بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة المؤمنون٢{ فِي صَلاَتِهمْ خَاشِعُونَ } أي لا تطمح أبصارهم ولا يلتفتون مكبون . ١٢{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلاَلةٍ مِنْ طِينٍ } مجازها الولد والنطفة قالت بنت النعمان بن بشير الأنصارية : وهل كنتُ إلاّ مُهرةً عـربـيّة سُلالة أَفراسٍ تجللّهـا بَـغْـلُ فإن نُتِجتُ مُهراً كريماً فبالحَرَى وإنْ يك إقرافٌ فمِن قِبل الفَحْل تقول لزوجها روح بن زنباع الجذامي . ويقال : سليلة وقال : يقذفن في اسلائها بالسلايلِ وقال حسان : فجاءت به عُضْبَ الأديم غَضَنفراً سلالة فرْج كان غير حَصـينِ ويقال لبن غضنفر أي خائر غليظ والأسد سمي غضنفر لكثافته وعظم هامته وأذنيه ، والغضنفر الغليظ من اللبن ومن كل شيء . ١٧{ سَبْعَ طَرَائِقَ } مجازها أن كل شيء فوق شيء فهو طريقة من كل شيء والمعنى هنا السموات لأن بعضهن فوق بعض . ٢٠{ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ } مجازه تنبت الدهن والباء من حروف الزوائد وفي آية أخرى : { وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ } مجازه يريد فيه إلحاداً قال الراجز : نحن بنو جعدة أصحاب الفَلـجُ نَضِرب بالبيِض ونرجو بالفَرَجْ أي نرجو الفرج . { طورِ سِينَاءَ } الطور الجبل قال العجاج : دانَي جَناحَيْه مِن الطُّور فمرّ و{ سِينَاء } اسم . ٢٥{ بِهِ جِنَّةٌ } مجازها مجاز الجنون وهما واحد . ٢٧{ فَاْسْلكْ فِيهَا مِنْ كلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ } مجازها فاجعل واحمل وفي آية أخرى{ مَا سَلَكَكُمْ في سَقَرَ } قال عدي بن زيد : وكنتُ لزِازَ خَصْمكَ لم أُعَرِّد ... وقد سلكوك في يوم عَصِيبِ وبعضهم يقول اسلك بالألف قال : حتى إذا أسلكوهم في قتـائدة شَلأ كما تطرد الجمالة الشُرُدا ٢٨{ فَإذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَّنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ } مجازه إذا علوت على السفينة وفي آية أخرى : { عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } أي علا وقال آخرون : حتى إذا كنت أنت ومن معك في الفلك { لأن } في و { على } واحد كقوله { وَلاَ صَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النَّخْلِ } أي على جذوع النخل والفلك هاهنا السفينة وقد يقع على الواحد والجميع بلفظ واحد . { فَقل الْحَمْدُ للّه } مرفوع لأنه حكاية يأمره أن يلفظ بهذا اللفظ ولم يعملوا فيه { قل خيرا } فينصبونه . ٣٣{ وَأَنْرْفَناهُمْ في الْحيَاةِ الدُّنْيَا } مجازه وسعنا عليهم فأترفوا فيها وبغوا ونِظروا فكفروا وأعجبوا قال العجاج : وقد أراني بالديار مُترَفا { عَمَّا قَلِيلٍ } مجازه عن قليل وما من حروف الزوائد فلذلك جروه وفي آية أخرى { إنَّ اللّه لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } والعرب قد تفعل ذلك ، قال النابغة : قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا إلى حَمامتنا ونصفَه فـقـدِ ويقال في المثل : ليت ما من العشب خوصة . ٤١{ فَجَعَلْناَهُمْ غُثاَءً } وهو ما أشبه الزبد وما ارتفع على السيل وما أشبه ذلك مما لا ينتفع به في شيء . ٤٤{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَترَى } أي بعضهم في أثر بعض ومنه قولهم : جاءت كتبه تترى ، والوجه أن لا ينون فيها لأنها تفعل وقوم قليل ينونون فيه لأنهم يجعلونه اسماً ومن جعله اسماً في موضع تفعل لم يجاوز به ذلك فيصرفه . { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ } أي يتمثل بهم في الشر ولا يقال في الخير : جعلته حديثاً . ٤٧{ لنَا عَابِدُونَ } أي داينون مطيعون ، وكل من دان لملك فهو عابد له ومنه سمي أهل الخبرة العباد . ٥٠{ وَآوَيْناَهُماَ إلَى رَبْوَةٍ } تقديره أفعلنا وأوى وهو على تقدير عوى ومعناه ضممنا وربوة يضم أولها ويكسر وهي النجوة من الأرض ومنها قولهم : فلان في ربوة من قومه ، أي عز وشرف وعدد . { ذَاتِ قَرَار وَمَعِينٍ } أي تلك الربوة لها ساحةٌ وسعةٌ أسفل منها وذات معين أي ماء جار طاهر بينهم . ٥٣{ زُبُراً } أي قطعاً ، ومن قرأها زبرا - بفتح الباء - فإنه يجعل واحدتها زبرة كزبرة الحديد : القطعة . ٦٤{ إذَا هُمْ بَجْأَرُونَ } أي يرفعون أصواتهم كما يجأر الثور ، قال عدي بن زيد : إنّني واللّه فاسمَع حَلِفِي بأبيل كلما صَلَّى جَأَرْ ٦٦{ فَكْنتُمُ على أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ } يقال لمن رجع من حيث جاء : نكص فلان على عقبيه . ٦٧{سَامِراً تَهْجُرُونَ } مجازه : تهجرون سامراً وهو من سمر الليل ، قال ابن أحمر : مِن دونهم إن جئتهم سَمَـراً عَزْفُ القِيَانِ ومَجْلِسٌ غَمْرُ وسامر في موضع { سمار } بمنزل طفل في موضع أطفال . ٧٢{ أمْ تَسْئَلُهُمْ خَرْجاً } أي أتاوة وغلةً كخرج العبد إلى مولاء ، أو الرعية إلى الوالي ، والخرج أيضاً من السحاب ومنه يرى اشتق هذا أجمع قال أبو ذؤيب : إذا همَّض بالإقلاع هَبَّتْ له الصَّبا وأعقَبَ نَوْءٌ بعـدَهـا وخُـرُوجُ قال أبو عمرو الهذلي : إنما سمي خروجاً الماء يخرج منه . ٧٤{ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَا كِبوُنَ } أي لَعَادِلون ، يقال نكب عنه ، ويقال : نكب عن فلان ، أي عدل عنه ، ويقال : نكب عن الطريق ، أي عدل عنه . ٨٩{ قلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ } أي فكيف تعمون عن هذا وتصدون عنه وتراه من قوله : سحرت أعيينا عنه فلم ينصره . ٩٧{ منْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ } وهمز الشيطان غمزه الإنسان وقمعه فيه . ١٠٠{ وَمِنْ وَرَائِهمْ بَرْزَخٌ } أي أمامهم وقدامهم ، قال الشاعر : أترجو بنو مروان سمي وطاعتي وقومى تميم والـغُـلاةُ ورائيا وما بين كل شيئين برزخ وما بين الدنيا والاخرة برزخ ، قال : ومقدارُ ما بيني وبينكَ بَرْزَخُ ١١٠{ فَاتَّخَذْتُموهمْ سِخْرِيّاً } مكسورة الأولى لأنه من قولهم : يسخر منه ، وبعضهم يضم أوله ، لأنه يجعله من السخرة والتسخر بهم . ١١٧{ لاَ بُرْهَانَ } لا بيان . |
﴿ ٠ ﴾