١٢٥النساء : ١٢٥ ومن أحسن دينا . . . . . ثم اختار من الأديان دين الإسلام ، فقال عز وجل : ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه للّه ، يعني أخلص دينه للّه وهو محسن في عمله واتبع ملة إبراهيم حنيفا ، يعني مخلصا واتخذ اللّه إبراهيم خليلا [ آية : ١٢٥ ] ، يعني محبا ، وأنزل اللّه عز وجل فيهم هذان خصمان ، يعني كفار أهل الكتاب واختصموا ، يعني ثلاثتهم : المسلمين واليهود والنصارى في ربهم أنهم أولياء اللّه ، ثم أخبر بمستقر الكافر ، فقال : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار [ الحج : ١٩ ] ، يعني جعلت لهم ثياب من نار ، إلى آخر الآية ، ثم أخبر سبحانه بمستقر المؤمنين ، فقال : إن اللّه يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إلى آخر الآية . قوله : واتخذ اللّه إبراهيم خليلا ، والخليل الحبيب ؛ لأن اللّه أحبه في كسره الأصنام ، وجداله قومه ، واتخذ اللّه إبراهيم خليلا قبل ذبح ابنه ، فلما رأته الملائكة حين أمر بذبح ابنه ، أراد المضى على ذلك ، قالت الملائكة : لو أن اللّه عز وجل اتخذ عبدا حليلا لاتخذ هذا خليلا محبا ، ولا يعلمون أن اللّه عز وجل اتخذه خليلا ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لأصحابه ، رضى اللّه عنهم : ′ إن صاحبكم خليل الرحمن ′ ، يعني نفسه ، فقال المنافقون لليهود : ألا تنظرون إلى محمد يزعم أنه خليل اللّه ، لقد اجترأ ، فأنزل اللّه عز وجل : واتخذ اللّه إبراهيم خليلا ، وإنما إبراهيم عبد من عباده مثل محمد ، واتخذ إبراهيم خليلا حين ألقى في النار ، فذهب حرالنيران يومئذ من الأرض كلها . |
﴿ ١٢٥ ﴾