١٣

آل عمران : ١٣ قد كان لكم . . . . .

وقوله سبحانه : قد

كان لكم ءاية في فئتين ، وذلك أن بني قينقاع من اليهود أتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد قتال

بدر يوعدونه القتال كما قتل كفار مكة يوم بدر ، فأنزل اللّه عزوجل : قد كان لكم

ءاية معشر اليهود ، يعني عبرة في فئتين  التقتا فئة المشركين وفئة المؤمنين

يوم بدر ، التقتا فئة تقاتل في سبيل اللّه ، وهو النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه يوم بدر ،

 وأخرى كافرة ، أبو جهل والمشركين يرونهم مثليهم ، رأت اليهود أن

الكفار مثل المؤمنين في الكثرة رأي العين ، وكان الكفار يومئذ سبعمائة

رجل ، عليهم أبو جهل ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ،

بين كل أربعة بعير ، ومعهم فرسان ،

أحدهما مع أبي مرثد الغنوى ،

والآخر مع المقداد بن

الأسود الكندي ، ومعهم ستة أدراع ، والمشركون ألف رجل ، سبعمائة دراع ، عليهم أبو

جهل ، وثلاثمائة حاسر ، ثم حبس الأخنس بن شريق ثلاثمائة رجل من بني زهرة عن قتال

النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فبقى المشركون في سبعمائة رجل .

يقول اللّه تعالى : واللّه يؤيد بنصره ، يعني بنصره من يشاء ، فينصره اللّه عز

وجل القليل على الكثير إن في ذلك ، يعني يقوى في نصرهم ، نصر المؤمنين

وهم قليل ، وهزيمة الكفار وهم كثير لعبرة لأولي الأبصار [ آية : ١٣ ] ، يعني

الناظرين في أمر اللّه عز وجل وطاعته لعبرة وتفكرا لأولي الأبصار ، حين أظهر اللّه عز

وجل القليل على الكثير .

﴿ ١٣