بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة العنكبوت١{ آلم أَحَسِبَ النَّاسُ } ساكنٌ لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن من مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه في المعنى مجاز ابتداء فواتح سائر السور . ٢{ وَهُمْ لاَ يَفْتَنُونَ } مجازه : وهم لا يبتلون ، ومن بلوته أي خبرته . ٣{ فَلَيَعْلَمنَّ اللّه الَّذِينَ صَدَّقُوا } مجازه : فليميزن اللّه لأن اللّه قد علم ذلك من قبل . ٥{ مَنْ كانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللّه } مجازه : من كان يخاف بعث اللّه ، قال أبو ذؤيب : إذا لَسعتْه الدّبْرُ لم يرْجُ لَسْعَها وحالفها في بيتِ نوبٍ عواملِ أي لم يجف . ٨{ وَإنْ جَاهَدَاكَ } مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقوله : وقلنا له وإن جاهداك . ١٠{ فَإذَا أُذوِيَ في اللّه جَعَلَ فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ اللّه } مجازه ١١ : جعل أذى الناس { وَلَيَعْلَمَنَّ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعَلَّمنَّ المُنَافِقينَ } مجازه : وليميزن اللّه هؤلاء من هؤلاء . ١٢ ١٣ { اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلِنَحْملْ خَطَابَاكُمْ } مجازه : اتبعوا ديننا . { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهمْ } مجازها : وليحملن أوزارهم وخطاياهم وأوزاراً وخطايا مع أوزارهم وخطاياهم . ١٣{ عَمَّا كانَوا يفْتَرُونَ } أي يكذبون ويخترعون . ١٤{الطُّوفَانُ } مجازه : كل ما طام فاشٍ من سبيل كان أو من غيره وهو كذلك من للوت إذا كان جارفاً فاشياً كثيراً ، قال : أفناهُم طوفانُث موتٍ جارفِ ١٧{ أَوْثَاناً } الوثن من حجارة أو من جص . { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } مجازه : تختلقون وتفترون . { وَاشْكُرُوا لَهُ } واشكروه واحد . ١٩{ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِيْ اللّه الَخْلَقْ } مجازه : كيف استأنف الخلق الأول . { ثُمَّ بُعِيدُهُ } بعد ، يقال: رجع عَودهُ على بدْئه أي آخره وعلى أوله ، وفيه لغتان يقال : أبدأ وأعاد وكان ذلك مُبدئاً ومُعيداً وبدأ وعاد وكان ذلك ادئاً وعائداً . ٢٠{ كَيْفَ بَدَأ الخْلْقَ ثمُ اللّه يُنْشِيءُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ } مجاز { ينشيء } يبدئ . ٢١{ وإِلَيْه تُقْلَبُونَ } أي ترجعون . ٢٦{ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إلَى رِبِّي } كل من خرج من داره أو قطع شيئاً فقد هاجر ومنه : مهاجر والمسلمين . ٣٣{ إِنَّا مُنَجُّوكَ وأَهْلَكَ إِلا امْرَأَتَكَ كاَنَتْ مِنْ الغَابِرينَ } أي من الباقين الذين طالت أعمارهم فبقيت ثم أهلكت ، قال العجاج : فما وَنى محمدٌ مذ أن غَفَرْ له الإلهُ ما مضَى وما غَبَرْ وإذا كانت امرأة مع رجال كانت صفاتهم صفات الرجال كقولك : عجوزاً من الغابرين ، وقوله : { كَانَتْ مِنْ الْقَانِتينَ } . { سِيءَ بِهِمْ } مجازه : فعل بهم من سؤت بنا . ٣٥{ تَركْنا مِنْهَا آيَةً } مجازه : أبقينا منها علامة . ٣٦{ وأَرْجُو الْيَوْمَ الآخِرَ } مجازه : وأخشو اليوم الآخر ، قال أبو ذؤيب : إذا لَسَعَتْه الدَّبْرُ لم يَرْج لسعَها وحالفها في بيتِ نُوبٍ عواملِ أي لم يخف . { وَلاَ تَعَثَوْا فيِ الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } مجازه من : عثيت تعثى عثواً هو أشد مباللغة من عثيت ثعيت . ٣٧{ جَاثِمينَ } بعضهم على بعض ، وجاثمين لركبهم وعلى ركبهم . ٣٩{ وَمَا كَانُوا سَابِقين } مجازه : فائقين معجزين . ٤٠{ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } أي ريحاً عاصفاً فيها حصىً ويكون في كلام العرب : الحاصب من الجليد ونحوه أيضاً ، قال الفرزدق : مُستقبلين شِمال الشام تَضربنا بحاصب كنَدِيف القُطن منثورِ ٤٣{ وَتْلكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاس } مجازها : هذه الأشباه والنظائر نحتج بها ، يقال اضرب لي مثلاً : قال الأعشى : هل تذكر العَهَدَ في تَنَمُّصَ إذ تضرب لي قاعداً بها مثـلا ٤٨{ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو منْ قَبْلِه مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّه بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطُلوَن } مجازه : ما كنت تقرأ من قبل القرآن حتى أنزل إليك ولا قبل ذلك من كتاب ، مجازه : ما كنت تقرأ كتاباً ، ومن من حروف الزوائد ، وفي آية أخرى : { فمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزينَ } مجازه : ما منكم أحد عنه حاجزين { وَلاَ تَخُطُّه بِيَمِنكِ} أي ولا تكتب كتاباً ، ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك : ولو كنت تقرأ الكتاب وتخطه لارتاب المبطلون . ٥٨{ لَنُبَوِّئَنَّهْم مِنَ الجَنَّةِ غُرَفاً } مجازه : لننزلنهم ، وهو من قولهم : { اللّهم بوّئْنا مُبوَّأَ صِدْقٍ } . ٦٠{ وَكَأَيْن مِنْ دابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } مجازه : وكم من دابة ، ومجاز الدابة : أن كل شيء يحتاج إلى الأكل والشرب فهو دابة من إنس أو غيرهم ، ٦٤{ والدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ } مجازه : الدار الآخرة هي الحيوان ، واللام تزاد للتوكيد ، قال الشاعر : أُمّ الحُلَيس لَعجوزٌ شَهْـرَ بَـهْ تَرْضَى من اللحم يعظم الرَّقَبَهْ ومجاز الحيوان والحياة واحد ، ومنه قولهم : نهر الحيوان أي نهر الحياة ، ويقال : حييت حياً على تقدير : عييت عياً ، فهو مصدر ، والحيوان والحياة اسمان منه فيما تقول العرب ، قال العجاج : وقد ترى إذ الحياة حيُّ أي الحياة . ٦٨{ ألَيْسَ فيِ جَهنَّمَ مثْوًى لِلْكَافرِينَ } مجازه مجاز الإيجا لأن هذه الألف يكون الاستفهام وللايجاب فهي هاهنا للإيجاب ، وقال جرير : ألستُمْ خيرَ مَن ركِب المَطايا وأندَى العالمين بطونَ راحِ فهذا لم يشك ، ولكن أوجب لهم أنهم كذلك ، ولولا ذلك ما أثابوه ؛ والرجل يعاتب عبده وهو يقول له : أفعلت كذا ، وهو لا يشك . |
﴿ ٠ ﴾