٢٤٣

البقرة : ٢٤٣ ألم تر إلى . . . . .

 ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم من بني إسرائيل ألوف ثمانية

آلاف حذر الموت ، يعني حذر القتل ، وذلك أن نبيهم حزقيل بن دوم ، وهو ذو

الكفل بن دوم ، ندبهم إلى قتال عدوهم ، فأبوا عليه جبنا عن عدوهم واعتلوا ، ف  إن

الأرض التي نبعث إليها لنقاتل عدونا ، هي أرض يكون فيها الطاعون ، فأرسل اللّه عز

وجل عليهم الموت ، فلما رأوا أن الموت كثر فيهم ، خرجوا من ديارهم فرارا من الموت ،

فلما رأى ذلك حزقيل ، قال : اللّهم رب يعقوب وإله موسى ، قد ترى معصية عبادك ،

فأرهم آية في أنفسهم حتى يعلموا أنهم لن يستطيعوا فرارا منك ، فأمهلهم اللّه عز وجل

حتى خرجوا من ديارهم ، وهي قرية تسمى دامردان .

فلما خرجوا قال اللّه عز وجل لهم : فقال لهم اللّه موتوا عبرة لهم ، فماتوا جميعا

وماتت دوابهم كموت رجل واحد ثمانية أيام ، فخرج إليهم الناس ، فعجزوا عن دفنهم

حتى حظروا عليهم وأروحت أجسادهم ثم إن اللّه عز وجل أحياهم بعد

ثمانية أيام وبهن نتن شديد ، ثم إن حزقيل بكى إلى ربه عز وجل ، فقال : اللّهم رب

إبراهيم وإله موسى ، لا تكن على عبادك الظلمة كأنفسهم ، واذكر فيهم ميثاق الأولين ،

فسمع اللّه عز وجل ، فأمره أن يدعوهم بكلمة واحدة ، فقاموا كقيام رجل واحد كان

وسنانا فاستيقظ ، فذلك قوله عز وجل : إن اللّه لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون [ آية : ٢٤٣ ] رب هذه النعمة حين أحياهم بعدما أراهم

عقوبته ، ثم أمرهم عز وجل أن يرجعوا إلى عدوهم فيجاهدوا ، فذلك

قوله : موتوا ثم أحياهم إن اللّه لذو فضل على الناس أنه أحياهم بعدما أماتهم ولكن أكثر الناس لا يشكرون .

﴿ ٢٤٣