١٥٤

آل عمران : ١٥٤ ثم أنزل عليكم . . . . .

 ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا ، يعني من بعد غم الهزيمة أمنة نعاسا ،

وذلك أن اللّه عز وجل ألقى على بعضهم النعاس فذهب غمهم ، فذلك قوله عز وجل :

 يغشى  النعاس طائفة منكم نزلت في سبعة نفر ، في : أبي بكر الصديق ،

وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، والحارث بن الصمة ، وسهل بن ضيف

ورجلين من الأنصار ، رضى اللّه عنهم ، قال سبحانه : وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ، يعني الذين لم يلق عليهم النعاس يظنون باللّه غير الحق كذبا يقول

المؤمنون : إن محمدا صلى اللّه عليه وسلم قد قتل ظن الجاهلية ، يقول : كظن جهال المشركين أبو

سفيان وأصحابه ، وذلك أنهم   إن محمدا قد قتل يقولون هل لنا من الأمر من

شيء ، هذا قول معتب بن قشير ، يعني بالأمر النصر ، يقول اللّه عز وجل لنبيه صلى اللّه عليه وسلم :

 قل إن الأمر ، يعني النصر كله للّه .

قال سبحانه : يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر

شيء ما قتلنا ههنا ، يقول : يسرون في قلوبهم ما لا يظهرون لك بألسنتهم ، والذي

أخفوا في أنفسهم أنهم   لو كنا في بيوتنا ما قتلنا ها هنا ، قال اللّه عز وجل لنبيه

 صلى اللّه عليه وسلم : قل لهم يا محمد : لو كنتم في بيوتكم لبرز كما تقولون لخرج من البيوت

 الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ، فمن كتب عليه القتل لا يموت أبدا ، ومن

كتب عليه الموت لا يقتل أبدا وليبتلي اللّه ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم واللّه عليم بذات الصدور [ آية : ١٥٤ ] ، يقول : اللّه عليم بما في القلوب من الإيمان

والنفاق ، والذين أخفوا في أنفسهم قولهم : إن محمدا قد قتل ، وقولهم : لو كان لنا من

الأمر شيء ما قتلنا ها هنا ، يعني هذا المكان ، فهذا الذي قال اللّه سبحانه لهم : قل

لهم يا محمد : لو كنتم في بيوتكم كما تقولون لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم .

﴿ ١٥٤