١٩٧

البقرة : ١٩٧ الحج أشهر معلومات . . . . .

 الحج أشهر معلومات ، يقول : من أحرم بالحج ، فليحرم في

شوال ، أو في ذي القعدة ، أو في عشر ذي الحجة ، فمن أحرم في سوى هذه الأشهر ،

فقد أخطأ السنة ، وليجعلها عمرة ، ثم قال : فمن فرض ، يقول : فمن أحرم فيهن الحج ، أي الحج فلا رفث ، يعني فلا جماع ، كقوله سبحانه : أحل لكم ليلة

الصيام الرفث ، يعني الجماع إلى نسائكم [ البقرة : ١٨٧ ] ولا فسوق ،

يعني ولا سباب ولا جدال في الحج ، يعني ولا مراء ، كقوله سبحانه : ما

يجادل في آيات اللّه [ غافر : ٤ ] ، يعني ما يمارى حتى يغضب وهو محرم ، أو يغضب

صاحبه وهو محرم ، فمن فعل ذلك فليطعم مسكينا ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر في حجة

الوداع ، فقال : من لم يكن معه هدى فليحل من إحرامه ، وليجعلها عمرة ، فقالوا للنبي

 صلى اللّه عليه وسلم : إنا أهللنا بالحج ، فذلك جدالهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم .

ثم قال عز وجل : وما تفعلوا من خير ، يعني ما نهى من ترك الرفث والفسوق

والجدال يعلمه اللّه ، فيجزيكم به ، ثم قال عز وجل : وتزودوا فإن خير

الزاد التقوى ، وذلك أن ناسا من أهل اليمن وغيرهم كانوا يحجون بغير زاد ، وكانوا

يصيبون من أهل الطريق ظلما ، فأنزل اللّه عز وجل : وتزودوا من الطعام ما

تكفون به وجوهكم عن الناس وطلبهم ، وخير الزاد التقوى ، يقول اللّه تبارك اسمه :

التقوى خير زاد من غيره ، ولا تظلمون من تمرون عليه واتقون ولا تعصون

 يا أولي الألباب [ آية : ١٩٧ ] ، يعني يا أهل اللب والعقل ، فلما نزلت هذه الآية

قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : تزودوا ما تكفون به وجوهكم عن الناس ، وخير ما تزودتم التقوى .

﴿ ١٩٧