٦٥

النساء : ٦٥ فلا وربك لا . . . . .

 فلا وربك لا يؤمنون ، وذلك أن الزبير بن العوام ، رضى اللّه عنه ، وهو من بنى

أسد بن عبد العزى ، وحاطب بن أبي بلتعة العنسي من مذحج ، وهو حليف لبني أسد

بن عبد العزى ، اختصما إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم في الماء ، وكانت أرض الزبير فوق أرض حاطب ،

وجاء السيل ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم للزبير : اسق ، ثم أرسل الماء إلى جارك ، فغضب حاطب

وقال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : أما إنه ابن عمتك ، فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ومر حاطب على المقداد بن

الأسود الكندي ، فقال : يا أبا لتعة ، لمن كان القضاء ، فقال : قضى لابن عمته ، ولوى

شدقه ، فأنزل اللّه عز وجل ، فأقسم : فلا وربك لا يؤمنون  حتى يحكموك فيما

شجر بينهم ، يعني اختلفوا بينهم ، يقول : لا يستحقون الإيمان حتى يرضوا بحكمك

فيما اختلفوا فيه من شيء ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ، يقول :

لا يجدون في قلوبهم شكا مما قضيت أنه الحق ويسلموا لقضائك لهم وعليهم

 تسليما [ آية : ٦٥ ] .

فقالت اليهود : قاتل اللّه هؤلاء ، ما أسفههم ، يشهدون أن محمدا رسول اللّه ويبذلون

له دماءهم ، وأموالهم ، ووطئوا عقبة ، ثم يتهمونه في القضاء ، فواللّه لقد أمرنا موسى ، عليه

السلام ، في ذنب واحد ، أتيناه فقتل بعضنا بعضا ، فبلغت القتلى سبعين ألفا حتى رضى

اللّه عنا ، وما كان يفعل ذلك غيرنا ، فقال عند ذلك ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري :

فواللّه ، إن اللّه عز وجل ليعلم أنه لو أمرنا أن نقتل أنفسنا لقتلناها ، فأنزل اللّه عز وجل في

قول ثابت :

﴿ ٦٥