بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة النور١{ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا } مرفوعةٌ بالابتداء ثم جاء الفعل مشغولا بالهاء عن أن تعمل فيها ؛ وبعضهم ينصبها على قولهم زيداً لقيته والمعنى لقيت زيدا . { فرّضناها } أي حددنا فيها الحلال والحرام ، ومن خففه جعل معناه من الفريضة . ٢{ الزَّانِيَةُ والزَّانِي فاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُما } مرفوعا من حيث رفع { السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فاَقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا } وكان بعضهم ينصبهن . ٨{ وَيَدْرَأَ عَنْهَا الْعَذَابَ } مجازه ، عنها الحد والرجم . ١١{ جَاءُوا بالْإفْكِ } مجازه الكذب والبهتان ، يقال كذب فلان وأفك ، أي أثم . { تَوَلَّى كِبْرَهُ } أي تحمل معظمه وهو مصدر الكبير من الأشياء والأمور ، وفرقوا بينه وبين مصدر الكبير السن فضموا هذا فقالوا : هو كبر قومه وقد قرأ بعضهم بالضمة بمنزلة مصدر الكبير السن { كُبْرَهُُ } . ويقال فلان : ذو كبرٍ مكسور أي كبرياء . ١٢{ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً } أي بأهل دينهم وبأمثالهم . ١٣{ لَوْلاَ جَاءُوا عَلَيْهِ } مجازه هلا جاءوا عليه وقال : تعدّون عَقْر النّيب أفضل سَعْيكـم بنى ضَوْطَرى لولا الكَمِىَّ المقَنَّعا أي فهلا تعدون قتل الكمي . ١٤{ فِيمَا أَفَضْتمْ فِيهِ } أي حضتم فيه . ١٥{ إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكمْ } مجازه تقبلونه ويأخذه بعضكم عن بعض قال ابو مهدي : تلقيت هذا عن عمي تلقاه عن أبي هريرة تلقاه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . ١٦{ قلْتُمْ مَا يَكونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذَا سُبْحَانَكَ هذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } أي ما ينبغي . ٢١{ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } مجازه آثار الشيطان ومذاهبه ومسالكه ، وهو من { خطوت } . ٢٢{ وَلاَ يَأْتَلِ أُولوا الْفَضْلِ مِنْكمْ } مجازه ولا يفتعل من آليت : أقسمت ، وله موضع آخر من ألوت بالواو ، أولو الفضل : أي ذوو السعة والجدة ، والفضل التفضل . ٣١{ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ } جمع بعلٍ وهو أزواجهن { أو إخوانهن } أي إخواتهن . { غَيْرَ أُوِلي الْإرْبَةِ } مجازه مجاز الإربة الذين لهم في النساء إربة وحاجة ، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم أملكهم لإربة أي لشهوته وحاجته إلى النساء . ٣٢{ الأيَامَي } من الرجال والنساء الذين لا أزواج لهم ولهن ، ويقال : رجل أيم وامرأة أيمة وأيم أيضاً ، قال الشاعر : فإن تَنْكحي أَنِكحْ وإن تَتأيّمِي وإن كنتُ أَفْتَى منكم أَتـأَيّمُ ٣٣{ وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ } مجازها إمائكم والفتى في موضعها العبد أيضاً والبغاء مصدر : البغي وهو الزناء . ٣٥{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ } وهي الكوة في الحائط التي ليست بنافذة ، ٣٥ ثم رجع إلى المشكاة فقال : { كأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌ } بغير همز أي مضيءٌ ويراد كالدر إذا ضممت أوله ، فإن كسرت جعلته فعيلا من درأت وهو من النجوم الدراريء اللاتي يدرأن . { يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرَقْيِةَّ ولاَ غَرْبِيَّةٍ } مجازه لا بشرقية تضحى للشمس ولا تصيب ظلاً ولا بغربية في الظل ولا يصيبها الشرق ولكنها شرقية وغربية يصيبها الشرق والغرب وهو خير الشجر والنبات . ٣٩{ كَسَرَابٍ بِقِيَعة } السراب يكون نصف النهار وإذا اشتد الحر والآل يكون أول النهار يرفع كل شخص . والقيعة والقاع واحد . { لُجِّيّءٍ } مضاف إلى اللجة وهي معظم البحر . ٤٠{ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } لباب كاد مواضعٌ : موضع للمقاربة ، وموضع للتقديم والتأخير ، وموضع لا يدنو لذلك وهو لم يدن لأن يراها ولم يرها فخرج مخرج لم يرها ولم يكد وقال في موضع المقاربة : ما كدت أعرف إلا بعد إنكار ، وقال في الدنو : كاد العروس أن يكون أميراً ، وكاد النعام يطير . ٤٣{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّه يُزْجِي سَحَاباً } أي يسوق . { ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً } أي متراكما بعضه على بعض . { فَتَرَى الْوَدْقَ } أي القطر والمطر ، قال عامر بن جوبن الطائي : فلا مُزْنة ودَقتْ وَدْقَها ولا أرض أَبْقَلَ إبقالَها { يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلَه } أي من بين السحاب ، يقال : من خلاله ومن خللّه ، قال زيد الخيل : ضُرِبن بغَمرة فخرجن منـهـا خروجَ الوَدق مِن خلَل السَّحابِ { سَنَا بَرْقِهِ } منقوص أي ضوء البرق { وسَناء} الشرف ممدود . ٤٥{ فمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِه } فهذا من التشبيه لأن المشي لا يكون على البطن إنما يكون لمن له قوائم فإذا خلطوا ماله قوائم بما لا قوائم له جاز ذلك كما يقولون : أكلت خبزاً ولبناً ولا يقال : أكلت لبناً ، ولكن يقال : أكلت الخبز قال الشاعر : يا ليتَ زوجَكِ قد غَدا متقلِّداً سيفاً ورُمْحـا ٤٩{ يَأتُوا إلَيْهِ مُذْعِنِينَ } أي مقرِّين مُستخذين منقادين ، يقال : أذعن لي : انقاد لي . ٥٣{ قُلْ لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ } مرفوعتان ، لأنهما كلامان لم يقع الأمر عليهما فينصبهما ، مجاز { لا تقسموا } أي لا تحلفوا وهو من القسم ثم جاءت طاعة معروفة ابتداء فرفعتا على ضمير يرفع به ، أو ابتداء . ٥٦{ لَعَلَّكمْ تُرْحَمُونَ } واجبة من اللّه . ٦٠{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ } هن اللواتي قد قعدن عن الولد ولا يحضن قال الشماخ : أَبْوال النساء القواعد { مُتَبَرِّجَاتٍ } التبرج أن يظهرن محاسنهن مما ينبغي لهن أن يظهرنها . ٦١{ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ } وأصله الضيق . { أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ } أو ما ملكتم إنفاذه وإخراجه لا يزاحم في شيء منه . { أَشْتَاتاً } شتى وشتات واحد . ٦٣{ لِوَاذاً } مصدر { لاوذته } من الملاوذة . { الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } مجازه يخالفون أمره سواء ، وعن زائدة . |
﴿ ٠ ﴾