٢١٨

البقرة : ٢١٨ إن الذين آمنوا . . . . .

فكتب عبد اللّه بن جحش إلى مسلمي أهل مكة بهذه الآية ، وكتب إليهم أن

عيروكم ، فعيروهم بما صنعوا ، وقال عبد اللّه بن جحش وأصحابه : أصبنا القوم في

رجب ، فنرجو أن يكون لنا أجر المجاهدين في سبيل اللّه ، فأنزل اللّه عز وجل : إن

الذين ءامنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه أولئك يرجون رحمت اللّه واللّه غفور

رحيم [ آية : ٢١٨ ] . الذين ءامنوا والذين هاجروا  إلى المدينة وجاهدوا  المشركين في سبيل اللّه أولئك يرجون رحمت اللّه ، يعني جنة اللّه ، نظيرها في آل

عمران قوله سبحانه : وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة اللّه [ آل عمران :

١٠٧ ] ، يعني ففي جنة اللّه ؛ لقولهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم : هل لنا أجر المجاهدين في سبيل اللّه .

 واللّه غفور رحيم ؛ لاستحلالهم القتل والأسر والأموال في الشهر الحرام ،

فكانت هذه أول سرية ، وأول غنيمة ، وأول خمس ، وأول قتيل ، وأول أسر كان في

الإسلام ، فأما نوفل بن عبد اللّه الذي أفلت يومئذ ، فإنه يوم الخندق ضرب بطن فرسه

ليدخل الخندق على المسلمين في غزوة الأحزاب ، فوقع في الخندق ، فتحطم هو وفرسه ،

فقتله اللّه تعالى ، وطلب المشركون جيفته بثمن ، فقال صلى اللّه عليه وسلم : خذوه ، فإنه خبيث الجيفة ،

خبيث الدية .

﴿ ٢١٨