٢٥٨

البقرة : ٢٥٨ ألم تر إلى . . . . .

 ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ، وهو نمروذ بن كنعان بن ريب بن نمروذ

ابن كوشى بن نوح ، وهو أول من ملك الأرض كلها ، وهو الذي بنى الصرح ببابل ،

 أن ءاتاه اللّه ، يقول : أن أعطاه اللّه الملك ، وذلك أن إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم حين

كسر الأصنام سجنه نمروذ ، ثم أخرجه ليحرقه بالنار ، فقال لإبراهيم ، عليه السلام : من

ربك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت ، وإياه أعبد ومنه أسأل الخير ،

 قال نمروذ أنا أحيي وأميت ، قال له إبراهيم : أرني بيان الذي تقول ، فجاء

برجلين فقتل

أحدهما ، واستحيا الآخر ، وقال : كان هذا حيا فأمته وأحييت هذا ولو

شئت قتلته قال إبراهيم فإن اللّه يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب

فبهت  الجبار الذي كفر بتوحيد اللّه عز وجل ، يقول : بهت نمروذ الجبار ، فلم

يدر ما يرد على إبراهيم .

ثم إن اللّه عز وجل سلط على نمروذ بعوضة ، بعدما أنجا اللّه عز وجل إبراهيم من

النار ، فعضت شفته ، فأهوى إليها ، فطارت في منخره ، فذهب ليأخذها فدخلت

خياشيمه ، فذهب يستخرجها ، فدخلت دماغه ، فعذبه اللّه عز وجل بها أربعين يوما ، ثم

مات منها ، وكان يضرب رأسه بالمطرقة ، فإذا ضرب رأسه سكنت البعوضة ، وإذا رفع

عنها تحركت ، فقال اللّه سبحانه : وعزتي وجلالي لا تقوم الساعة حتى أتي بها ، يعني

الشمس من قبل المغرب ، فيعلم من يرى ذلك أنى أنا اللّه قادر على أن أفعل ما شئت ، ثم

قال سبحانه : واللّه لا يهدي القوم الظالمين [ آية : ٢٥٨ ] إلى الحجة ، يعني نمروذ ،

مثلها في براءة : وجاهد في سبيل اللّه لا يستوون عند اللّه واللّه لا يهدي القوم الظالمين [ التوبة : ١٩ ] إلى الحجة .

﴿ ٢٥٨