بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة يس١قوله : { يس} مجازه مجاز ابتداء أوائل السور . ٧{ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ } أي وجب . ٨{ إِلى الأْذَقانِ } الذقن مجتمع اللحيين . { فَهُمْ مُقْمَحُونَ } المقمح والمقنع واحد ، تفسيره أي يجذب الذقن حتى يصير في الصدر ثم يرفع رأسه قال بشر بن أبي خازم الأسدي : ونحن على جوانبها قُـعـودٌ نَغضُّ الّطرفَ كالإبل القِماحِ ١٠{ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تَنْذِرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } لها ثلاثة مواضع ، لفظها لفظ الاستفهام وليس باستفهام قال زهير : سواءٌ عليه أي حينٍ أتيتَـه أساعةَ نَحْسٍ تُتَّقَى أم بِأَسْعُدِ فخرج لفظها على لفظ الاستفهام وإنما هو إخبار وكذلك قال حسان بن ثابت : ما أُبالي أَنَبَّ بالحَزْنِ تَيْسٌ أُم لحَاني بظره غيبٍ لئيمُ وكذلك قول زهير : وما أدرى وسوف إخُال أدرى أقومٌ آلُ حِصْنٍ أَم نِساءُ ١٢{ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ } أي جعلناه . { فيِ إِمَام ٍمُبِينٍ} أي في كتاب مبين . ١٤{ فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } أي قوينا وشددنا قال النمر بن تولب : كأنّ جَمْرَةَ أَو عَزَّت لها شَبهاً بالجِذع يوم تلاقَينا بإِرْمـامِ أوعزتها : أو غلبتها ، يقال في المثل من عزَّ بزَّ : من قهر سلب وتفسير { بزَّ } انتزع ، قال علي بن أبي طالب : فعفَفتُ عن أَثوابه ولوَ أنْني كنتُ المُقطَّر بَزّنى أَثوابِي ١٩{ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكْمُ } أي حظكم من الخير والشر . ٢٠{ قَال يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا المْرُسْلَينَ } بعض العرب يقول : يا قوم ، يكسرها ولا يطلق ياء الاضافة كما حذفوا التنوين من نداء المفرد قالوا : يا زيد أقبل وبعضهم ينشد بيت زهير : تبيَّنْ خليلِ هل تَرى مِنْ ظَعائنٍ تَحَمَّلْنَ بِالَعْلياء من فوق جُرْثُمِ ٢١{ اتَّبِعُوا مَنْ لا َيْسَئُلكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ } { من } في موضع جميع . ٢٣{ وَلاَ يُنْقِذُونِ } تكف هذه الياء - كما تكف ياء الاضافة - هاهنا وفي آية أخرى { رَبِّى أكْرَمَنِ وأَمَّا إذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ } قال الأعشى : ومِن كاشحٍ ظاهر غمِرُه إذا ما انتسبتُ له أَنْكَرَنْ والعرب تكف الياءات المكسورات والمفتوحات من الأرداف قال لبيد ابن ربيعة : وقبـيلٌ مـن لُـكَـيْزٍ شـاهـدٌ رَهْطُ مرجومٍ ورَهْط ابن المَعلّ مرجوم العصري من بني عصرٍ من عبد القيس ؛ وابن المعلى جد الجارود الجذمي . ٢٥{ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } مثل ومجازها : اسمعوني اسمعوا مني . ٣١{ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } عمل الفعل الذي قبلها فيها { أَلَمْ يَرَوْا } إذا كانت معلقة بما قبلها فهي مفتوحة . ٣٢{ وإنْ كُلٌّ } إذا خففت إن رفعت بها وإن ثَقَّلتَها نصبت { لَمَّا جَميعٌ } تفسيرها وإن كلٌّ لجميع و { ما } مجازها مجاز { مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً } و { عَمَّا قَليلِ } . ٣٣{ الأرْضُ الْمَيْتَةُ } مخففةٌ الميت والميت قال قوم : إذا كات قد مات فهو خفيف وإذا لم يكن مات فهو مثقل وقوم يجعلونه واحداً ، الأصل الثقيل وهذا تخفيفها ، مجازهن مجاز { هيّن } ، { ليّن } ثم يخففون فيقولون : هيْن ، ليْن ، كما قال ابن الرعلاء الغساني : ليس منَ مات فأستراح بمَيْتٍ إنما الْمَيت مَـيِّت الأَحْـياء فجعله خفيفاً جميعاً موضعٌ : قد مات وموضع : لم يمت ثم ثقل الخفيف . ٣٤-٣٥{ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ لِيأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ } مجاز هذا مجاز قول العرب يذكرون الاثنين ثم يقتصرون على خبر أحدهما وقد أشركوا ذاك فيه وفي القرآن { والذَّيْنَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلاَ يُْنِفُقونَهَا في سَبِيلِ اللّه } وقال الأزرق بن طرفة ابن العمرد الفراصي من بني فراص من باهلة : رماني بأَمرٍ كنتُ منه ووالدي بَرِئاً ومن دَون الطَّوِىِّ رمَانِي اقتصر على خبر واحد وقد أدخل الآخر معه وقال حسان بن ثابت : إن شَرْخَ الشباب والشَّعَر الَأْسود ما لم يعاص كـان جـنـونـاً ولم يقل : يعاصيا وكانا . ٣٧{ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ } نميزه منه فنجئ بالظلمة { فَإذَ هُمْ مُّظْلِمُونَ } أي يقال للرجل : سلخه اللّه من دينه . ٣٩{ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ القَدِيمِ } هو الإهان إهان العِذْق الذي في أعلاه العَثا كِيل وهي الشَّماريخ والعذق بفتح العين النخلة . ٤٠{ لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَدْرِكَ القْمَرَ } مجازها : لا يكون أن تفوت . { وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } مجاز هذا مجاز الموات الذي أجرى مجرى الناس في القرآن { رأَيَتْهُمُ ليِ سَاجِدِينَ } وفي آية أخرى { لَقَدَ عَلَمِتَ مَا هُؤُلاَءِ يَنْطِقُون } . ٤١{ في الفْلُكِ الْمَشْحُونِ } المملوء يقال : شحنَها عليه خيلاً ورجالاً أي ملأها ، والفلك القطب الذي تدور عليه السماء ، والفلك السفينة ، الواحد والجميع من السفن . ٤٣{ لاَ صَرِيخَ لَهُمْ } لا مغيث لهم . ٤٤{وَلاَ هُمْ يُنْقَذُونَ إلاّ رَحْمةً مِّنَّا} مجازها مجاز المصدر الذي فعله بغير لفظه قال رؤبة : إنّ نِزاراً أصبحتْ نِزارا دعوةَ أبرارٍ دعوا أبرارا وقال الأحوص : إنّي لأمْنِحَكَ الصَّدود وإننـي قَسَمَاً إليك مع الصدود لأميلُ ٥١{ وَنُفِخَ في الصَّورِ } جميع صورةٍ فخرجت مخرج بسرة وبسر ولم تحلم على ظلمة وظلم ولو كانت كذلك لقلت { صُوَرٌ } فخرجت الواو بالفتحة ومجازها كسورة المدينة والجميع سور قال جرير : لما أَتَى خبر الزُّبيِر تواضَعَتْ سورُ المدينةِ والجبالُ الخُشَّعُ ومنها سور المجد أي أعاليه وقال العجاج : فرب ذي سُرداقٍ مَحْجـورِ سِرتُ إليه في أعالي السُوْرِ { مِنَ الأَجْدَاثِ } واحدها جدثٌ وهي لغة أهل العالية ، وأهل نجد يقولون { جَذَفٌ } . { يَنْسِلونَ } يسرعون ، والذئب يعسل وينسل . ٥٢{ يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِناَ } أي من منامنا ثم جاء { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ } استئناف . ٥٣{ مُحْضَرُونَ } مشهدون . ٥٥{ فيِ شُغُلٍ فِكُهونَ } الفكه الذي يتفكه تقول العرب للرجل إذ كان يتفكه بالطعام أوبالفاكهة أو بأعراض الناس ، إن فلاناً لفكهٌ بأعراض قال خنساء أو عمرة بنتها : فَكِهٌ عَلَى حينِ العـشـاء إذا حضَر الشتاء وعَزَّت الجُزُرُ ومن قرأها فاكهون جعله كثير الفواكه صاحب فاكهة قال الحطيئة : ودعوتَني وزعمتَ أن كَ لاَبِنٌ بالصيف تامِرُ أي ذو لبن وتمرٍ أي عنده لبن كثير وتمر كثير وكذلك عاسل ولاحم وشاحم . ٥٦{ في ظِلالٍ } واحدها ظلةٍ وجميع الظل أظلال وهو الكن أي لا يضحون . ٥٦{ عَلَى الأرائِكِ } واحدتها أريكة وهي الفرش في الحجال قال ذو الرمة وجعلها فراشاً : خُدوداً جَفَتْ في السَّير حتى كأنما يباشِرن بالمْعزاء مَـسَّ الأرائك ٥٧{ مَا يَدَّعُونَ } أي ما يتمنون ، تقول العرب : أدع على ما شئت أي تمنى على ما شئت . ٥٨{ سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } { سلام } رفع على { لَهُم } عملت فيها . { وقولاً } خرجت مخرج المصدر الذي يخرج من غير لفظ فعله . ٥٩{ وَامْتَازُوا } أي تميزوا . ٦٢{ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً } مثقل وبعضهم لا يثقل ويضم الحرف الأول ويثقل اللام ومعناهن الخلق والجماعة . ٦٦{ وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ } يقال : أعمى طمسٌ ومطموسٌ وهو أن لا يكون بين جفنى العين غر وهو الشق بين الجفنين والريح تطمس الأثر فلا يرى الرجل يطمس الكتاب . ٦٧{ عَلَى مَكَانَتِهِمْ } المكان والمكانة واحد . ٧٢{ رَكُوبُهُمْ } ما ركبوا والحلوبة ما حلبوا و { رُكوبهم } فعلهم إذا ضم الأول . ٧٨{ وَهِيَ رَميمٌ } الرفات . ٨٣{ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } والملك واحد . |
﴿ ٠ ﴾