاً.

٣٠

{إِنَّا أَعْتَدْنَا} {٣٠} من العَتاد وموضعه موضع أعددنا من العُدة.

{أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُها} {٣٠} كسُرادق الفُسَطاط وهي الحجرة التي تطيف بالفُسطاط، قال رُؤْبة:

يا حَكمَ بن المْنِذر بن الجـارودْ

أنت الجَوْاد بن الجَوْاد المَحْمودْ

سُرادِقُ المجْدِ إليك مَمْـدودْ

وقال سلامة بن جَنْدَل:

هو المُولِج النُّعمانَ بيتاً سَماؤُه

صُدورُ بَعْد بيتٍ مُـسَـرْدَق

أي له سُرادق.

{يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْلِ} {٣٠} كل شئ أَذَبته من نُحاس أو رصاص ونحو ذلك فهو مُهْل، وسمعت المُنْتَجِع بن نَبْهان يقول: واللّه لفلاَنٌ أبغض إلىّ من الطَّلياء والمُهْل، فقلنا: وما هما فقال الجَرْباءُ والملّة التي تنحدر عن جوانب الخبزة إذا مُلت في النار من النار كأنه مُهْلة حمراء مدقَّفة فهي جَمْرة.

{وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} {٣٠} أي مُتَّكَئاً، قال أبو ذُؤَيب الهُذَلِيّ.

إنِّي أَرِقتُ فبتُّ الليلَ مُرتفَقـاً

كأنّ عَيْنَيَّ فيها الصابُ مذبوحُ

وذبحه: انفجاره،

قال: وهو شديد وحُكى عن أبي عَمْرو بن العَلاء أو غيره يقال: انفقأت واحدة فقطّرت في عيني فكأنه كان في عيني وَتَدٌ.

٣١

{أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} {٣١} واحدها: إِسْوار ومن جعلها سِوار فإن جمعه سُوْر وما بين الثلاثة إلى العشرة أَسْوِرة.

{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى اْلأرَائكِ} {٣١} واحدتها أريكة وهي السُّرر في الحجال قال ذُو الرُّمَّة:

خدوداً جفَتْ في السَّير حتى كأنما

 يباشرن بالمَعْزَاءِ مَـسَّ الأرائكِ

وقال الأعْشَى:

بَيْن الرِّواق وجانبٍ من سَترها

 ٣٢

منها وبين أَريكةِ الأنـضـادِ

{وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} {٣٢} مجازه: اطفناهما وحجزناهما مِن جوانبهما قال الطِّرِمّاح:

تظلُّ بالأكمام مَحْفوفةً

 ٣٣

تَرمُقها أعيُنُ جُرَّامِها

{وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} {٣٣} ولم تَنقص، ويقال: ظلمني فلان حقي أي نقصني،

وقال رجل لاِبنهِ:

تظلَّمني مالي كذا ولَوىَ يدي

لَوىَ يده اللّه الذي لا يغالبُهْ

{وَفَجَّرْنَا خِلاَلَهُمَا نَهَراً} {٣٣} أي وَسطهما وبينهما، وبعضهم يسكّن هاء النهر.

٣٤

{وَكَانَ لهُ ثُمُرٌ} {٣٤} وهو جماعة الثَّمَر.

٣٧

{وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} {٣٧} أي يكلّمه، ومعناه من المحاورة.

٣٨

{لَكِنَّا هُوَ اللّه رَبِّي} {٣٨} مجازه: لكن أنا هو اللّه ربي، ثم حذفت الألف الأولى وأُدغمت إحدى النونين في الأخرى فشددت، والعرب تفعل ذلك.

٤٠

{حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ} {٤٠} مجازها: مَرامى، وواحدتها حُسْبانة أي ناراً تحرقها.

{صَعِيداً زَلَقاً} {٤٠} الصعيد وجه الأرْض، والزَّلَق الذي لا يثبت فيه القدمُ.

٤١

{أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غّوْراً} {٤١} أي غائراً، والعرب قد تصف الفاعل بمصدره وكذلك الأثنين والجميعَ على لفظ المصدر، قال عَمْرو بن كُلْثُوم.

تظلّ جِيادُه نَوْحاً عليه

مُقلَّدةً أَعِنَّتُها صُفونا

أي ناحيات،

وقال باكٍ يَبكيِ هِشامَ بن المُغِيرَة: 

هَرِيقِي مِن دموعها سِجاما

ضُباعَ وجاوبِي نَوْحاً قياما

وقال لَقيط بن زُرارة يوم جَبَلةَ:

شتَّانَ هذا والعِنـاقُ والـنَـومْ

والمَشرَبُ الباردُ والظِلُّ الدَّومْ

أي الدائم.

٤٢

{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا} {٤٢} أي فأصبح نادماً، والعرب تقول ذلك للنادم: أصبح فلان يقّلب كفيْه نَدماً وتلهُّفاً على ذلك وعلى ما فاته.

{وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} {٤٢} مجازه: خالية على بيوتها.

٤٣

{فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّه} {٤٣} أي جماعة،

وقال العَجّاج:

كما يَحُوز الفِئَةَ الكَمِيُّ

٤٤

{هُنَا لِكَ الْوَلاّيَةُ للّه {٤٤} مصدر الوَلِى، فإذا كسرتَ الواو فهو مصدر وليتَ العملَ والأمرَ تليه.

{خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقباً} {٤٤} مجازه مجاز العاقبة والعُقبيَ والعُقْبة، كلهن واحدة والمعنى الآخرة.

٤٦

{هَشِيماً} {٤٦} أي يابساً متْفتِّتْا قال لَبِيد:

ولا للضَّيف إن طرقَتْ بَلِيِلٌ

بأفنانِ العِضاةِ وبالهَـشِـيمِ

{تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} أي تطيّره وتفرقه، ويقال: ذرته الريح تذروه وأَذرته تذرِيه.

٤٨

{وَتَرَى اْلأَرْضَ بَارِزَةً} {٤٨} أي ظاهرة.

٥٠

{فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} {٥٠} جار عنه وكفر به،

وقال رُؤْبة:

يَهوين في نَجْدٍ وغوراً غائراً

 ٥١

فواسقاً عن قصدها جَوائرا

{مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً} {٥١} أي أَنصاراً وعِزّاً وأعواناً، ويقال: فلان عضُدي أي ناصري وعِزّي وعوني، ويقال: قد عاضد فلان فلاناً وقد عضده، أي قوّاه ونصره.

٥٤

{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً} {٥٤} أي مَوعِداً،

قال:

وحاد شَرَوْرَي والسِّتارَ فلم يدع

 ٥٣

تِعاراً له والواديَيْنِ بمَـوْبِـقِ

{وَلمُ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً} {٥٣} أي مَعْدِلاً،

وقال أبو كَبير الهُذَليّ:

أزُهَيْرُ هل عن شَيْبَةٍ مِن مَصْرِف

 ٥٥

أم لا خلودَ لِباذلٍ مـتـكـلِّـفِ

{أَوْ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ قِبَلاً} {٥٥} أي أولاً يقال: من ذي قِبَلٍ، فإن فتحوا أولها فالمعنى: استئنافاً،

قال:

لن يغلب اليوم جَبَاكم قبَلى

أي استئنافِي، وإن ضمَّوا أوّ لها فالمعنى: مقابلة، يقال: أُقبِلَ قُبُلُ فلانٍ: انكسَر، وله موضع آخر: أن يكون جميع قبيل فمعناه: أو يأتيهم العذاب قُبُلاً، أي قبيلاً قبيلاً، أي ضَرْباً ضَرْباً ولَوْناً لوْناً.

٥٦

{لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} {٥٦} مجازه: ليُزِيلوا به الحق ويَذهبوا به، ودحَض هو ويقال: مكان دَحْضٌ، أي مَزِلٌ مزلق، لا يثبت فيه خُفّ ولا قَدم ولا حافر، قال طَرَفة:

ورَدتُ ونحّى اليَشْكِـريَّ حِـذارُهُ

 ٥٨

وحادَ كما حادَ البعيرُ عن الدَّحّضِ

{لَنْ يَجِدوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً} {٥٨} مجازه مَنْجىً، وهو من قولهم:

فلا وأَلتْ نفسٌ عليها تحاذرُ

أي لا نجت.

وقال الأعْشَى:

وقد أُخالسُ رَبَّ البيتِ غفلَتَه

وقد يحاذر منِّي تم مـا يَئِلُ

أي لا ينجو.

٦٠

{أَوْ أَمْضِىَ حُقُباً} {٦٠} أي زماناً وجميعه أحقاب، ويقال في معناه: مضت له حِقْبة والجميع حِقَب على تقدير كِسرة والجميع كِسَر كثيرةٌ.

٦١

{فِي الْبَحْرِ سَرَباً} {٦١} أي مَسلكا ومَذهباً أي يَسْرُبُ فيه، وفي آيةٍ أخرى {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} {١٣١١}.

٦٤

{فَارْتَدَّا عَلَى آثَارهِمَا قَصَصاً} {٦٤} مجازه: نَكَصا على أَدبارهما فرجعا قصصاً، رجعا يقصان الأّثر.

٧١

{جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} {٧١} أي داهيةً نُكْراً عظيماً، وفي آية أُخرى: {شَيْئاً إِدّاً} {١٩٩٠}

قال:

قد لَقِيَ الأقْرانُ مني نُكْراً

 داهِيةً دَهْيَاءَ إدّاً إمْـراً.

٧٣

{وَلاَ تُرْهِقْنِي} {٧٣} أي لا تُغْشِني

وقال زُهَيْرٌ:

ومُرهِّقُ النَّيرانِ يحُمدَ في ال

 ٧٤

لأواءِ غيرَ مُلَعَّنِ الـقِـدْرِ

{زَكِيَّةٍ بِغَيْرِ نَفْسٍ} {٧٤} أي مُطَهَّرة.

{شَيْئاً نُكْراً} {٧٤} أي داهية: أَمْراً عظيماً.

٧٧

{فأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} {٧٧} أي أن يُنزلوهما منزل الأضياف، ويقال: ضِفْتُ أَنا، وأَضافني الذي أنزلني.

{يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} {٧٧} وليس للحائط إرادة ولا للموات ولكنه إذا كَان في هذه الحال مِن ربه فهو إرداته، وهذا قول العرب في غيره قال الحارِثيّ:

يريد الرمحُ صَدْرَ بني بَراءٍ

 ويَرْغَب عن دِماءِ بني عقيل

ومجاز {أن ينقضَّ} مجاز يَقَع، يقال: انقضت الدارُ إذا انهدمت وسقطت وقرأ قوم أَنْ يَنْقاضَّ ومجازه: أن ينقلع من أصله ويتصدع بمنزلة قولهم: قد انقاضت السن، أي انصدعت وتقلعت مِن أصلها، يقال: فراق كقَيْض السِّن أي لا يجتمع أهله،

وقال:

فِراقٌ كقَيْضِ السِّنّ فالصّبرَ إنه

لكل أناسٍ عثْـرةٌ وجُـبـور

{لوْ شِئْتَ لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} {٧٧} الخاء مكسورة، ومعناها معنى أخذت فكان مخرجها مخرج فعِلتَ تفعَل، قال المُمزِّق العَبْدِيّ:

وقد تخِذتْ رِجْليِ إلى جَنْب غَرْرها

 نَسِيفاً كأُفْحُوص القطة المطِّـرقِ

النسِيف موضع العُقبِ الأثْر الذي يكون في خِلال الرجِل؛ وأفحوص القَطاةِ: الموضع الذي تَبِيض فيه. والمطرق التي تريد أن تبيض، يقال: قد طرَّقت المرأة لولدها إذا استقام ليَخرُج.

٧٩

{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} {٧٩} أي بين أيديهم وأمامهم،

قال:

أَترجو بنو مروانَ سَمْعِي وطاعتِي

 وقومي تَمِـيمٌ والـفَـلاةُ ورائيا

أي أمامي.

٨٠

{أَنْ يُرْهِقَهما} {٨٠} أي يَغشِيَهما.

٨١

{وَأَقْرَبَ رُحْماً} {٨١} معناها معنى رَحْماً مثل عمُرْ وعَمر وهُلْك وهَلْك، قال الشاعر:

فلا ومُنَزِّلِ الفُرقـا

 نِ مالَكَ عندَها ظُلْمُ

وكيف بظلم جاريةٍ

٨٥

{فَأَتْبَعَ سَبَباً} {٨٥} أي طريقاً وأثراً ومَنْهَجاً.

٨٦

{فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} {٨٦} تقديرها: فَعِلَةٌ ومَرسِة وهي مهموزة، لأن مجازها مجاز ذات حمأةٍ،

قال:

تجئ بمِلْئها يوماً ويوماً

تجئ بحمأةٍ وقليل ماءِ

وقال حاتِم طيّ:

وسُقيتُ بالماءِ النّميرِ ولم

أترك الأُطم حمأةَ الْجَفْرِ

النمير الماء الذي تسمَن عنه الماشية. ومن لم يهمزها جعل مجازه مجاز فُعِلة من الحرّ الحامي وموضعها حامية.

٩٣

{بَيْنَ السُّدَّيْنِ} {٩٣} مضموم إذا جعلوه مخلوقاً من فعل اللّه وإن كان من فعل الآدميين فهو سَدّ، مفتوح.

٩٤

{يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ} {٩٤} لا ينصرفان، وبعضهم يهمز ألقيهما وبعضهم لا يهمزها، قال رُؤْبة:

لو أن يأجُوجَ ومأجوج معا

وعاد عادٌ واستجاشوا نُبَّعا

فلم يصرّفها.

٩٦

{زُبَرَ الْحَدِيدِ} {٩٦} أي قِطَع الحديد واحدتها زُبْرة.

{بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} {٩٦} فبعضهم يضمها وبعضهم يفتحها ويحرّك الدال، ومجازهما ما بين الناحيتين من الجبَلَيْنِ،

وقال:

قد أخذتْ ما بين عَرْضِ الصُّدفيْنِ

ناحيتيها وأعالـي الـرُّكْـنَـيَيْنِ

{أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} ٠٩٦} أي أَصُبَّ عليه حديداً ذائباً،

قال:

حُساماً كَلَونِ الْمِلح صافٍ حديدُه

 جُرازاً من أقطارِ الحديد المُنعَّتِ

جمع قِطرٍ، وجعله قوم الرَّصاص النُّقر.

٩٧

{فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يظهَرُوهُ} {٩٧} أي أن يعلوه، ويقال: ظهرتُ فوق الجبل وفوق البيت، أي علوته.

٩٨

{جَعَلَهُ دَكَّاءَ} {٩٨} أي تركه مدكوكاً أي ألزقه بالأرض، ويقال: ناقة دَكَّاءُ أي لا سَنامَ لها مستوية الظهر، قال الأَغْلَبُ:

هل غيرُ غارٍ دَكَّ غاراً فانهَدمْ

والعرب تصف الفاعل والمفعول بمصدرهما فمن ذلك {جَعَلهُ دكّاً} أي مدكوكاً.

٩٩

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} {٩٩} واحدتها صورة خرجت مخرج سُورة المدينة والجميع سور المدينة، ومجازه مجاز المختصر المضمر فيه أي نُفخ فيها أرواحها.

١٠٤

{يُحْسِنُونَ صُنْعاً} {١٠٤} أي عملاً والصنع والصنعة والصنيع واحد، ويقال فرس صنيع أي مصنوع.

١٠٨

{لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} {١٠٨} أي لا يريدون ولا يُحبّون عنها تحويلاً.

﴿ ٠