سورة النملبسم اللّه الرحمن الرحيم ٦{ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ } أي تأخذه عنه ويلقى عليك . ٧{ إنِّي آنَسْتُ نَاراً } أي أبصرت وأحسست بها . { بِشِهَابٍ قَبَسٍ } أي بشعالة نارٍ ، ومجاز { قَبَس } ما اقتبست منها من الجمر قال : في كفِّه صَعْدة مثقـفَّة فيها سِنانٌ كشُعْلة الْقَبَسِ ١٠{ كَأَنَّهَا جَانٌّ } وهي جنس من الحيات . { وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي ولم يرجع يقال : عقب عليه فأخذه . ١٧{ فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يدفعون فيستحث آخرهم ويحبس أولهم ١٩ ، وفي آية أخرى : { أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ } مجازه : شددني إليه ومنه قولهم : وزعني الحلم من السفاه أي منعني ، ومنه قوله : على حين عاقبتُ المَشيبَ على الصَّبا فقلت ألمَّا تَصْحُ والـشَّـيبُ وازِعُ ومنه الوزعة الذين يدفعون الخصوم والناس عن القضاة والأمراء . { قاَلَتْ نَمْلَةٌ يَأيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلوا مَسَاكِنَكُمْ } هذا من الحيوان الذي خرج مخرج الآدميين والعرب قد تفعل ذلك قال : شَربتُ إذا ما الدِّيك يدعو صباحه إذا ما بنوا نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبـوا ٢٢{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ } أي غير طويل ، كاف { مكث } مفتوحة ، وبعضهم يضمها . ٢٥{ أَلاَ يَسْجُدُوا للّه } مجازه الأمر ، وهذه الياء التي قبل الألف { اسجدوا } تزيدها العرب للتنبيه إذا كانت ألف الأمر التي فيها من ألفات الوصل نحو قولك : اضرب يا فتى ، واسجد واسلم ونحو ذلك قال العجاج : يا دار سَلْمَى يا سلَمِى ثم اسلَمِى فالياء زائدة في قوله : { يا سلمى } ، وقال ذو الرمة : ألا يا سِلَمى يا دار مّيٍ على البِلَى ولا زال مُنْهَلاً بجَرْعائِكِ القَطْرُ وقال الأخطل : ألا يا سلمى يا هند بنـي بَـدْر وإن كان حَيّاناً عَدى آخر الدهرِ ٢٥{ الَّذِي يُخِرجُ الْخَبْءَ في السَّموَاتِ والأرْضِ } ما خبأت في نفسك أي ما أسررت . ٣٧{ لاَ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا } مجازه لا طاقة لهم بها ولا يدين . ٣٩{ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الِجْنِّ } وهو من كل جن وإنس أو شيطان الفائق المبالغ الرئيس ، يقال عفرية نفرية وعفارية وهما مثل عفريت قال جرير : قرنتُ الظالمين بمَرْمَريس بِذلُّ له العفاريةُ المَـريدُ المرميس : الداهية الشديدة ، قال ذو الرمة : كأنه كوكبٌ في إثر عِفْـرية مسوَّم في سواد الليل منقضِبُ ٤٤ قال { الصَّرْحَ } القصر وكان من قوارير قال أبو ذؤيب : بهن نَعامٌ بنـاهـا الـرجـا لُ تُشَبِّه أَعلامَهن الصروحا كل بناء بنيتَه من حجارة فهو نعامة والجماع نعام وإذا كان من شجر وثرى فهو ثاية . ٤٩{ قَالُوا تَقَاسَمُوا باللّه } أي تحالفوا وهو من القسم . ٥٧{ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الغَابِرِينَ } أي جعلناها من الباقين . ٥٩{ آللّه خَيْرٌ أَمَّا تُشْرِكُونَ } مجازه أم ما تشركون أي أم الذي تشركون به فأدغمت الميم في الميم فثقلت و { ما } قد يوضع في موضع { من } و { الذي } وكذلك هي في آية أخرى : { وَالسَّمَاءِ ومَا بَنَاهَا } ومن بناها ؛ { والأرْضِ وَمَا طَحَاهَا } ومن طحاها . ٦٠{ فَأَنْبَتْنَا بِه حَدَائِقَ } أي جناناً من جنان الدنيا واحدتها حديقة . ٦٥{ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ } مجازه متى وفي آية أخرى : { أَيَّانَ مُرْسَاهَا } أي متى . ٧٢{ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ } مجازه جاء بعدكم . ٨٣{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } أمة كل نبي الذين آمنوا به ، ومن كل أمة أي من كل قرن فوجاً جماعة ، ويقال جاءوني أفواجاً أي جماعات ، وفي آية أخرى : { وَرَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلونَ في دينِ اللّه أَفْوَاجاً } أي جماعات . ٨٥{ وَوَقَعً الْقَوْلُ علَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا } مجازه وجب المقاب عليهم بما كفروا . ٨٦{ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً } مجازه مجاز ما كان العمل والفعل فيه لغيره أي يبصر فيه ، ألا ترى أن البصر إنما هو في النهار والنهار لا يبصر كما أن النوم في الليل ولا ينام الليل فإذا نيم فيه قالوا : ليله قائم ونهاره صائم قال جرير : لقد لُمْتِنَا يا أُمِّ غيلانَ في السُّرَى ونَمِت وما ليل المَطيِّ بـنـائِم ٨٧{ وَكُلٌّ أَنَوْهُ دَاخِرِينَ } أي صاغرين خاضعين { كل ٌ } لفظه لفظ واحد ومعناه جميع ، فهذه الآية في موضع جميع وقد يجوز في الكلام أن تجعله في موضع واحد فتقول : كل آتيه ذاخراً . |
﴿ ٠ ﴾