بسم اللّه الرحمن الرحيم

سورة الأنبياء

  ٣

{ وَاَسرُّو النجْوَى الذَّيِنَ ظَلَمُوا } خرج تقدير فعل الجميع هاهنا على غير المستعمل في المنطق لأنهم يقولون في الكلام وأسروا النجوى الذين ظلموا مجازه مجاز إضمار القوم فيه وإظهار كفايتهم فيه التي ظهرت في آخر الفعل ثم جعلو

{ الذين } صفة الكناية المظهرة ، فكان مجازه : { وأسرّ القومُ الذين ظلَموا النجوى } فجاءت { الذين } صفة لهؤلاء المضمرين ، لأن فعلوا ذلك في موضع فعل القوم ذلك ،

وقال آخرون : بل قد تفعل العرب هذا فيظهرون عدد القوم في فعلهم إذا بدءوا بالفعل قال أبو عمرو الهذلي : { أكلوني البراغيث } يلفظ الجميع في الفعل وقد أظهر الفاعلين بعد الفعل ومجازه مجاز ما يبدأ بالمفعول قبل الفاعل لأن النجوى المفعولة جاءت قبل الذين أسروها والعرب قد تفعل ذلك

وقال :

فجذّ حبلَ الوصل منها الواشي

{ أسرّوا } من حروف الأضداد ، أي أظهروا .

﴿ ٣