٣٩

البقرة : ٣٩ والذين كفروا وكذبوا . . . . .

 ثم أخبر بمستقر من ترك الهدى ، فقال : والذين كفروا  برسلي وكذبوا بآياتنا  القرآن أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [ آية : ٣٩ ] لا يموتون .

البقرة : ٣٩ والذين كفروا وكذبوا . . . . .

 يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ، يعني أجدادهم ، فكانت النعمة حين أنجاهم من آل فرعون ، وأهلك عدوهم ، وحين فرق البحر لهم ، وحين أنزل عليهم المن والسلوى ، وحين ظلل عليهم الغمام بالنهار من حر الشمس ، وجعل لهم عمودا من نور يضيء لهم بالليل إذا لم يكن ضوء القمر ، وفجر لهم اثنى عشر عينا من الحجر ،

وأعطاهم التوراة فيها بيان كل شيء ، فدلهم على صنعه ليوحدوه عز وجل .

 وأوفوا بعهدي ، يعني اليهود ، وذلك أن اللّه عز وجل عهد إليهم في التوراة أن

يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وأن يؤمنوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وبالنبيين والكتاب ، فأخبر اللّه عز وجل عنهم في المائدة ، فقال : ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال اللّه إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي بمحمد صلى اللّه عليه وسلم  وعزرتموهم ، يعني ونصرتموهم وأقرضتم اللّه قرضا حسنا [ المائدة : ١٢ ] ، فهذا الذي قال اللّه : وأوفوا بعهدي الذي عهدت إليكم في التوراة ،

فإذا فعلتم ذلك أوف لكم بعهدكم ٦ ، يعني المغفرة والجنة ، فعاهدهم إن أوفوا له بما قال المغفرة والجنة ، فكفروا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ، وبعيسى ، عليه السلام ، فذلك قوله سبحانه :

 لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار [ المائدة :

١٢ ] ، فهذا وفاء الرب عز وجل لهم وإياي فارهبون [ آية : ٤٠ ] ، يعني وإياي فخافون في محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فمن كذب به فله النار .

﴿ ٣٩