بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة لقمان١{ آلم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتبِ } ساكن لأنهجرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه في المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور ، ومجاز : { تلك آيات الكتاب } أي هذه الآيات من القرآن . ١٠{ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ } مجازه : وجعل فيها رواسي أي جبالاً قد رست أي ثبتت . { أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ } أي أن تحرك بكم يميناً وشمالاً . { وَبَثَّ فيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ } أي فرق في الأرض من الدواب وكل ما أكل وشرب فهو دابة . ١١{ ماذَا خَلَقَ الذَّيِنَ مِنْ دُونهِ } أي الذين جعلتم معه تبارك وتعالى عن ذلك . ١٤{ حَمَلتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ } مجازه : ضعفاً إلى ضعفها وفي آية أخرى { وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى } . وقال زهير : فلن يقولوا بحَبل واهنٍ خَـلَـقِ لو كان قومُك في أمثاله هَلَكوا { وَفِصَالُه } أي فطامه . ١٥{ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } أي طريق من رجع وتاب إلى اللّه ١٦ وهذا مما وصى اللّه به ثم رجع الخبر إلى لقمان فقال { يا بُنَيَّ إِنَّها إنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبِةَّ مَنْ خَرْدَلٍ } أي زنة حبة . ١٨{ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } مجازه : ولا تقلب وجهك ولا تعرض بوجهك في ناحية من الكبر ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل في رؤوسها حتى يلفت أعناقها عن رؤوسها قال عمرو بن حنة التغلبي : وكنا إذا الجبارُ صعَّر خدَّه أَقمنا له مِن مَيْله فتَقَوَّما والصعر داء يأخذ البعير في عنقه أو رأسه فيشبه به الرجل ١٨ الذي يتكبر على الناس . { وَلاَ تَمْشِ في الْأَرْضِ مَرْحاً } ١٩ أي لا تمرح في مشيك من الكبر { إنَّ أَنْكَرَ الأْصواتِ } أي أشد الأصوات . ٢٧{ وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالبْحَرْ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كِلماتُ اللّه } مجاز البحر هاهنا الماء العذب يقال : ركبنا هذا البحر وكنا في ناحية هذا البحر أي في الريف لأن الملح في البحر لا ينبت القلام ؛ يمده من بعده أي من خلفه أي يسيل فيه سبعة أبحر . ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير ، سبيله : فكتب كتاب اللّه بهذه الأقلام وبهذه البحور ما نفد كتاب اللّه . ٢٨{ مَا خَلَقَكُمْ وَلاَ بَعَثَكُمْ إلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } مجازه مجاز قولك إلا كخلق نفس واحدة وإلا كبعث نفسٍ واحدة أي كإحياء نفس لأنه إذا قدر على ذلك من بعض يقدر على بعث أكثر من ذلك إنما يقول لها : كوني فتكون وإذا قدر على أن يخلق نفساً يقدر على خلق أكثر من ذلك . ٣٠{ وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ } أي تجعلون معه قال : ألا ربّ من تدعو صديقاً وغـيبـه لك الدهر قُدْماً غير مُنْشَرِح الصِدر ٣٢ { وَإذَا غَشِيَهُمِ مَّوْجٌ كالظلَلِ } واحدتها ظلة ومجازه : من شدة سواد كثرة الماء ومعظمه . قال النابغة الجعدي وهو يصف البحر : يماشيهنَّ أخضرُ ذو ظلالٍ على حافاته فِلَقُ الدِّنـانِ ويروى { يعارضهن } . ٣٢{ كُلٌّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } الَخْتَر أقبح الغدر قال الأعشى : بالأبْلقِ الفَردِ من تَيماءَ منزِلُـه حِصنٌ حصين وجارٌ غيرُ خَتَّارِ وقال عمرو بن معد يكرب : وإنكَ لو رأيتَ أبا عُـمَـير ملأتَ يديكَ مِن غَدْر وخَتْرِ ٣٣{ لاَ يَجْزِيَ وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ } قوم يقولون : جزيت عنك كأنه من الجزاء وهو من أغنيت وقوم يقولون لا يجزئ عنك ، يجعلونه من أجزأت عنك يهمزونه ويدخلون في أوله ألفا . { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّه الغَرُورُ } مجازه أن كل من غرك من أمر اللّه أو من غير ذلك فهو غرور شيطاناً كان أو غيره ، تقديره فعول من غررت تغر . ٣٤{ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } يقال : بأي أرض كنت وبأيت أرض كنت لغتان . |
﴿ ٠ ﴾