بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة الطور١{ والطورِ } هو الجبل في كلام العرب . ٢{ وَكِتَابٍ مَسْطورٍ } أي مكتوب وقال رؤبة : إني واياتٍ سُطِرن سطرا ٣{ فِي رَقٍّ } أي في ورق . ٤{ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ } الكثير الغاشية . ٦{ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ } بعضه في بعض من الماء قال النمر بن تولب : إذا شاء طالعَ مسـجُـورةً ترى حولها النَّبَع والسَّاسَما سَقَتْها رَواعدُ من صَـيِّفٍ وإنْ من خَريفٍ فلن يَعْدَما ٩{ يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْراً } أي تكفأ قال الأعشى : كأن مشيتَها من بيْت جارتـهـا مَورُ السحابة لا رَيثٌ ولا عَجَلُ وهو أن ترهيأ في مشيتها أي تكفأ كما ترهيأ النخلة العيدانة . ١٢{ الّذينَ هُمْ في خَوْض يَلْعَبُونَ } الخوض الفتنة والاختلاط . ١٣{ يَوْمَ يُدَعُّونَ إلَى نَارِ جَهَنَّمَ } أي يدفعون ، قال : دععت في قفاه أي دفعت وفي آية أخرى { يَدُعُّ الْيَتِيمَ } وقال بعضهم : يدع اليتيم مخة ١٤{ دَعَّا هَذِهِ النَّارُ } مختصر مخرجه : فيقال : هذه النار . ١٥{ أَفَسِحْرٌ هَذَا } ليس باستفهام بل هو توعد . ١٧{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ في جَنَّاتٍ وَنَعِيم فَكِهِينَ } لأن نصبت مجازها مجاز الاستغناء فإذا استغنيت أن تخبر ثم جاء خبر بعد فإن شئت رفعت وإن شئت نصبت ومعناها : متفكهين ، قال صخر بن عمر وأخو خنساء : فَكِهٌ على حين الـعِـشـاء إذا ما الضَّيْفُ أَقبَلْ مُسْرعاً يَسِرى ١٨ ومن قرأها { فاكهين } فمجازها مجاز ، { لابن } و { تامر } أي عنده لبن كثير وتمر كثير . ٢٠{ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عينٍ } مجازها : جعلنا ذكران أهل الجنة أزواجاً بحور عين من النساء ، يقال : للرجل : زوّج هذا الفعل الفرد أي اجعلهما زوجاً . ٢١{ وَمَا أَلتَنْاَهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ } أي ما نقصناهم ولا حسبنا منه شيئاً وفيه ثلاث لغات { ألت يألت } تقديرها : أفل يأفِل وألاتَ يُليتَ ، تقديرها : أقال يُفيل ولات يليت قال رؤبة : وليلةٍ ذات نـدى سَـريتُ ولم يَلْتني عن سُراها لَيْتُ ٢١{ مِنْ عَمَلِهمْ مِنْ شَيْءِ } مجازها : ما ألتناهم شيئاً والعرب تفعل هذا تزيد { من } قال أبو ذؤيب : جزيتكِ ضِعفَ الحب لما استثبـتِـه وما إن جَزاكِ الضعفَ مِن أحد قبليِ معناها أحد قبلي لأن { من } لا تنفع ولا تضر . ٢٣{ يَتنَازَعُونَ فيِهَا كَأْساً } يتعاطون أي يتداولون قال الأخطل : نازعته طَيِّبَ الراِح الشَّمُـول وقـد صاح الدَّجاجُ وحانت وقعة الساري ٢٤{ كَأَنْهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكُنونٌ } مصون . ٢٧{ عَذَابَ السَّمُوم } عذاب النار . ٢٩{ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ أَمْ يَقُولُونَ } مجازها : بل يقولون ، وليست بجواب استفهام قال الأخطل : كذبتك عينُك أم رأيتَ بواسـطٍ غَلَسَ الظَّلام من الرّباب خيالا لم يستفهم إنما أوجب أنه أرى بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا . ٣٢{ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَذَا } بل تأمرهم أحلامهم بهذا ثم رجع فقال : ٣٢{ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغونَ } . ٣٧{ أَمْ همْ الْمُصَيِطرُونَ } أم هم الأرباب ويقال : تصيطرتَ علىَّ اتخذَتني خَوَلاً . ٣٨{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } هي السلم وهو السلم ومجاز { فيه } به وعليه وفي القرآن : { وَلأُصَلِّبَنَّكمِ في جُذوعِ النَّخْلِ } إنما هو على جذوع النخل والسلم السبب والمرقاة قال الشيباني : همُ صَلبوا العَبْدِي في جِذع نخلةٍ فلا عَطَسَتْ شيبانُ إلاّ بأَجْدعـا وقال ابن مقبل : لا تحرِزُ المرءَ أَحجاءُ البلاد ولا يُبنَى له في السموات السَّلالـيمُ ويقول الرجل : اتخذتني سلماً لحاجتك أي سبباً . ٤١{ أَمْ عِنْدُهُم الَغْيبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } فهم يخبرون بما شاءوا ويثبتون ما ءوا . ٤٤{ وَإِنْ يَرَوْا كِسَفاً منَ السَّمَاء سَاقِطاً } أي قطعاً وواحد الكسف كسفة مثل سدرة وسدر . { سَحَابٌ مَرْكُومٌ } بعضه على بعض ركام . ٤٩{ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } من كسر الألفَ جعله مصدراً ومن فتحها جعلها جميع دبر . |
﴿ ٠ ﴾