٥٠

النساء : ٥٠ انظر كيف يفترون . . . . .

يقول اللّه عز وجل : يا محمد انظر كيف يفترون على اللّه الكذب ، لقولهم : نحن

أبناء اللّه وأحباؤه وكفى به ، يعني بما قالوا إثما مبينا [ آية : ٥٠ ] ، يعني بينا ،

النساء : ٥١ ألم تر إلى . . . . .

 ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ، وذلك أن كعب بن الأشرف

اليهودي ، وكان عربيا من طيىء ، وحيى بن أخطب ، انطلقا في ثلاثين من اليهود إلى مكة

بعد قتال أحد ، فقال أبو سفيان بن حرب : إن أحب الناس إلينا من يعيننا على قتال هذا

الرجل ، حتى نفنى أو يفنوا ، فنزل كعب على أبي سفيان ، فأحسن مثواه ، ونزلت اليهود

في دور قريش ، فقال كعب لأبي سفيان : ليجيء منكم ثلاثون رجلا ، ومنا ثلاثون

رجلا ، فنلصق أكبادنا بالكعبة ، فنعاهد رب هذا البيت ، لنجتهدن على قتال محمد ،

ففعلوا ذلك .

قال أبو سفيان لكعب بن الأشرف : أنت امرؤ من أهل الكتاب تقرأ الكتاب ، فنحن

أهدى أم ما عليه محمد ؟ فقال : إلى ما يدعوكم محمد ؟ قال : إلى أن نعبد اللّه ولا نشرك به

شيئا ، قال : فأخبروني ما أمركم ؟ وهو يعلم ما أمرهم ،   ننحر الكوماء ، ونقرى

الضيف ، ونفك العاني ، يعني الأسير ، ونسقى الحجيج الماء ، ونعمر بيت ربنا ، ونصل

أرحامنا ، ونعبد إلهنا ونحن أهل الحرم ، فقال كعب : أنت واللّه أهدى مما عليه محمد ،

فأنزل اللّه عز وجل : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ، يقول : أعطوا

حظا من التوراة يؤمنون بالجبت ، يعني حيى بن أخطب القرظي ،

 والطاغوت ، وكعب بن الأشرف ويقولون للذين كفروا من أهل مكة

 هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا [ آية : ٥١ ] ، يعني طريقا .

﴿ ٥٠