١٤٢

البقرة : ١٤٢ سيقول السفهاء من . . . . .

 سيقول السفهاء من الناس ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه كانوا بمكة يصلون

ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي ، فلما عرج بالنبي صلى اللّه عليه وسلم إلى السماء ليلا ، أمر بالصلوات

الخمس ، فصارت الركعتان للمسافر ، وللمقيم أربع ركعات ، فلما هاجر إلى المدينة

لليلتين خلتا من ربيع الأول ، أمر أن يصلي نحو بيت المقدس ؛ لئلا يكذب به أهل الكتاب

إذا صلى إلى غير قبلتهم مع ما يجدون من نعته في التوراة ، فصلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه

قبل بيت المقدس من أول مقدمة المدينة سبعة عشر شهرا ، وصلت الأنصار قبل بيت

المقدس سنتين قبل هجرة النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وكانت الكعبة أحب القبلتين إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال

لجبريل ، عليه السلام : وددت أن ربي صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها ، فقال جبريل ،

عليه السلام : إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئا ، فاسأل ربك ذلك ، وصعد جبريل إلى

السماء ، وجعل النبي صلى اللّه عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل ، عليه السلام ، بما

سأل .

فأنزل اللّه عز وجل في رجب عند صلاة الأولى قبل قتال بدر بشهرين : قد نرى

تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام

وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ، ولما صرفت القبلة إلى الكعبة ، قال مشركو

مكة : قد تردد على أمره واشتاق إلى مولد آبائه ، وقد توجه إليكم وهو راجع إلى دينكم ،

فكان قولهم هذا سفها منهم ، فأنزل اللّه عز وجل : سيقول السفهاء من الناس ،

يعني مشركي مكة ما ولاهم ، يقول : ما صرفهم عن قبلتهم الأولى التي كانوا

عليها قل يا محمد للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم [ آية :

١٤٢ ] ، يعني دين الإسلام ، يهدي اللّه نبيه والمؤمنين لدينه .

﴿ ١٤٢