|
بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة الشعراء٣{ لَعَلَك بَاخِع نَّفْسَكَ } أمي مهلك وقاتل قال ذو الرمة : ألا أيهذا الباخع الوجد نفسَـه لِشيء نَحَتْه من يديه المقادر ٤{ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهمْ لهَا خَاضعِينَ } فخرج هذا مخرج فعل الآدميين وفي آية أخرى : { أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً والشَّمْسَ والْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ ليِ سَاجِدِينَ } وفي آية أخرى { قَالَتَا أَتَنْيَا طَائعِينَ } فخرج على تقدير فعل الآدميين والعرب قد تفعل ذلك وقال : شربتُ إذا ما الدِّيك يدعو صباحَه إذا ما بنو نَعشٍ دَنَوا فتصوَّبـوا وزعم يونس عن أبي عمرو أن خاضعين ليس من صفة الأعناق وإنما هي من صفة الكناية عن القوم التي في آخر الأعناق فكأنه في التمثيل فظلت أعناق القوم في موضع { هم } والعرب قد تترك الخبر عن الأول وتجعل الخبر للآخر منهما وقال : طولُ الليالي أسرعتْ في نَقْضي طَوَين طُولي وطَوين عَرْضِي فترك طول الليالي وحول الخبر إلى الليالي فقال أسرعت ثم قال طوين وقال جرير : رَأت مرَّ السنين أخذن مني كما أخذ السِّرارُ من الهلالِ رجع إلى السنين وترك { مرَّ } وقال الفرزدق : ترى أَرْباقَهم مُتـقـلـديهـا إذا صَدىْ الحديدُ على الكماة فلم يجعل الخبر للأرباق ولكن جعله للذين في آخرها من كنايتهم ولو كان للأرباق لقال متقلدات ولكن مجازه : تراهم متقلدين أرباقهم . ١٤{ وَلَهُمْ عَلىَّ ذَنْبٌ } مجازه ولهم عندي ذنب قال القحيف العقيلي : إذا رضيت عليَّ بنو قُـشَـيرٍ لعَمر أبيك أعجبني رضاهـا فلا تنبو سيوف بني قُـشَـير ولا تمضي الأسنّةُ في صَفاها أي إذا رضيت عني ، قال أبو النجم : قد أصبحت أُم الخِيار تدَّعى علىّ ذنباً كله لم أصـنـع ١٦{ فَقُولاَ إنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ } مجازه إنا رسالة رب العالمين قال عباس بن مرداس : ألا منَ مُبلغٌ عّني جفافـاً رسولا بيت أهلك منّهاها ألا ترى أنه أنثها وقال كثير عزة : لقد كذَّب الواشون ما بُحتُ عندهم بسّر ولا أرسلتُهـم بـرسـولِ أي برسالة ٢٢{ أنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي اتخذتم عبيداً . ٣٢{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فإذا هي ثُعْبَانٌ مُّبينٌ } فإذا هي حية تسعى ثعباناً ومجاز { مبين } أي بين في الظاهر . ٣٣{ وَنَزَعَ يَدَهُ } أي فأخرج يده . ٣٦وقوله : { أُرْجِهْ وَأَخَاهُ } أي أخره . ٤١{ أئنَّ لَنَا لأَجْرأً } أي ثواباً وجراءً . ٤٥{ تَلْقَفُ مَا يأْفِكُونَ } أي ما يفترون ويسحرون . ٥٠{ قالُوا لا ضَيْرَ } مصدر ضار يضير ، ويقال : لا يضيرك عليه رجل أي لا يزيدك عليه . ٥٤{ إنَّ هؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قلِيلونُ } أي طائفة وكل بقية قليلة فهي شرذمة قال : يحذين في شراذم النِّعالِ أي قطع النعال وبقاياها ، وهي ها هنا في موضع الجماعات ألا ترى أنه قال شرذمة قليلون . ٥٦{ وإنَّا لَجَميع حَذِروُنَ } قال ابن أحمر : هل أَنسأْن يوماً إلى غيره أَنّى حَوالي وأنّى حَـذِرْ حذر وحذر وحاذر ، قوم حذرون وحاذرون ، حوالي ذو حيلة ، قال عباس بن مرداس : وإِني حاذر أَنْمِى سلاحي إلى أوصال ذَيّالٍ منـيعِ الذيال الفرس الطويل الذنب . ٦٠{ فأتَبْعَوُهُمْ مُشرقِين } مجاز المشرق مجاز الصبح . ٦٣{ كالْطَّوِد الْعَظِيم } أي كالجبل قال الشاعر : حَلُّوا بأنْقِرة بَجيش علـيهـم ماء الفُرات يجيء من أَطْوادِ ٦٤{ وَأَزْلَفْنَا ثمَّ الآخَرِينَ } أي وجمعنا ، ومنه ليلة المزدلفة ، والحجة فيها أنها ليلة جمع وقال بعضهم وأهلكنا . ٧٢{ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إذْ تَدْعُونَ } أي يسمعون دعاءكم وفي آية أخرى { إذَا كَالوُهمْ أَوْ وَزَنوهُمْ يُخْسِرُونَ } وفي الكلام أنصتك حتى فرغت واشتقتك أي اشتقت إليك . ٨٤{ وَاجْعَلْ ليِ لِسَانَ صِدْقٍ في الآخَرِينَ } أي ثناءً حسناً في الآخرين . ٩٠{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ للمُتَّقِين } قربت وأدنيت ، ومنه قوله : طَيُّ الليالِي زُلَفاً فـزُلَـفـا سُماوةَ الهِلاَلِ حتى احقَوْقفا ويقال : له عندي زلفة أي قربى . ٩٤-١٠٥{ فَكُبْكِبُوا فِيهَا } أي طرح بعضهم على بعض جماعةً جماعةً { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ } قوم يذكر ويؤنث . ١١٨{ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَنْيَهُمْ فَتْحاً } أي أحكم بيني وبنيهم حكماً قال الشاعر : ألا أبلغ بني عُصْم رسولاً فإني عن فتاحتكم غَنُّـي ١١٩{ فيٌ الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } أي المملوء ، ومنه قولهم شحنها عليهم خيلا ورجالاً أي ملأها ، والفلك يقع لفظه على الواحد والجميع من السفن سواء ، بمنزلة قوله السلام رطابٌ وكذلك الحجر الواحد . ١٢٨{ بكُلِّ رِبعٍ } وهو الارتفاع من الأرض والطريق والجميع أرباع وربعة قال ذو الرمة : طِراقَ الخَوافي مُشرف فوق رِبِعةٍ نَدَى ليِله في ريشـهِ يتـرَقـرقُ وقال الشماخ : تَعُنُّ له بِـمـذَنـبِ كـل وادٍ إذا ما الغيث أَخضلَ كلَ رِبعِ ١٢٩{ وتَتَّخِذُونَ مَصَانعَ } وكل بناء مصنعة . { ونَخْلٌ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } أي قد ضمَّ بعضه بعضاً وهي النخل وهو النخل يذكر ويؤنث ، وفي آية أخرى { أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ } . ١٤٩{ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الجِبْاَل بُيُوتاً فَارِهينَ } أي حاذقين ، وقال آخرون : فارهين أي مرحين ، وقال عدي بن وداع المقوى من العقاة بن عمرو بن مالك ابن فهم من الأزد : لا أَستكينْ إذا ما أزمة أزَمتْ ولن تراني بخير فارِه اللبَبِ أي مرح اللبب ويجوز فرهين في معني فارهين . ١٥٣{ قَالوُا إنمَّا أَنْتَ مِنَ المُسَحَّرِينَ } وكل من أكل من إنس أو دابة فهو مسحر وذلك أن له سحراً يقرى يجمع ما أكل فيه ، قال لبيد بن ربيعة : فإن تسألينا فيم نحـن فـإنـنـا عصافير في هذا الأنام المسحَّرِ ١٥٥{ لَهَا شِرْبٌ } يكسر أوله ويضم ويفتح . ١٧١{ إلاّ عَجُوزاً في الْغَابرِينَ } والغابر الباقي قال العجاج : فما وَنَى محمد مذ أن غَفْر له الإله ما مَضَى وما غَبَرْ أي بقى وكذلك غبر اللبن والحيض وغير الليل ، ويقال : غبرٌ تخفف من ذا إلا عجوزراً وقد هلكت في الهالكين الذي هلكوا من قومها ومجازها إلا عجوزاً هرمة في العابرين الذين بقوا حتى هرموا وقد أهلكت مع الذين أهلكوا ، وقال الأعشى : عضَّ بما أَبْقَى المَواسي له من أمه في الزمن الغابرِ معناه عض بالذي أبقى المواسي له من أمه ، الغابر منه أي الباقي ألا ترى أنه قال : وكُنّ قد أبقين منهـا أذىً عند المَلاقي وافر الشافِر ١٧٦{ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ } وجمعها أَيْكٌ وهي جماع من الشجر . ١٨٢{ وَزِنُوا بِالْقِسَطاسِ المْسَتِقيِم } أي بالسواء والعدل . ١٨٣{ وَلاَ تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } أي لا تنقصوهم يقال في المثل : تحسبها حَمقاء وهي باخسة { وَلاَ تَعْثَوا في الأرْضِ } يقال عثيت تعثى عثواً وهي أشد الفساد والخراب . ١٨٤{ وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ } أي الخلق وجاء خبرها على المعنى الجماع وإذا نزعت الهاء من آخرها ضممت أوله كما هو في آية أخرى { وَلَقَدْ أَضَلَّ منْكُمْ جِبِلّاً } قال أبو ذؤيب : مَنَايا يُقَرِّبنَ الحُتوف لأهلـهـا جهاراً ويستمتعن بالأنَسَ الجبْلِ ١٨٧{ فَأَسْقِطْ عَلَيناَ كِسَفاً مِنَ السّماءِ } جمع كسفة بمنزلة سدرة والجميع سدر ومعناها قطعاً . ١٩٦{ فِي زُبُرِ الأوَّلينَ } أي كتب الأولين واحدها زبور . ١٩٨{ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ } يقال رجل أعجم إذا كانت في لسانه عجمة ، ورجل عجمى أي من العجم وليس من اللسان ، قال ذو الرمة : أُحبُّ المكان القفر من أَجل أنني به أتغنّى بأسمها غير مُعْـجـمِ والدواب عجم لأنها لا تتكلم وجاء في الحديث العجماء جبارٌ لا تودي أي لا دية فيه . ٢١٢{ إنَّهُمْ عَنِ السَّمْع } مفتوح الأول لأنه مصدر { سمعت } { والمعنى الاستماع } يقال : سمعته سمعاً حسناً . ٢١٥{وَأَخْفِضَ جَنَاحَكَ } أي ألِنْ جانبك وكلامك . ٢٢٢{ كُلِّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ } أي كذاب بهات أثيم أي آثم بمنزلة عليم في موضع عالم : ٢٢٥{ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } الهائم هو المخالف للقصد الجائر عن كل حق وخير . |
﴿ ٠ ﴾