٧

آل عمران : ٧ هو الذي أنزل . . . . .

قال سبحانه : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ، يعمل بهن ، وهن

الآيات التي في الأنعام قوله سبحانه : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا إلى ثلاث آيات آخرهن : لعلكم تتقون

[ الأنعام : ١٥١ - ١٥٣ ] ، يقول : هن أم الكتاب ، يعني أصل الكتاب ؛ لأنهن في

اللوح المحفوظ مكتوبات ، وهن محرمات على الأمم كلها في كتابهم ، وإنما تسمين أم

الكتاب ؛ لأنهن مكتوبات في جميع الكتب التي أنزلها اللّه تبارك وتعالى على جميع

الأنبياء ، وليس من أهل دين إلا وهو يوصي بهن .

ثم قال عزوجل : وأخر متشابهات الم المص المر الر ،

شبه على اليهود كم تملك هذه الأمة من السنين ، والمتشابهات هؤلاء الكلمات الأربع ،

 فأما الذين في قلوبهم زيغ ، يعني ميل عن الهدى ، وهو الشك ، فهم اليهود فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ، يعني إبتغاء الكفر وابتغاء تأويله ، يعني منتهى ما يكون وكم يكون ، يريد بذلك الملك ، يقول اللّه عزوجل : وما يعلم تأويله إلا اللّه ، كم يملكون من السنين ، يعني أمة محمد ، يملكون إلى يوم القيامة ، إلا أياما يبتليهم اللّه عز وجل بالدجال .

ثم استأنف ، فقال : والراسخون في العلم ، يعني المتدارسون علم التوراة ، فهم عبد اللّه بن سلام وأصحابه من مؤمني أهل التوراة يقولون ءامنا به كل من عند ربنا ، يعني قليله وكثيره من عند ربنا وما يذكرإلا أولوا الألباب [ آية : ٧ ] ، فما يسمع إلا أولو الألباب ، يعني من كان له لب وعقل ، يعني ابن سلام وأصحابه ، فيعلمون أن كل شيء من هذا وغيره من عند اللّه .

﴿ ٧