٢٨١

البقرة : ٢٨١ واتقوا يوما ترجعون . . . . .

 واتقوا يوما يخوفهم ترجعون فيه إلى اللّه ثم

توفى ، يعني توفى كل نفس بر وفاجر ثواب ما كسبت من خير وشر ،

 وهم لا يظلمون [ آية : ٢٨١ ] في أعمالهم ، وهذه آخر آية نزلت من القرآن ، ثم توفي

النبي صلى اللّه عليه وسلم بعدها بتسع ليال .

البقرة : ٢٨٢ يا أيها الذين . . . . .

 يا أيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ، يعني اكتبوا

الدين والأجل وليكتب الكاتب بين البائع والمشتري بينكم كاتب بالعدل يعدل بينهما في كتابه ، فلا يزداد على المطلوب ، ولا ينقص من حق الطالب ،

 ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه اللّه الكتابة ، وذلك أن الكتاب كانوا قليلا على

عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، يقول : فليكتب الكاتب وليملل على الكاتب

 الذي عليه الحق ، يعني المطلوب ، ثم خوف المطلوب ، فقال عز وجل : وليتق

اللّه ربه ولا يبخس منه شيئا ، يعني ولا ينقص المطلوب من الحق شيئا ، كقوله عز

وجل : ولا تبخسوا الناس أشياءهم [ الأعراف : ٨٥ ] .

 فإن كان الذي عليه الحق سفيها ، يعني جاهلا بالإملاء أو ضعيقا ، يعني

أو عاجزا أو به حمق أو لا يستطيع أن يمل هو ، لا يعقل الإملاء لعيه ، أو لخرسه ،

أو لسفهه ، ثم رجع إلى الذي له الحق ، فقال سبحانه : فليملل وليه ، يعني ولي

الحق ، فليملل هو بالعدل ، يعني بالحق ، ولا يزداد شيئا ولا ينقص ، كما قال

للمطلوب قبل ذلك ، وأمر كليهما بالعدل ، قال سبحانه : واستشهدوا على

حقكم شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من

الشهداء ، يقول : ولا يشهد الرجل على حقه إلا مرضيا إن كان الشاهد رجلا أو

امرأة .

ثم قال : أن تضل المرأة ، يعني أن تنسى إحداهما  الشهادة فتذكر

إحداهما  الشهادة الأخرى ، يقول : تذكرها المرأة الأخرى التي حفظت

شهادتهما ، قال سبحانه : ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ، يقول : إذا ما دعى الرجل

ليستشهد على أخيه ، فلا يأب إن كان فارغا ، ثم قال : ولا تسئموا ، يقول : ولا

تملوا ، وكل شيء في القرآن تسأموا ، يعني تملوا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا ،

يعني قليل الحق وكثيره إلى أجله ؛ لأن الكتاب أحصى للأجل وأحفظ للمال ،

 ذلكم ، يعني الكتاب أقسط ، يعني أعدل عند اللّه وأقوم ، يعني أصوب

 للشهادة وأدنى ألا ترتابوا ، يعني وأجدر ألا تشكوا ، نظيرها : ذلك أدنى أن يأتوا

بالشهادة [ المائدة : ١٠٨ ] ، أي أجدر ، ونظيرها في الأحزاب : ذلك أدنى ، يعني

أجدر أن تقر أعينهن [ الأحزاب : ٥١ ] ، في الحق والأجل والشهادة إذا كان

مكتوبا .

ثم رخص في الاستثناء ، فقال : إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم ،

وليس فيها أجل فليس عليكم جناح ، يعني حرج ألا تكتبوها ، يعني التجارة

الحاضرة ، إذا كانت يدا بيد على كل حال وأشهدوا ، على حقكم إذا

تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد ، يقول : لا يعمد أحدكم إلى الكاتب والشاهد

فيدعوهما إلى الكتابة والشهادة ولهما حاجة ، فيقول : اكتب لي ، فإن اللّه أمرك أن تكتب

لي ، فيضاره بذلك ، وهو يجد غيره ، ويقول للشاهد وهو يجد غيره : اشهد لي على حقي ،

فإن اللّه قد أمرك أن تشهد على حقي ، وهو يجد غيره من يشهد له على حقه ، فيضاره

بذلك ، فأمر اللّه عز وجل أن يتركا لحاجتهما ويلتمس غيرهما وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم ، يقول : وإن تضاروا الكاتب والشاهد وما نهيتم عنه ، فإنه إثم بكم ،

ثم خوفهم ، فقال سبحانه : واتقوا اللّه ولا تعصوه فيهما ويعلمكم اللّه

واللّه بكل شيء عليم [ آية : ٢٨٢ ] من أعمالكم عليم .

﴿ ٢٨١