١٥٩

البقرة : ١٥٩ إن الذين يكتمون . . . . .

 إن الذين يكتمون ، وذلك أن معاذ بن جبل ، وسعد بن معاذ ، وحارثة بن زيد ،

سألوا اليهود عن أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم وعن الرجم وغيره فكتموهم ، يعني اليهود ، منهم : كعب

ابن الأشرف ، وابن صوريا ما أنزلنا من البينات ، يعني ما بين اللّه عز وجل في

التوراة ، يعني الرجم والحلال والحرام والهدى ، يعني أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم في التوراة ،

فكتموه الناس ، يقول اللّه سبحانه : من بعد ما بيناه ، يعني أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم للناس في الكتاب ، يعني لبني إسرائيل في التوراة ، وذلك قوله سبحانه في العنكبوت : وما يجحد بآياتنا ، أي بمحمد صلى اللّه عليه وسلم  إلا الظالمون [ العنكبوت : ٤٩ ] ، يعني المكذبون

بالتوراة ، وهم أولئك يلعنهم اللّه ويلعنهم اللاعنون [ آية : ١٥٩ ] ، وذلك أن الكافر

يضرب في قبره فيصيح ويسمع صوته الخليقة كلهم ، غير الجن والإنس ،   إنما

كان يحبس عنا الرزق بذنب هذا ، فتلعنهم الخليقة ، فهم اللاعنون .

البقرة : ١٦٠ إلا الذين تابوا . . . . .

ثم استثنى مؤمني أهل التوراة ، فقال سبحانه : إلا الذين تابوا من الكفر

 وأصلحوا العمل وبينوا أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم للناس فأولئك أتوب عليهم ،

يعني أتجاوز عنهم وأنا التواب الرحيم ، [ آية : ١٦٠ ] ،

﴿ ١٥٩