٨٨

النساء : ٨٨ فما لكم في . . . . .

 فما لكم صرتم في المنافقين نزلت في تسعة نفر ، منهم : مخرمة بن زيد

القرشي ، هاجروا من مكة إلى المدينة ، فقدموا وأرادوا الرجعة ، فقال بعضهم : نخرج

كهيئة البداة ، فإذا غفل عنا مضينا إلى مكة ، فجعلوا يتحولون منقله منقلة ، حتى تباعدوا

من المدينة ، ثم إنهم أدلجوا حتى أصبحوا قد قطعوا أرضا بعيدة ، فلحقوا بمكة ، فكتبوا إلى

النبي صلى اللّه عليه وسلم : إنا على ما فرقناك عليه ، ولكنا اشتقنا إلى بلادنا وإخوتنا بمكة ، ثم إنهم

خرجوا تجارا إلى الشام ، واستبضعهم أهل مكة بضائعهم ، فقالوا لهم : أنتم على دين محمد

 صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه ، فلا بأس عليكم ، فساروا وبلغ المسلمين أمرهم ، فقال بعضهم لبعض :

أخرجوا إلى هؤلاء فنقاتلهم ، ونأخذ ما معهم ، فإنهم تركوا دار الهجرة وظاهروا عدونا .

وقال آخرون : ما حلت دماؤهم ولا أموالهم ولكنهم فتنوا ، ولعلهم يرجعوا للتوبة ،

والنبي صلى اللّه عليه وسلم ساكت ، فأنزل اللّه عز وجل يخبر عن التسعة رهط ويعظ المؤمنين ليكون

أمرهم جميعا عليهم ، فقال اللّه عز وجل : فما لكم صرتم في المنافقين

 فئتين تختصمون واللّه أركسهم ، يعني أضلهم فردهم إلى الكفر بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل اللّه ومن يضلل اللّه عن الهدى فلن تجد له سبيلا [ آية : ٨٨ ] .

﴿ ٨٨