بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة الحج٢{ الحجّ } بكسر أوله ويفتح . { يَوْمَ تَرَوَنْهُا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضَعةٍ } أي تسلو وتنسى ، قال كثير عزة : صحا قلبُه يا عَزَّ أو كاد يَذَهلُ أي يصحو ويسلو . ٥{ مِنْ مُّضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ } أي مخلوقة . { ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً } مجازه أنه في موضع أطفال والعرب تضع لفظ الواحد في معنى الجميع قال : في حَلْقكم عظمٌ وقد شَجينا وقال عباس بن مرداس : فقلنا أَسِلمـوا إنـا أَخـوكـم فقد بَرِئَت من الإحَنِ الصدورُ وفي آية أخرى : { وَالمْلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلكَ ظَهِيرٌ } أي ظهراء وقال : إن العواذل ليس لي بأميرِ أراد أمراء : { أرذَلِ العمر } : مجازه أن يذهب العقل ويخرف . { وَتَرىَ الأرْضَ هَامِدَةً } أي يابسة لا نبات فيها ويقال : ويقال رماد هامد إذا كان يدرس . ٨{ زَوْج بَهِيجٍ } أي حسن قشيب جديد ويقال أيضاً بهج : { وَأَنَّ اللّه يَبَعْثُ } أي يجيء . ٩{ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ } يقال جاءني فلان ثاني عطفه أي يتبختر من التكبر ، قال الشماخ : نُبَّئتُ أن رُبَيْعاً أن رَعَى إِبلاً يُهدى إلىَّ خَناه ثانَي الجيدِ قال أبو زبيد : فجاءهُمُ يَستنٌّ ثانيَ عِطفه له غَيَبٌ كأَنما بات يُمكَرُ ١١{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّه عَلَى حَرْف } كل شاك في شيء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم وتقول : إنما أنت لي ١٣ على حرف ، أي لا أثق بك { لَبِئْسَ الْمَوْلَي } مجازه هاهان ابن العم ، ١٣{ ولبئس العشير } الخليط المعاشر . ١٥{مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَن لَّنْ يَنْصُرَهُ اللّه } مجازه أن لن يرزقه اللّه وأن لن يعطيه اللّه ، قال وقف علينا سائل من بني بكر على حلقة في المسجد الجامع فقال : من ينصرني نصره اللّه أي من يعطيني أعطاه اللّه ويقال نصر المطر أرض كذا ، أي جادها وأحياها ، قال وبيت الراعي : وانصري أرض عامرِ أي تعمدي ، وقال الراعي : أبوك الذي أجدى عليّ بنصره فانصتَ عني بعده كُّل قائلِ أي بعطيته وقال : وإنك لا تعطي امرءًا فوقَ حظـه ولا تَمِلك الشِقَّ الذي الغيث ناصرهُ { فلَيْمَدْدُ بِسَبَبٍ إلىَ السَّماءِ } أي بحبل . ١٧{ إنَّ الذَّيِنَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا لصِّاِبئينَ والنَّصَارَى وَالمَجُوسَ والّذِين أَشْرَكُوا إنَّ اللّه يَفِصُل بيَنَهُم يَوْمَ القِيَامَةِ } مجازه : اللّه يفصل بينهم ، وإن من حروف الزوائد ؛ والمجوس من العجم { والذين أشركوا } من العرب ، وقال آخرون : قد تبدأ العرب بالشيء ثم تحول الخبر إلى غيره إذا كان من سببه كقول الشاعر : فمنْ يَك سائلاًعني فإنـي وجَروْة لا تَرود ولا تُعارُ بدأ بنفسه ثم خبر عن فرسه وقال الأعشى : وإن إِمراءً أهدى إلـيك ودونـه من الأرض مَؤماة وبيداء سَمْلقُ لمحقوقة أن تستجيبي لِصَـوتـه وأن تعلمي أن المُعان مُوقَّـفُ بذأ بالمهدي ثم حول الخبر إلى الناقة : { يُصْهَرُ بِهِ } يذاب به ، قال الشاعر : شّكَ السَّفافِيدِ الشِّواء المُصْطَهَرْ ومنه قولهم : صُهارة الأَلْيَة وقال ابن أحمر : تَرويِ لَـــقـــىً أُلـــقِـــىَ فـــي صَـــفْـــصـــــــفٍ نَصــهَـــره الـــشـــمـــسُ فـــمـــا ينـــصـــهـــرْ تَروى : تصير له روايةٌ لفراخها كما يروى رواية القوم عليهم وهو البعير والحمار . ٢٣{وَلِبَاسُهُمْ فيهَا حَرِيرٌ } مجازه لَبوسهم ، قال أبو كبير الهدلي : ومعى لَبوسٌ للبئيس كـأنـه رَوْقٌ بجبهة ذي نِعاج مُجِفلِ أي مسرع ، ذو نعاج يعني الثور . ٢٥{ سَوَاءِ العَاكِفُ فيه } أي المقيم فيه { وَالبَادِ } : الذي لا يقيم فيه . { وَمَنْ يُرِد فِيهِ بإلْحادٍ } مجازه ومن يرد فيه إلحاداً والباء من حروف الزوائد وهو الزيغ والجور والعدل عن الحق وفي آية أخرى { مِنْ طُور سينَاء تُنْبِتُ بالدُّهْنِ } مجازه تنبت الدهن والعرب قد تفعل ذلك قال الشاعر بوادٍ يمانٍ يُنبت الشَّتَّ صدرُه وأسفله بالمَرْخ والشَّهَبـانِ المعنى : وأسفله نبت المرخ قال : حَوْءبةٌ تُنقِض بالضُّلوعِ أي تنقض الضلوع والحوءبة الدلو العظيم ، يقال إنه لحوب البطن أي عظيمة قال الأعشى : ضمنت برزق عَيالنا أرماحُـنـا مِلءَ المَراجِلِ والصريحَ الأجردا أي ضمنت رزقَ عيالنا أرماحنا والباء من حروف الزوائد . ٢٦{وَإذْ بَوَّأْنَا لإبرَاهِيمَ } مجازه من قوله : ليتني كنت قبله قد بُوّأتُ مَضجـعـا ويقال للرجل : هل تبوّأت بعدنا أي هل تزوجت . ٢٧{وَأَذِّنْ فيِ النَّاسِ باِلحْجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَاِمرٍ } قوم يفتحون أول الحج وقوم يكسرونه وواحد الرجال راجل بمنزلة صاحب والجميع صحاب وتاجر والجميع تجار والقائم والجميع قيام ، يأتوك مُشاةً وعلى كل ضامر أي ركباناً { يأْتِينَ من كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } أي بعيد قال : يقطعن بُعْدَ النازحِ العَميقِ { فَجّ } أي مسلك وناحية . ٢٨{ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ } خرجت مخرج { يُخْرجُكُمْ طِفْلاً } والبهائم : الأنعام والدواب . ٢٩{ ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ } وهو الأخذ من الشارب وقص الأظفار ونتف الأبط والاستحداد وحلق العانة . ٣٠{ الزُّور } الكذب . ٣١{ سَحِيقٍ } والسحيق البعيد وهو من قولهم أبعده اللّه وأسحقه وسحقته الريح ، ومنه نخلة سحوقٌ أي طويلة ويقال : بعد وسحقٌ وقال ابن قيس الرقيات : كانت لنا جارةً فأَزعجهـا قاذورةٌ يَسْحَق النَّوى قُدُما وقالوا : يُسِحق ، والقاذورةُ : المتقذر الذي لا يخالط الناس لا تراه إلا معتزلاً من الناس ، والنوى : من السفر . ٣٦{ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللّه عَلَيْهَا صَوافَّ } أي مصطفة وتصف بين أيديها وهو من المضاعف ، وبعضهم يجعلها من باب الياء فيقول صواف يتركون الياء من الكتاب كما يقول : هذا قاض ، وواحدتها صافية للّه . { فَإذَا وَجَبتْ جُنُوبُها } أي سقطت ، ومنها وجوب الشمس إذا سقطت لتغيب ، وقال أوس بن حجر : ألم تكَسفِ الشمس والبدر والك واكبُ للجـبـل الـواجـبِ ٣٦ أي الواقع : { وأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ } مجازه السائل الذي قنع إليكم تقدير فعله : ذهب يذهب ومعناه سأل وخضع ومصدره القنوع ، قال الشماخ : لمال المرء يُصلحه فيغني مفَاقره أعُّف من القُنوعِ أي من الفقر والمسألة والخضوع . والمعتر الذي يعتريك يأتيك لتعطيه تقول : اعترني وعرني واعتريته واعتقيته إذا ألممت به قال حسان : لعمرك ما المُعَتُّر يأتي بلادَنا لنمنَعه بالضايع المتهضَّـمِ وقال لبيد في القنوع : وإعطائيَ المولَى على حين فقره إذا قال أبصرْ خَلَّتِي وقُنُوعـيِ وأما القانع في معنى الراضي فإنه من قنعت به قناعة وقناعا وقناعا وقنعا ، تقديره علمت ، يقال من القنوع : قنع يقنع قنوعاً ، والقانع قنع يقنع قناعة وقنعاناً وقنعاً وهو القانع الراضي . ٤٠{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ إلاَّ أَنْ يَقولوُا رَبُّنَا اللّه } مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك : إلا أنهم يقولون الحق . { لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ } مجازها مصليات . ٤٢{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ } قوم ، يذكَّر ويؤنَّث . ٤٥{ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ } الياء من فكأيّن مُثقلة وهي قراءة الستة ويخففها آخرون قال ذو الرمة : وكائنْ تخطَّتْ ناقتي من مَفازة وهِلْباجةٍ لا يُطلِع الهمَّ رامكُ أي يطلب ومعناها وكم من قرية . { وَقَصْر مَشيدٍ } مجازه مجازُ مفعول من { شِدتَ نَشِيد } أي زينته بالشيد وهو الجص والجيار والملاط الجيار الصاروج وهو الكلس وقال عدي ابن زيد العبادي . شادَهُ مرمراً وجَللّه كِلْسا فللطير في ذرَاهُ وكُورُ وهو الكلس وقال : كحيّة الماء بين الطَّيّ والشِّيدِ ٥٩{ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً } الميم مضمومة لأنها من { أدخلت } والخاء مفتوحة وإذا كان من دخلت فالميم والخاء مفتوحتان . ٧٢{ يَكادَوُنَ يَسْطُونَ } أي يفرطون عليه ومنه السطوة . { بِشَرِّ مِّنْ ذَلِكُمُ النَّارُ } مروفوعة على القطع من شركة الباء ولكنه مستأنف خبر عنه ولم تعمل الباء فيه وقال : وبـلـد بـآلـهِ مـــؤزَّرُ إذا استقلوا من مُناخٍ شَمَّـروا وإن بدت أعلام أرض كبَّروا مؤزر مرفوع على ذلك القطع . ٧٤{ مَا قَدَرُو اللّه حَقَّ قَدْرِهِ } مجازه ما عرفوا اللّه حق معرفته ، ولا وصفوفه مبلغ صفته . ٧٨{ فَنِعْمَ المَوْلَى } أي الرب . |
﴿ ٠ ﴾