٥٩

آل عمران : ٥٩ إن مثل عيسى . . . . .

 إن مثل عيسى عند اللّه ، وذلك أن وفد نصارى نجران قدموا على النبي صلى اللّه عليه وسلم

بالمدينة ، منهم السيد ، والعاقب ، والأسقف ، والرأس ، والحارث ، وقيس ، وابنيه ، وخالد ،

خليد ، وعمرو ، فقال السيد والعاقب ، وهما سيدا اهل نجران : يا محمد ، لم تشتم

صاحبنا وتعيبه ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ما صاحبكم ؟ ،   عيسى ابن مريم العذراء البتول ،

قال أبو محمد بن ثابت ، قال : العذراء البتول ، المنقطعة إلى اللّه عزوجل ، لقوله عزوجل :

 وتبتل إليه تبتيلا [ المزمل : ٨ ] .

  فأرنا فيما خلق اللّه عبدا مثله يحيى الموتى ، ويبرىء الأكمه والأبرص ، ويخلق من

الطين طيرا ، ولم يقولوا : بإذن اللّه ، وكل آدمي له أب ، وعيسى لا أب له ، فتابعنا في أن

عيسى ابن اللّه ونتابعك ، فإما أن تجعل عيسى ولدا وإما إلها ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : معاذ اللّه

أن يكون له ولد ، أو يكون معه إله ، فقالا للنبي صلى اللّه عليه وسلم : أنت أحمد ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم أنا

أحمد ، وأنا محمد ، فقالا : فيم أحمد ؟ قال : أحمد الناس عن الشرك ، قالا : فإنا نسألك

عن أشياء ، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : لا أخبركم حتى تسلموا فتتبعوني ، قالا : أسلمنا قبلك ، قال

النبي صلى اللّه عليه وسلم : إنكما لم تسلما ، حجزكما عن الإسلام ثلاثة : أكلكما الخنزير ، وشربكما

الخمر ، وقولكما : إن للّه عزوجل ولدا .

فغضبا عند ذلك ، فقالا : من أبو عيسى ؟ ائتنا له بمثل ، فانزل اللّه عزوجل : إن

مثل عيسى عند اللّه  كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون [ آية : ٥٩ ] ،

﴿ ٥٩