٩ سورة التوبة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

 انبا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد عبيد القاضي الهمذاني قراءة عليه قال حدثنا إبراهيم بن الحسن بن علي الكسائي قال ثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل { براءة من اللّه ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين } يعني خزاعة ومدلج ومن كان له عهد من غيرهم وذلك أنه أقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من تبوك حين فرغ منها فأراد الحج ثم قال إنه يحضر البيت مشركون يطوفون بالبيت عراة فلا أحب أن أحج حتى أحج وليس معي مشرك فأرسل أبا بكر ابن أبي قحافة وعلي بن أبي طالب فطافا بالناس بذي المجاز وبأمكنتهم التي كانوا يتبايعون بها كلها

وبالموسم كله فآذنوا أصحاب العهد أن يأمنوا أربعة أشهر وهي الأشهر الحرم المنسلخات المتواليات عشرون من آخر ذي الحجة إلى عشر يخلون من ربيع الآخر أن لا عهد لهم فآذن الناس كلهم بالقتال إلا أن يؤمنوا

٣

 أنبا عبد الرحمن حدثنا إبراهيم حدثنا آدم ثنا ورقاء عن سليمان الشيباني عن سعيد بن جبير قال هو يوم النحر

 أخبرنا عبد الرحمن حدثنا إبراهيم ثنا هشيم وورقاء عن سليمان الشيباني عن ابن أبي أوفى قال يوم النحر يعني { يوم الحج الأكبر }

 أنبا عبد الرحمن حدثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال { يوم الحج الأكبر }

حين الحج أيامه كلها

٦

 أنبا عبد الرحمن حدثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره } يقول إنسان يأتي فيسمع ما تقول ويسمع ما أنزل عليك فهو آمن حتى يسمع كلام اللّه وحتى { أبلغه مأمنه } من حيث جاء

 أنبا عبد الرحمن نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة } قال الإل العهد

٩

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { اشتروا بآيات اللّه ثمنا قليلا } قال هو أبو سفيان بن حرب أطعم حلفاءه وترك حلفاء محمد صلى اللّه عليه وسلم

١٢

 أنا عبد الرحمن ثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { وإن نكثوا أيمانهم } يعني عهدهم

١٣

 أنبا عبد الرحمن قال نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { وهموا بإخراج الرسول } قال يأثر اللّه ذلك { وهم بدؤوكم أول مرة } يعني قريشا حين قاتلوا حلفاء محمد صلى اللّه عليه وسلم

١٤

 انبا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { ويشف صدور قوم مؤمنين } قال يعني خزاعة حلفاء محمد

١٩

 أنا عبد الرحمن ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام } قال لما أمروا بالهجرة قال العباس ابن عبد المطلب أنا أسقي الحاج وقال طلحة أخو بني عبد الدار أنا أحجب الكعبة فلا أهاجر فنزل { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء } إلى قوله { فتربصوا حتى يأتي اللّه بأمره }

٢٤

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { فتربصوا حتى يأتي اللّه بأمره } قال يعني بالفتح فتح مكة وهذا حين أمروا بالهجرة قال العباس وطلحة ما قالا وهذا كله قبل فتح مكة

٢٥

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { لقد نصركم اللّه في مواطن كثيرة } قال هذا أول ما نزل من براءة يعرفهم نصره أو يوطئهم أو يوطنهم لغزوة تبوك

٢٨

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم اللّه من فضله } قال قال المسلمون كنا نصيب من متاجر المشركين فوعدهم أن يغنيهم من فضله عوضا لهم بأن لا يقرب المشركون { المسجد الحرام بعد عامهم هذا } فهذه الآية مع أول براءة في القراءة ومع آخرها في التأويل

٢٩

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر } إلى قوله { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } قال نزل هذا حين أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه بغزوة تبوك

٣١

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن عطاء بن السائب عن ابي البحتري في قوله { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون اللّه } قال أطاعوهم فيما أمروهم به من حرام اللّه وحلاله فجعل اللّه طاعتهم لهم عبادة

٣٤

 أنبا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن حصين بن عبد الرحمن عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فقلت لأبي ذر الغفاري ما أنزلك ههنا فقال إني كنت بالشام فقرأت هذه الآية { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل اللّه فبشرهم بعذاب أليم } فقال رجل إنما هذه الآية لأهل الكتاب وليست فينا فقلت هي فينا وفيهم فنزلت هذا المنزل فواللّه لا أدع ما قلت ولو أمر علي عبد حبشي ما عصيته

٣٦

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { إن عدة الشهور عند اللّه اثنا عشر شهرا } قال هذا في شأن النسيء لأنه كان ينقص من السنة شهرا

٣٨

أنا عبد الرحمن نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل اللّه اثاقلتم إلى الأرض } قال هذا حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح وبعد الطائف وبعد حنين أمروا بالنفر

في الصيف حين خرفت النخل وطاب الثمر واشتهيت الظلال وشق عليهم الخروج

٤٠

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { إلا تنصروه فقد نصره اللّه } قال ذكر ما كان من أول شأنه حين أخرجوه يقول فاللّه ناصره كما نصره وهو { ثاني اثنين }

٤١

 أخبرنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لما استنفر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الناس إلى تبوك قالوا فينا الثقيل وذو الحاجة والضيعة والمنتشر أمره والشغل فأنزل اللّه عز وجل { انفروا خفافا وثقالا }

٤٣

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { عفا اللّه عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين } وذلك أنه قال ناس استأذنوا الرسول فإن أذن لكم فاقعدوا وإن لم يأذن لكم فانفروا قال مجاهد في قوله { عفا اللّه عنك لم أذنت لهم } إلى قوله { ما على المحسنين من سبيل } ما بينهما في المنافقين

٤٧

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { ولأوضعوا خلالكم } يعني لارفضوا

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { يبغونكم الفتنة } يعني يبطئونكم يعني عبد اللّه بن نبتل ورفاعة بن تابوت وعبد اللّه بن أبي بن سلول وأوس ابن قيظي

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي

نجيح عن مجاهد { وفيكم سماعون لهم } يعني محدثين بأحاديثكم عيون غير منافقين

٤٩

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اغزوا معي تبوكا تغنموا بنات الأصفر نساء الروم قالوا ائذن لنا ولا تفتنا بالنساء يقول اللّه { ألا في الفتنة سقطوا }

٥٠

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { قد أخذنا أمرنا من قبل } يعني حذرنا

٥٢

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { إلا إحدى الحسنيين } يعني القتل في سبيل اللّه أو الظهور على أعداء اللّه

٥٧

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا } محرزا لهم يأوون إليه منكم

٥٨

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { ومنهم من يلمزك في الصدقات } يقول يتهمك يسألك ويروزك

٦٠

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله والمؤلفة قلوبهم قال كانوا ناس يتألفهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالعطية عيينة بن بدر ومن كان معه

٦١

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { هو أذن } يقولون سنقول ما شئنا ثم نحلف له فيصدقنا

٦٤

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن ابي نجيح عن مجاهد { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم } يقول كانوا يقولون القول بينهم ثم يقولون عسى اللّه ألا يفشي هذا علينا يقول اللّه عز وجل { قل استهزؤوا إن اللّه مخرج ما تحذرون }

٦٥

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب } قال قال رجل من المنافقين يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي كذا وكذا في يوم كذا وكذا وما يدريه ما الغيب

٦٧

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { ويقبضون أيديهم } قال لا يبسطونها بالنفقة في حق

٧٤

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { ولقد قالوا كلمة الكفر } قال قال رجل من المنافقين لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير فقال له رجل من المؤمنين واللّه إن ما يقول محمد حق ولأنت شر من حمار فهم المنافق بقتل المؤمن فذلك همهم { بما لم ينالوا }

٧٩

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن حصين بن عبد الرحمن عن ابي مالك في قوله { الذين يلمزون المطوعين } قال أمر رسول اللّه بالصدقة فجاء عبد الرحمن ابن عوف بقبضة ذهب وجاء رجل من الأنصار بصاع من تمر فقال المنافقون لعبد الرحمن بن عوف ما جاء بهذا إلا رياء وقالوا للأنصاري إن كان اللّه لغنيا عن صاع هذا

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي

نجيح عن مجاهد { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات } يعني عبد الرحمن بن عوف إذ جاء بصدقة ماله { والذين لا يجدون إلا جهدهم } رجلا من الأنصار آجر نفسه ليلة على صاع من تمر فجاء به إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال المنافقون لقد كان اللّه غنيا عن صاع هذا

٨٠

 أخبرنا عبد الرحمن نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لما نزلت { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر اللّه لهم } قال رسول اللّه سأزيد على سبعين مرة فأنزل اللّه عز وجل في سورة المنافقين { لن يغفر اللّه لهم } عزما

٩٦

 أنبا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال { الخوالف } يعني النساء وهي ما بعدها إلى قوله { فإن اللّه لا يرضى عن القوم الفاسقين } في المنافقين

١٠٢

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { اعترفوا بذنوبهم } قال هو قول أبي لبابة إذ قال لقريظة ما قال واشار إلى حلقه بأن محمد يذبحكم إن نزلتم على حكمه

١٠٧

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { والذين اتخذوا مسجدا ضرارا } قال لهم المنافقون { وإرصادا لمن حارب اللّه ورسوله } يعني أبا عامر الراهب

١١٠

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم } يقول إلا أن يموتوا

١١٢

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { السائحون } الصائمون

١١٣

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا المبارك بن فضالة عن الحسن قال قيل للنبي صلى اللّه عليه وسلم إن فلانا يستغفر لأبويه المشركين قال ونحن نستغفر لآبائنا المشركين فأنزل اللّه { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } إلى قوله { فلما تبين له أنه عدو للّه تبرأ منه } فأمسكوا عن الاستغفار لهم

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الأواه الموقن

١١٥

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { وما كان اللّه ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون } يعني بيان اللّه للمؤمنين في الاستغفار للمشركين خاصة وبيانه في طاعته ومعصيته عامة

١١٧

 انا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { الذين اتبعوه في ساعة العسرة } يعني في غزوة تبوك

١٢٢

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة } وذلك أن ناسا

من اصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم خرجوا في البوادي فأصابوا من الناس معروفا من الخصب ما ينتفعون به ودعوا من وجدوا من الناس إلى الهدى فقال لهم الناس ما نراكم إلا قد تركتم صاحبكم وجئتمونا فوجدوا من ذلك في أنفسهم تحرجا وأقبلوا من البادية كلهم حتى دخلوا على النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال اللّه عز وجل { فلولا نفر من كل فرقة } يعني بعضا ويقعد بعض { ليتفقهوا } وليسمعوا ما في الناس وما انزل بعدهم { ولينذروا قومهم } يعني لينذروا الناس كلهم { إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }

١٢٦

 أنا عبد الرحمن نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { أو لا يرون أنهم يفتنون } يعني يبتلون { في كل عام مرة أو مرتين } بالسنة والجوع

﴿ ٠