١٣٧

البقرة : ١٣٧ فإن آمنوا بمثل . . . . .

يقول اللّه سبحانه : فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به ، يقول : فإن صدق أهل

الكتاب بالذي صدقتم به يا معشر المسلمين من الإيمان بجميع الأنبياء والكتب فقد اهتدوا من الضلالة وإن تولوا ، أي وإن كفروا بالنبيين وجميع الكتب فإنما هم في شقاق ، يعني في ضلال واختلاف ، نظيرها : وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد [ البقرة : ١٧٦ ] ، يعني لفي ضلال واختلاف ؛ لأن اليهود كفروا بعيسى

ومحمد ، صلى اللّه عليهما وسلم ، وبما جاءا به ، وكفرت النصارى بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وبما جاء

به ، فلما نزلت هذه الآية قرأها النبي صلى اللّه عليه وسلم على اليهود والنصارى ، فقال : إن اللّه عز

وجل أمرني أن أوصي بهذه الآية ، فإن أنتم آمنتم ، يعني صدقتم بالنبي صلى اللّه عليه وسلم والكتاب ،

فقد اهتديتم ، وإن توليتم وأبيتم عن الإيمان ، فإنما أنتم في شقاق .

فلما سمعت اليهود ذكر عيسى صلى اللّه عليه وسلم ،   لا نؤمن بعيسى ، وقالت النصارى :

وعيسى بمنزلتهم مع الأنبياء ، ولكنه ولد اللّه ، يقول : إن أبوا أن يؤمنوا بمثل ما آمنتم به ،

 فسيكفيكهم اللّه يا محمد ، يعني أهل الكتاب ، ففعل اللّه عز وجل ذلك ، فقتل

أهل قريظة ، وأجلى بني النضير من المدينة إلى الشام وهو السميع العليم [ آية :

١٣٧ ] ، لقولهم للمؤمنين : كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ،

﴿ ١٣٧