١٠٥

النساء : ١٠٥ إنا أنزلنا إليك . . . . .

 إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ، وذلك أن يهوديا يسمى زيد بن السمين ، كان

استودع طعمة بن أبيرق الأنصاري من الأوس من بني ظفر بن الحارث درعا من حديد ،

ثم إن زيدا اليهودي طلب درعه فجحده طعمة ، فقال زيد لقومه : قد ذكر لي أن الدرع

عنده ، فانطلقوا حتى نلتمس داره ، فاجتمعوا ليلا فأتوا داره ، فلما سمع جلبة القوم أحس

قلبه أن القوم جاءوا من أجل الدرع ، فرمى به في دار أبي مليك ، فدخل القوم داره ،

فلم يجدوا الدرع ، فاجتمع الناس .

ثم إن طعمة اطلع في دار أبي مليك ، فقال : هذا درع في دار أبي مليك ، فلا أدري

هي لكم أم لا ؟ فأخذوا الدرع ، ثم إن قوم طعمة ، قتادة بن النعمان وأصحابه ،  

انطلقوا بنا إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فلنبرئ صاحبنا ، ونقول : إنهم أتونا ليلا ففضحونا ، ولم يكن

معهم رسول من قبلك ونأمرهم أن يبرءوا صاحبنا لتنقطع ألسنة الناس عنا بما قذفونا به ،

ونخبره أنها وجدت في دار أبي مليك ، فأتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأخبروه فصدق النبي صلى اللّه عليه وسلم طعمة

وأبرأه من ذلك ، وهو يرى أنهم قد صدقوا ، فأنزل اللّه تعالى : إنا أنزلنا إليك الكتاب ، يعني القرآن بالحق لم ننزله باطلا عبثا لغير شيئ لتحكم ، يعني

لكي تحكم بين الناس بما أراك اللّه ، يعني بما علمك اللّه في كتابه ، كقوله

سبحانه : ويرى الذين أوتوا العلم [ سبأ : ٦ ] ولا تكن للخائنين خصيما

[ آية : ١٠٥ ] ، ، يعني طعمة .

﴿ ١٠٥