٢٢١البقرة : ٢٢١ ولا تنكحوا المشركات . . . . . ولا تنكحوا المشركات ، نزلت في أبي مرثد الغنوي ، واسمه أيمن ، وفي عناق القرشية ، وذلك أن أبا مرثد كان رجلا صالحا ، وكان المشركون أسروا أناسا بمكة ، وكان أبو مرثد ينطلق إلى مكة مستخفيا ، فإذا كان الليل أخذ الطريق ، وإذا كان النهار تعسف الجبال ؛ لئلا يراه أحد ، حتى يقدم مكة ، فيرصد المسلمين ليلا ، فإذا أخرجهم المشركون للبراز ، تركوهم عند البراز والغائط ، فينطلق أبو مرثد ، فيجعل الرجل منهم على عنقه حتى إذا أخرجه من مكة كسر قيده بفهر ويلحقه بالمدينة ، كان ذلك دأبه ، فانطلق يوما حتى انتهى إلى مكة ، فلقيته عناق ، وكان يصيب منها في الجاهلية ، فقالت : أبا مرثد ، ما لك في حاجة ، فقال : إن اللّه عز وجل قد حرم الزنا . فلما أيست منه أنذرت به كفار مكة ، فخرجوا يطلبونه ، فاستتر منهم بالشجر ، فلم يقدروا عليه ، فلما رجعوا احتمل بعض المسلمين حتى أخرجه من مكة ، فكسر قيده ، ورجع إلى المدينة ، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأخبره بالخبر ، فقال : والذي بعثك بالحق ، لو شئت أن آخذهم وأنا مستتر بالشجرة لفعلت ، فقال له الني صلى اللّه عليه وسلم : اشكر ربك أبا مرثد ، إن اللّه عز وجل حجزهم عنك ، فقال أبو مرثد : يا رسول اللّه ، إن عناق أحبها ، وكان بيني وبينها في الجاهلية ، أفتأذن لي في تزويجها ، فإنها لتعجبني ، فأنزل اللّه عز وجل : ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ، يصدقن بتوحيد اللّه ولأمة مؤمنة ، يعني مصدقة بتوحيد اللّه خير من مشركة ولو أعجبتكم ؛ ل قوله : إنها لتعجبني ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار واللّه يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون [ آية : ٢٢١ ] . |
﴿ ٢٢١ ﴾