سورة الأعراف

مكية إلا قوله تعالى : [ آية : ١٦٣ ] إلى قوله [ آية : ١٧٢ ] ، هذه الآيات مدنيات وهي مائتان وست آيات

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

المص

٢

الأعراف : ٢ كتاب أنزل إليك . . . . .

 كتاب أنزل إليك ، يعني القرآن فلا يكن في صدرك ، يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم حرج منه ، يقول : فلا يكن في قلبك شك من القرآن بأنه من اللّه ، لتنذر به ، بما في القرآن من الوعيد وذكرى للمؤمنين [ آية : ٢ ] ، يعني تذكرة للمصدقين بالقرآن من أنه اللّه عز وجل .

٣

الأعراف : ٣ اتبعوا ما أنزل . . . . .

ثم قال لأهل مكة : اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ، يعني القرآن ولا تتبعوا من دونه أولياء ، يعني أربابا ، ثم أخبر عنهم ، فقال : قليلا ما تذكرون [ آية : ٣ ] ، يعني بالقليل أنهم لا يعقلون فيعتبرون .

٤

الأعراف : ٤ وكم من قرية . . . . .

ثم وعظهم ، فقال : وكم من قرية أهلكناها بالعذاب فجاءها بأسنا بياتا ،

وهم نائمون ، يعني ليلا أو جاءهم العذاب هم قائلون [ آية : ٤ ] ، يعني بالنهار .

٥

الأعراف : ٥ فما كان دعواهم . . . . .

 فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا ، يقول : فما كان قولهم عند نزول العذاب بهم ، إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين [ آية : ٥ ] ، لقولهم في حم المؤمن : آمنا باللّه وحده [ غافر : ٨٤ ] .

٦

الأعراف : ٦ فلنسألن الذين أرسل . . . . .

ثم قال : فلنسئلن في الآخرة الذين أرسل إليهم ، يعني الأمم الخالية الذين أهلكوا في الدنيا : ما أجابوا الرسل في التوحيد ؟ ولنسئلن المرسلين [ آية : ٦ ] ماذا أجيبوا في التوحيد ؟

٧

الأعراف : ٧ فلنقصن عليهم بعلم . . . . .

 فلنقصن عليهم أعمالهم بعلم وما كنا غائبين [ آية : ٧ ] عن أعمالهم ، يعني عنهم في الدنيا .

٨

الأعراف : ٨ والوزن يومئذ الحق . . . . .

 والوزن يومئذ الحق ، يقول : وزن الأعمال يومئذ العدل في الآخرة فمن ثقلت موازينه من المؤمنين وزن ذرة على سيئاته فأولئك هم المفلحون [ آية : ٨ ] .

٩

الأعراف : ٩ ومن خفت موازينه . . . . .

 ومن خفت موازينه ، يعني الكفار فأولئك الذين خسروا أنفسهم ، يعني غبنوا أنفسهم ، فصاروا إلى النار . بما كانوا بآياتنا يظلمون [ آية : ٩ ] ، يعني بالقرآن يجحدون بأنه ليس من اللّه .

١٠

الأعراف : ١٠ ولقد مكناكم في . . . . .

 ولقد مكناكم في الأرض ، يقول : ولقد أعطيناكم يا أهل مكة من الخير

والتمكين في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش من الرزق لتشكروه فتوحدوه ، فلم

تفعلوا ، فأخبر عنهم ، فقال : قليلا ما تشكرون [ آية : ١٠ ] ، يعني بالقليل أنهم لا

يشكرون رب هذه النعم فيوحدونه .

١١

الأعراف : ١١ ولقد خلقناكم ثم . . . . .

 ولقد خلقناكم ، يعني آدم ، عليه السلام ثم صورناكم ، يعني ذرية آدم ،

ذكرا وأنثى ، وأبيض وأسود ، سويا وغير سوي ثم قلنا للملائكة الذين هم في

الأرض ، ومنهم إبليس عدو اللّه : اسجدوا لآدم فسجدوا له ، ثم استثنى ، فقال :

 إلا إبليس لم يكن من الساجدين [ آية : ١١ ] لآدم مع الملائكة .

١٢

الأعراف : ١٢ قال ما منعك . . . . .

 قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين [ آية :

١٢ ] ، والنار تغلب الطين .

١٣

الأعراف : ١٣ قال فاهبط منها . . . . .

 قال فاهبط منها ، قال : اخرج من صورة الملائكة إلى صورة الدمامة ، فأخرج من

الجنة يا إبليس فما يكون لك أن تتكبر فيها ، فما ينبغي لك ان تتعظم فيها ، يعني في

الجنة فأخرج منها إنك من الصاغرين [ آية : ١٣ ] ، يعني من المذلين .

١٤

الأعراف : ١٤ قال أنظرني إلى . . . . .

 قال إبليس لربه : أنظرني إلى يوم يبعثون [ آية : ١٤ ] ، يعني النفخة الآخرة ،

يوم يبعث آدم ، عليه السلام ، وذريته .

١٥

الأعراف : ١٥ قال إنك من . . . . .

 قال اللّه : إنك من المنظرين [ آية : ١٥ ] ، فلا تموت إلى يوم الوقت المعلوم ،

يعني أجلا معلوما ، وهي النفخة الأولى ،

١٦

الأعراف : ١٦ قال فبما أغويتني . . . . .

 قال فبما أغويتني ، قال : اما إذ أضللتني .

 لأقعدن لهم صراطك المستقيم [ آية : ١٦ ] ، يعني لأصدنهم عن دينك المستقيم ، يعني

الإسلام .

١٧

الأعراف : ١٧ ثم لآتينهم من . . . . .

 ثم لآتينهم من بين أيديهم ، من قبل الآخرة ، فأزين لهم التكذيب بالبعث ، وبالجنة ،

وبالنار ومن خلفهم ، يعني من قبل الدنيا ، فأزينها في أعينهم ، وأرغبهم فيها ، ولا

يعطون فيها حقا وعن أيمانهم ، يعن من قبل دينهم ، فإن كانوا على هدى شبهته ،

عليهم حتى يشكوا فيها ، وإن كانوا على ضلالة زينتها لهم وعن شمائلهم ، يعني من

قبل الشهوات واللذات من المعاصي وأشهيها إليهم ولا تجد أكثرهم شاكرين [ آية :

١٧ ] ، لنعمتك ، فلا يوحدونك .

١٨

الأعراف : ١٨ قال اخرج منها . . . . .

 قال له : اخرج منها يعني من الجنة مذءوما منفيا مدحورا ،

يعني مطرودا لمن تبعك منهم على دينك لأملأن جهنم منكم أجمعين [ آية : ١٨ ] ،

يعني إبليس وذريته وكفار ذرية آدم منهم جميعا .

١٩

الأعراف : ١٩ ويا آدم اسكن . . . . .

 ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، في التقديم فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ، وهي السنبلة الحنطة ، و  هي الشجرة التي تحتك بها الملائكة للخلود ،

 فتكونا من الظالمين [ آية : ١٩ ] لأنفسكم .

٢٠

الأعراف : ٢٠ فوسوس لهما الشيطان . . . . .

 فوسوس لهما الشيطان ، يعني إبليس وحده ليبدي لهما ما ووري عنهما ، يعني ما

غطى عنهما من سوءاتهما ، يعني ليظهر لهما عورتهما وقال إبليس لهما :

إني خلقت قبلكما ، وإني أعلم منكما ، فأطيعاني ترشدا ، وقال لهما : ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين [ آية : ٢٠ ] ، يقول : إن لم تكونا

ملكين ، كنتما من الخالدين لا تموتان .

٢١

الأعراف : ٢١ وقاسمهما إني لكما . . . . .

 وقاسمهما ، يعني حلف باللّه لهما إني لكما لمن الناصحين [ آية : ٢١ ] إنها

شجرة الخلد ، من أكل منها لم يمت ، فكان إبليس أول من يحلف باللّه كاذبا .

٢٢

الأعراف : ٢٢ فدلاهما بغرور فلما . . . . .

 فدلاهما بغرور ، يعني زين لهما الباطل ، ل

قوله : تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ، وحلف على قوله ، فغرهما بهذه اليمين فلما ذاقا الشجرة بدت لهما

سوءاتهما ، يعني ظهرت لهما عوراتهما وطفقا يخصفان عليهما ، يقول : أخذا

يغطيان عوراتهما من ورق الجنة ، يعني ورق التين الذي في الجنة وناداهما ربهما ، يقول : وقال لهما ربهما يوحي إليهما : ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل

لكما ، يعني آدم وحواء : إن الشيطان ، يعني إبليس لكما عدو مبين [ آية :

٢٢ ]

٢٣

الأعراف : ٢٣ قالا ربنا ظلمنا . . . . .

 قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا  ذنوبنا وترحمنا وتتجاوز عنا ،

 لنكونن من الخاسرين [ آية : ٢٣ ] في العقوبة ، فتاب آدم ، عليه السلام ، يوم عاشوراء

يوم الجمعة ، فتاب اللّه عليه .

٢٤

الأعراف : ٢٤ قال اهبطوا بعضكم . . . . .

وأوحى إليهما : قال اهبطوا من الجنة ، آدم ، وحواء ، وإبليس ، والحية بعضكم

لبعض عدو ، يقول : إبليس لهما عدو ، وهما إبليس عدو ولكم في الأرض مستقر

ومتاع إلى حين [ آية : ٢٤ ] ، يعني إلى منتهى آجالكم ، وإبليس في النفخة الأولى .

٢٥

الأعراف : ٢٥ قال فيها تحيون . . . . .

 قال فيها تحيون ، يعني في الأرض وفيها تموتون عند منتهى آجالكم ومنها تخرجون [ آية : ٢٥ ] يوم القيامة .

٢٦

الأعراف : ٢٦ يا بني آدم . . . . .

 يا بني آدم ، نزلت في ثقيف ، وبني عامر بن صعصعة ، وخزاعة ، وبنى مدلج ،

وعامر والحارث ابنى عبد مناة ،   لا نطوف بالبيت الحرام في الثياب التي تفرق

فيها الذنوب ، ولا يضربون على أنفسهم خباء من وبر ، ولا صوف ، ولا شعر ، ولا آدم ،

فكانوا يطوفون بالبيت عراة ، ونساءهم يطفن بالليل ، فأنزل اللّه : يا بني آدم قد أنزلنا

عليكم لباسا ، يقول : من أمرى كان اللباس في الأرض يواري سوءاتكم ، يعني

يغطي عوراتكم وريشا ، يعني المال ولباس التقوى ، يعني من العمل

الصالح ذلك خير ، يقول : العمل الصالح خير من الثياب والمال ، ثم قال :

 ذلك الثياب والمال من آيات اللّه ومن صنعه لعلهم ، يعني لكي

 يذكرون [ آية : ٢٦ ] فيعتبروا في صنعه فيوحدوه .

٢٧

الأعراف : ٢٧ يا بني آدم . . . . .

ثم قال : يا بني آدم ، يعنيهم لا يفتننكم الشيطان في دينكم أمر الثياب ،

فيدعها عنكم فتبدى عوراتكم كما أخرج أبويكم ، يعني كما فعل بأبويكم آدم

وحواء ، فأخرجهما من الجنة ، وبدت عورتهما ، فذلك

قوله : ينزع عنهما لباسهما ، يعني ثيابهما ليريهما سوءاتهما ، يعني عوراتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ، يقول : يراكم إبليس وجنوده من الشياطين من حيث لا

ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون [ آية : ٢٧ ] ، يعني لا يصدقون .

٢٨

الأعراف : ٢٨ وإذا فعلوا فاحشة . . . . .

ثم قال : وإذا فعلوا فاحشة ، يعني معصية فيما حرموا من الحرث ، والأنعام ،

والثياب ، والألبان ، فنهوا عن تحريم ذلك قالوا وجدنا عليها ءاباءنا واللّه أمرنا بها ،

يعني بتحريم ذلك ، ثم قال : قل يا محمد : إن اللّه لا يأمر بالفحشاء ، يعني

بالمعاصي فيحرم ذلك ، وقل لهم : أتقولون على اللّه ربكم إنه حرم عليكم ما لا تعلمون [ آية : ٢٨ ] إنه حرمة .

الأعراف : ٢٩ قل أمر ربي . . . . .

و قل لهم : أمر ربي بالقسط ، يعني بالعدل وأقيموا وجوهكم ، يعني

وأمر ربي أن تقيموا وجوهكم ، يعني إلى القبلة عند كل مسجد في بيعة أو

كنيسة أو غيرها ، فصلوا قبل الكعبة ، وأمرهم بالصلاة والتوحيد ، فذلك

قوله : وادعوه مخلصين يعني موحدين له الدين كما بدأكم تعودون [ آية : ٢٩ ] ، يعني كما

خلقكم سعداء وأشقياء كذلك تعودون .

٣٠

الأعراف : ٣٠ فريقا هدى وفريقا . . . . .

 فريقا هدى لدينه وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء

يعني أربابا من دون اللّه ويحسبون أنهم مهتدون [ آية : ٣٠ ] ، أنهم على الهدى .

٣١

الأعراف : ٣١ يا بني آدم . . . . .

ثم قال يعنيهم : يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد في كنيسة ، أو بيعة ، أو

غيرها وكلوا من الحرث والأنعام واشربوا من الألبان ولا تسرفوا ،

يقول : ولا تشركوا الآلهة في تحريم الحرث ، والأنعام ، والثياب ، والألبان ، مما هو حل

لكم إنه لا يحب المسرفين [ آية ٣١ ] ، يعني المشركين .

٣٢

الأعراف : ٣٢ قل من حرم . . . . .

 قل لهم : من حرم زينة اللّه ، يعني الثياب التي أخرج لعباده والطيبات ،

يعني الحلال من الرزق ، يعني الحرث ، والأنعام ، والألبان قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ، يقول : أشرك في الطيبات في الدنيا المؤمن والكافر ،

وهي خالصة للمؤمنين يوم القيامة كذلك نفصل ، يقول : هكذا نبين الآيات ،

يعني أمور ما ذكر في هذه الآية لقوم يعلمون [ آية : ٣٢ ] بتوحيد اللّه .

٣٣

الأعراف : ٣٣ قل إنما حرم . . . . .

ثم أخبرهم بما حرم اللّه ، فقال : قل إنما حرم ربي الفواحش يعني الزنا ما ظهر منها ، يعني العلانية وما بطن في السر وكانوا يتكرمون عن الزنا في العلانية ،

ويفعلوه في السر ، وحرم شرب الخمر والإثم والمعاصي والبغي ، يعني ظلم

الناس بغير الحق ، إلا أن يقتص منه بحق و حرم وأن تشركوا باللّه ما لم ينزل به سلطانا ، يعني كتابا فيه حجتكم بأن معه شريكا و حرم وأن تقولوا على اللّه بأنه حرم الحرث ، والأنعام ، والألبان ، والثياب ما لا تعلمون [ آية : ٣٣ ] أنه

حرمه .

٣٤

الأعراف : ٣٤ ولكل أمة أجل . . . . .

ثم خوفهم بالعذاب ، فقال : ولكل أمة أجل العذاب فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون [ آية : ٣٤ ] ، يقول : لا يتأخرون ولا يتقدمون حتى

يعذبوا ، وذلك حين سألوا النبي صلى اللّه عليه وسلم عن العذاب .

٣٥

الأعراف : ٣٥ يا بني آدم . . . . .

ثم قال : يا بني آدم ، يعني مشركي العرب أما فإن يأتينكم رسل منكم

محمد صلى اللّه عليه وسلم وحده يقصون عليكم آياتي ، يعني يتلون عليكم القرآن فمن اتقى

الشرك وأصلح العمل وآمن باللّه فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون [ آية : ٣٥ ] من

الموت .

٣٦

الأعراف : ٣٦ والذين كذبوا بآياتنا . . . . .

 والذين كذبوا بآياتنا ، يعني بالقرآن أنه ليس من اللّه واستكبروا عنها ،

وتكبروا عن الإيمان بآيات القرآن أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [ آية :

٣٦ ] .

٣٧

الأعراف : ٣٧ فمن أظلم ممن . . . . .

 فمن أظلم ، يعني فلا أحد أظلم ممن افترى على اللّه كذبا بأن معه شريكا

وأنه أمر بتحريم الحرث ، والأنعام ، والألبان ، والثياب أو كذب بآياته ، يعني

بآيات القرآن أولئك ينالهم نصيبهم ، يعني حظهم من الكتاب ، وذلك أن اللّه

قال في الكتب كلها : إنه من افترى على اللّه كذبا ، فإنه يسود وجهه ، فهذا ينالهم في

الآخرة ، نظيرها في الزمر : ترى الذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودة [ الزمر :

٦٠ ، وقال : حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم ، يعني ملك الموت وحده ، ثم قالت لهم

خزنة جهنم قبل دخول النار في الآخرة : قالوا أين ما كنتم تدعون ، يعني تعبدون ،

 من دون اللّه من الآلهة ، هل يمنعونكم من النار قالوا ضلوا عنا ، يعني ضلت

الآلهة عنا ، يقول اللّه : وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين [ آية : ٣٧ ] ، وذلك حين

  واللّه ربنا ما كنا مشركين [ الأنعام : ٢٣ ] ، فشهدت عليهم الجوارح بما

كتمت الألسن من الشرك والكفر ، نظيرها في الأنعام .

٣٨

الأعراف : ٣٨ قال ادخلوا في . . . . .

 قال ، أي قالت الخزنة : ادخلوا النار في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة النار لعنت أختها ، لعنت أهل ملتهم يلعن المشركون

المشركين ، ويلعن اليهود اليهود ، ويلعن النصارى النصارى ، ويلعن المجوس المجوس ، ويلعن

الصابئون الصابئين ، ويلعن الأتباع القادة ، يقولون : لعنكم اللّه أنتم ألقيتمونا في هذا

الملقى حين أطعناكم ، يقولون : حتى إذا اداركوا فيها ، يعني حتى إذا اجتمعوا

في النار جميعا القادة ، والأتباع ، وقد دخلت القادة والأتباع قالت أخراهم

دخولا النار وهم الأتباع  لأولاهم دخولا النار ، وهم القادة ربنا هؤلاء

القادة أضلونا عن الهدى فآتهم عذابا ضعفا ، يعني أعطهم عذابا مضاعفا

 من النار  قال يقول اللّه : لكل ، يعني الأتباع والقادة ضعف

يضاعف العذاب ولكن لا تعلمون [ آية : ٣٨ ] .

٣٩

الأعراف : ٣٩ وقالت أولاهم لأخراهم . . . . .

 وقالت أولاهم دخولا النار ، وهم القادة لأخراهم دخولا النار ، وهم

الأتباع فما كان لكم علينا من فضل في شيء ، فقد ضللتم كما ضللنا فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون [ آية : ٣٩ ] ، يعني تقولون من الشرك والتكذيب .

٤٠

الأعراف : ٤٠ إن الذين كذبوا . . . . .

 إن الذين كذبوا بآياتنا ، يعني القرآن واستكبروا عنها ، يعني وتكبروا عن

الإيمان بآيات القرآن لا تفتح لهم ، يعني لأرواحهم ولا لأعمالهم أبواب السماء ،

كما تفتح أبواب السماء لأرواح المؤمنين ولأعمالهم إذا ماتوا ، ثم قال : ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، يقول : حتى يدخل البعير في خرق الإبرة ،

 وكذلك ، يعني وهكذا نجزي المجرمين [ آية : ٤٠ ] لا يدخلون الجنة .

٤١

الأعراف : ٤١ لهم من جهنم . . . . .

ثم ذكر ما أعد لهم في النار ، فقال : لهم من جهنم مهاد ، يعني فراش من نار ،

 ومن فوقهم غواش ، يعني لحفا ، يعني ظللا من النار ، وذلك قوله في الزمر : لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل [ الزمر : ١٦ ] ، يقول : وكذلك ، يعني

وهكذا نجزي الظالمين [ آية : ٤١ ] جهنم ، وما فيها من العذاب .

٤٢

الأعراف : ٤٢ والذين آمنوا وعملوا . . . . .

ثم ذكر المؤمنين ، فقال : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها ، يقول : لا نكلفها من العمل إلا ما تطيق أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون [ آية : ٤٢ ] لا يموتون .

٤٣

الأعراف : ٤٣ ونزعنا ما في . . . . .

ثم أخبر عنهم ، فقال : ونزعنا ما في صدورهم من غل ، يعني ما كان في الدنيا في

قلوبهم من غش ، يعني بعضهم لبعض ، وذلك أن أهل الجنة إذا هم بشجرة ينبع من

ساقها عينان ، فيميلون إلى

أحدهما فيشربون منها ، فيخرج اللّه ما كان في أجوافهم من

غل أو أقذار ، فيطهر اللّه أجوافهم وسقاهم ربهم شرابا طهورا [ الإنسان : ٢١ ] ،

ثم يميلون إلى العين الأخرى ، فيغتسلون فيها ، فيطيب اللّه أجسادهم من كل درن ،

وجرت عليهم النظرة ، فلا تشعث رءوسهم ، ولا تغبر وجوههم ، ولا تشحب

أجسادهم ، ثم تتلقاهم خزنة الجنة قبل أن يدخلوا الجنة ، فينادونهم ، يعني قالوا لهم :

 أن تلكم الجنة أورثتموها ، يقول : هاكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ، فلما استقروا في منازلهم تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد للّه الذي هدانا لهذا ، أي للإسلام ولهذا الخير وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه لدينه ، ما

كنا لنهتدي في التقديم لقد جاءت رسل ربنا بالحق ، بأن هذا اليوم حق فصدقناهم ،

 ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون [ آية : ٤٤ ] .

٤٤

الأعراف : ٤٤ ونادى أصحاب الجنة . . . . .

 ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا من الخير والثواب في

الدنيا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا في الدنيا من العذاب قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم ، وهو مالك ينادي : أن لعنة اللّه على الظالمين [ آية : ٤٩ ] يعني عذاب اللّه

على المشركين .

٤٥

الأعراف : ٤٥ الذين يصدون عن . . . . .

ثم نعت أعمالهم الخبيئة ، فقال : الذين يصدون عن سبيل اللّه ، يعني دين الإسلام ،

 ويبغونها عوجا ، ويريدون بملة الإسلام زيفا وهم بالآخرة ، يعني بالبعث الذي فيه

جزاء الأعمال كافرون [ آية : ٤٥ ] .

٤٦

الأعراف : ٤٦ وبينهما حجاب وعلى . . . . .

ثم قال : وبينهما حجاب ، يقول : بين الجنة والنار سور وعلى الأعراف ، يعني

على السور رجال رجال يعرفون كلا من الفريقين بسيماهم ، يعرفون أهل الجنة

ببياض في الوجوه ، وأهل النار بسواد الوجوه ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم ،

يسلم أصحاب الأعراف على أهل الجنة ، يقول اللّه : لم يدخلوها ، يعني أصحاب

الأعراف لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون [ آية : ٤٦ ] في دخولها ، وإنما طمعوا في

دخول الجنة من أجل النور الذي بين أيديهم وعلى أقدامهم مثل السراج .

٤٧

الأعراف : ٤٧ وإذا صرفت أبصارهم . . . . .

ثم قال : وإذا صرفت أبصارهم ، يعني قلبت وجوههم تلقاء أصحاب النار ،

يقول : وإذا نظر أصحاب الأعراف قبل أهل النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

[ آية : ٤٧ ] ، يعني مع المشركين في النار .

٤٨

الأعراف : ٤٨ ونادى أصحاب الأعراف . . . . .

 ونادى أصحاب الأعراف رجالا ، هم في النار يعرفونهم بسيماهم ، يعني بسواد

الوجوه من القادة والكبراء قالوا ما أغنى عنكم جمعكم في الدنيا وما كنتم تستكبرون [ آية : ٤٨ ] ، يعني وما أغنى عنكم ما كنتم تستكبرون عن الإيمان ، فأقسم

أهل النار أن أهل الأعراف سيدخلون النار معهم .

٤٩

الأعراف : ٤٩ أهؤلاء الذين أقسمتم . . . . .

قالت الملائكة الذين حبسوا أصحاب الأعراف على الصراط : أهؤلاء ، يعني

أصحاب الأعراف الذين أقسمتم يا أهل النار أنهم لا ينالهم اللّه برحمة ، ثم

قالت الملائكة : يا أصحاب الأعراف ادخلوا الجنة لا خوف عليكم من العذاب ،

 ولا أنتم تحزنون [ آية : ٤٩ ] من الموت . فقال مقاتل : إن أصحاب الأعراف من

أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم خاصة ، وهم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم ، فحسبوا على الصراط من

أجل ذنوبهم ، ثم دخلوا الجنة بعد ذلك بشفاعة محمد صلى اللّه عليه وسلم .

٥٠

الأعراف : ٥٠ ونادى أصحاب النار . . . . .

 ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء ، يقول : اسقونا من الماء

نشرب أو أطعمونا مما رزقكم اللّه من الطعام نأكل ، فإن فينا معارفكم

وفيكم معارفنا ، فرد عليهم أهل الجنة قالوا إن اللّه حرمهما ، يعني الطعام

والشراب على الكافرين [ آية : ٥٠ ] ، وذلك أن اللّه عز وجل رفع أهل الجنة لأهل

النار ، فرأوا ما فيهما من الخير والرزق ، فنادوا عند ذلك : أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللّه من الشراب والطعام ، قال لهم أهل الجنة : إن اللّه حرمهما على الكافرين .

٥١

الأعراف : ٥١ الذين اتخذوا دينهم . . . . .

فقال : الذين اتخذوا دينهم الإسلام لهوا ولعبا ، يعني لهوا

عنه ، ولعبا يعني باطلا ، ودخلوا في غير دين الإسلام وغرتهم الحياة الدنيا عن

دينهم الإسلام فاليوم في الآخرة ننساهم كما نسوا ، يقول : فاليوم في

الآخرة نتركهم في النار ، كما تركوا الإيمان لقاء يومهم هذا ، يعني بالبعث ،

 وما كانوا بآياتنا ، يعني بالقرآن يجحدون [ آية : ٥١ ] بأنه ليس من اللّه .

٥٢

الأعراف : ٥٢ ولقد جئناهم بكتاب . . . . .

 ولقد جئناهم بكتاب فصلناه ، يعني بيناه على علم ، وهو القرآن هدى

من الضلالة ورحمة من العذاب لقوم يؤمنون [ آية : ٥٢ ] ، يعني يصدقون

بالقرآن بأنه من اللّه .

٥٣

الأعراف : ٥٣ هل ينظرون إلا . . . . .

ثم رجع في التقديم إلى الذين جحدوا بالقرآن ، فقال : هل ينظرون ، يخوفهم ،

 إلا تأويله يوم يأتي تأويله ، يعني العاقبة ، ما وعد اللّه في القرآن من الوعد والوعيد ،

والخير والشر ، على ألسنة الرسل يقول الذين نسوه من قبل ، يعني يقول في

الآخرة الذين تركوا الإيمان في الدنيا بالبعث ، فإذا ذكروه ، وعاينوا قول الرسل ،  

 قد جاءت رسل ربنا بالحق ، بأن هذا اليوم كائن ، وهو حق فهل لنا من شفعاء

من الملائكة والنبيين وغيرها فيشفعوا لنا أو نرد إلى الدنيا فنعمل من الخير

 غير الذي كنا نعمل من الشر ، يعني الشرك والتكذيب ، يقول اللّه قد خسروا

أنفسهم ، يقول : قد غبنوا أنفسهم ، فساروا إلى النار وضل عنهم  في الآخرة ما

كانوا يفترون [ آية : ٥٣ ] في الدنيا من التكذيب .

٥٤

الأعراف : ٥٤ إن ربكم اللّه . . . . .

 إن ربكم اللّه الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش  قبل ذلك يغشى اليل النهار ، يقول : يغشى ظلمة الليل ضوء النهار يطلبه

حثيثا ، يعني سريعا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره لبني آدم ألا له

الخلق ، يعني كل شيء خلق والأمر ، يعني قضاءه في الخلق الذي في اللوح

المحفوظ ، فله المشيئة في الخلق والأمر تبارك اللّه رب العالمين [ آية : ٥٤ ] ، فيخبر

بعظمته وقدرته .

٥٥

الأعراف : ٥٥ ادعوا ربكم تضرعا . . . . .

ثم بين كيف يدعونه ، فقال : ادعوا ربكم تضرعا ، يعني مستكينين ،

 وخفية ، يعني في خفض وسكون ، ك

قوله : ولا تخافت بها [ الإسراء :

١١٠ ] ، يعني تسر بها ، فادعوه في حاجتكم ولا تدعوه فيما لا يحل لكم على مؤمن أو

مؤمنة ، تقول : اللّهم اخزه والعنه ، اللّهم أهلكه ، أو افعل به كذا وكذا ، فذلك عدوان ،

 إنه  اللّه لا يحب المعتدين [ آية : ٥٥ ] .

٥٦

الأعراف : ٥٦ ولا تفسدوا في . . . . .

 ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، وذلك أن اللّه بعث نبيا إلى الناس

فأطاعوه ، صلحت الأرض وصلح أهلها ، وأن المعاصي فساد المعيشة ، وهلاك أهلها ،

يقول : لا تعملوا في الأرض بالمعاصي بعد الطاعة وادعوه خوفا من عذابه ،

 وطمعا في رحمته ، فمن فعل ذلك وهو محسن ، فذلك

قوله : إن رحمت اللّه قريب

من المحسنين [ آية : ٥٦ ] ، يعني بالرحمة المطر ، يقول : الرحمة لهم .

٥٧

الأعراف : ٥٧ وهو الذي يرسل . . . . .

 وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ، يقول : الرياح نشرا

للسحاب . ك

قوله : يرسل الرياح فتثير سحابا [ الروم : ٤٨ ] ، يسير السحاب قدام

الرياح حتى إذا أقلت ، يعني إذا حملت الريح سحابا ثقالا من الماء سقناه لبلد ميت ، ليس فيه نبات فأنزلنا به الماء فأخرجنا به بالماء من الأرض من كل الثمرات كذلك ، يعني هكذا نخرج ، يخرج اللّه الموتى من الأرض

بالماء ، كما أخرج النبات من الأرض بالماء لعلكم ، يعني لكي تذكرون

[ آية : ٥٧ ] فتعتبروا في البعث أنه كائن ، نظيرها في الروم والملائكة .

٥٨

الأعراف : ٥٨ والبلد الطيب يخرج . . . . .

ثم ضرب مثلا للمؤمنين والكفار ، فقال : والبلد الطيب ، يعني الأرض العذبة إذا

مطرت يخرج نباته بإذن ربه ، فينتفع به كما ينفع المطر البلد الطيب فينبت ، ثم

ذكر الكافر ، فقال : والذي خبث من البلد ، يعني من الأرض السبخة أصابها المطر ،

فلم ينبت لا يخرج إلا نكدا ، يعني إلا عسرا رقيقا يبس مكانه ، فلم ينتفع به ،

فهكذا الكافر يسمع الإيمان ولا ينطق به ولا ينفعه ، كما لا ينفع هذا النبات الذي يخرج

رقيقا فييبس مكانه كذلك ، يعني هكذا نصرف الآيات في أمور شتى لما

ذكره في هاتين الآيتين لقوم يشكرون [ آية : ٥٨ ] ، يعني يوحدون ربهم .

٥٩

الأعراف : ٥٩ لقد أرسلنا نوحا . . . . .

 لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا اللّه ، يعني وحدوا اللّه ما لكم من إله غيره ، يقول : ليس لكم رب غيره ، فإن لم تعبدوه إني أخاف عليكم في

الدنيا عذاب يوم عظيم [ آية : ٥٩ ] لشدته .

٦٠

الأعراف : ٦٠ قال الملأ من . . . . .

 قال الملأ من قومه ، وهم القادة والكبراء لنوح : إنا لنراك في ضلال مبين

[ آية : ٦٠ ] .

٦١

الأعراف : ٦١ قال يا قوم . . . . .

 قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين [ آية : ٦١ ] إليكم .

٦٢

الأعراف : ٦٢ أبلغكم رسالات ربي . . . . .

 أبلغكم رسالات ربي في نزول العذاب بكم في الدنيا وأنصح لكم فيها

وأحذركم من عذابه في الدنيا وأعلم من اللّه في نزول العذاب بكم ما لا تعلمون [ آية : ٦٢ ] أنتم .

وذلك أن قوم نوح لم يسمعوا بقوم قط عذبوا ، وقد سمعت الأمم بعدهم بنزول

العذاب على قوم نوح ، ألا ترى أن هودا قال لقومه : واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح [ الأعراف : ٦٩ ] ، وقال صالح لقومه : واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد هلاك عاد [ الأعراف : ٧٤ ] ، وحذر شعيب قومه ، فقال : أن يصيبكم من العذاب مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم

لوط منكم ببعيد [ هود : ٨٩ ] ، فمن ثم قال نوح لقومه : أعلم ما لا تعلمون .

٦٣

الأعراف : ٦٣ أوعجبتم أن جاءكم . . . . .

فقال بعضهم لبعض ، الكبراء للضعفاء : ما هذا إلا بشر مثلكم ، أفتتبعونه ؟ فرد عليهم

نوح : أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم ، يعني بيان من ربكم على رجل منكم ، يعني نفسه لينذركم العذاب في الدنيا ولتتقوا الشرك وتوحدوا

ربكم ولعلكم ، يعني لكي ترحمون [ آية : ٦٣ ] ، فلا تعذبوا .

٦٤

الأعراف : ٦٤ فكذبوه فأنجيناه والذين . . . . .

 فكذبوه في العذاب أنه ليس بنازل بنا ، يقول اللّه : فأنجيناه ، يعني نوحا ،

 والذين معه من المؤمنين ، في الفلك ر ، يعني السفينة من الغرق برحمة منا ،

 وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ، يعني نزول العذاب إنهم كانوا قوما عمين

[ آية : ٦٤ ] ، عموا عن نزول العذاب بهم ، وهو الغرق .

٦٥

الأعراف : ٦٥ وإلى عاد أخاهم . . . . .

 و أرسلنا وإلى عاد أخاهم هودا ، ليس بأخيهم في الدين ، ولكن أخوهم في

النسب قال يا قوم اعبدوا اللّه ، يعني وحدوا اللّه ما لكم من إله غيره ، يقول :

ما لكم رب غيره أفلا تتقون [ آية : ٦٥ ] ، يعني الشرك ، أفلا توحدون ربكم .

٦٦

الأعراف : ٦٦ قال الملأ الذين . . . . .

 قال الملأ الذين كفروا من قومه ، وهم الكبراء لهود والقادة : إنا لنراك في سفاهة ، يعني في حمق وإنا لنظنك ، يعني لنحسبك من الكاذبين

[ آية : ٦٦ ] فيما تقول في نزول العذاب بنا .

٦٧

الأعراف : ٦٧ قال يا قوم . . . . .

 قال يا قوم ليس بي سفاهة ، يعني حمق ولكني رسول من رب العالمين

[ آية : ٦٧ ] إليكم .

٦٨

الأعراف : ٦٨ أبلغكم رسالات ربي . . . . .

 أبلغكم رسالات ربي في نزول العذاب بكم في الدنيا وأنا لكم ناصح فيما

أحذركم من عذابه امين [ آية : ٦٨ ] فيما بيني وبينكم .

٦٩

الأعراف : ٦٩ أوعجبتم أن جاءكم . . . . .

فقال الكبراء للضعفاء : ما هذا إلا بشر مثلكم ، أفتتبعونه ؟ فرد عليهم هود : أو

عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم ، يعني بيان من ربكم على رجل منكم ، يعني

نفسه لينذركم العذاب في الدنيا واذكروا إذ جعلكم خلفاء في

الأرض من بعد هلاك قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة على غيركم ، كان

طول كل رجل منهم اثنى عشر ذراعا ونصفا فاذكروا آلاء اللّه ، يعني نعم اللّه

فوحدوه لعلكم ، يعني لكي تفلحون [ آية : ٦٩ ] ولا تعبدوا غيره .

٧٠

الأعراف : ٧٠ قالوا أجئتنا لنعبد . . . . .

 قالوا أجئتنا لنعبد اللّه وحده ونذر عبادة ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقين [ آية : ٧٠ ] إن العذاب نازل بنا .

٧١

الأعراف : ٧١ قال قد وقع . . . . .

 قال هود : قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ، يعني إثم وعذاب ،

 أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم إنها آلهة ما نزل اللّه بها من

سلطان ، يعني من كتاب لكم فيه حجة بأن معه شريكا فانتظروا العذاب

 إني معكم من المنتظرين [ آية : ٧١ ] بكم العذاب .

٧٢

الأعراف : ٧٢ فأنجيناه والذين معه . . . . .

 فأنجيناه ، يعني هودا والذين معه  من المؤمنين برحمة منا ، يعني

بنعمة منا من العذاب وقطعنا دابر ، يعني أصل القوم الذين كذبوا بآياتنا ،

يعني بنزول العذاب وما كانوا مؤمنين [ آية : ٧٢ ] ، يعني مصدقين بالعذاب أنه

نازل بهم ، وهي الريح .

٧٣

الأعراف : ٧٣ وإلى ثمود أخاهم . . . . .

ثم ذكر اللّه ثمود قوم صالح ، فقال : و  أرسلنا وإلى ثمود أخاهم صالحا ،

ليس بأخيهم في الدين ، ولكن أخوهم في النسب قال يا قوم اعبدوا اللّه ، يعني

وحدوا اللّه ما لكم من إله غيره ، يقول : ليس لكم رب غيره قد

جاءتكم بينة من ربكم ، يعني بالبينة الناقة ، فقال : هذه ناقة اللّه لكم

آية ، لتعتبروا فتوحدوا ربكم ، وكانت من غير نسل ، وكان الفصيل من نسل ،

 فذروها تأكل في أرض اللّه ، يقول : خلوا عنها فلتأكل حيث شاءت ، ولا تكلفكم

مؤونة ولا تمسوها بسوء ، لا تصيبوها بعقر فيأخذكم ، يعني فيصيبكم

 عذاب أليم [ آية : ٧٣ ] ، يعني وجيع في الدنيا .

٧٤

الأعراف : ٧٤ واذكروا إذ جعلكم . . . . .

 واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد هلاك عاد وبوأكم في الأرض

تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا ، يعني تبنون في الجبال من

الحجارة بيوتا فاذكروا آلاء اللّه ، يعني نعم اللّه في القصور والبيوت فتوحدوه ،

 ولا تعثوا في الأرض مفسدين [ آية : ٧٤ ] ، يعني ولا تسعوا فيها المعاصي .

٧٥

الأعراف : ٧٥ قال الملأ الذين . . . . .

 قال الملأ الذين استكبروا ، يعني الذين تكبروا عن الإيمان ، وهم الكبراء ،

 من قومه ، أي من قوم صالح للذين استضعفوا لمن آمن منهم ، يعني لمن

صدق منهم بالتوحيد أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل

به مؤمنون [ آية : ٧٥ ] .

٧٦

الأعراف : ٧٦ قال الذين استكبروا . . . . .

 قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به ، يعني صدقتم به من العذاب

والتوحيد كافرون [ آية : ٧٦ ] .

٧٧

الأعراف : ٧٧ فعقروا الناقة وعتوا . . . . .

 فعقروا الناقة ليلة الأربعاء وعتوا عن أمر ربهم ، يعني التوحيد ،

 وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا  من العذاب إن كنت من المرسلين [ آية : ٧٧ ]

الذادقين بأن العذاب نازل بنا .

٧٨

الأعراف : ٧٨ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا . . . . .

 فأخذتهم الرجفة ، يعني فأصابهم العذاب بكرة السبت من صيحة جبريل ، عليه

السلام فأصبحوا في دارهم جاثمين [ آية : ٧٨ ] ، يعني في منازلهم خامدين ، أمواتا .

٧٩

الأعراف : ٧٩ فتولى عنهم وقال . . . . .

 فتولى عنهم ، يعني فأعرض عنهم حين كذبوا بالعذاب وقال يا قوم لقد

أبلغتكم رسالة ربي في نزول العذاب بكم في الدنيا ونصحت لكم فيما

حذرتكم من عذابه ولكن لا تحبون الناصحين [ آية : ٧٩ ] ، يعني نفسه .

٨٠

الأعراف : ٨٠ ولوطا إذ قال . . . . .

 و  أرسلنا ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ، يعني المعصية ، يعني إتيان

الرجال ، وأنتم تبصرون أنها فاحشة . ما سبقكم بها من أحد من العالمين [ آية :

٨٠ ] فيما مضى قبلكم .

٨١

الأعراف : ٨١ إنكم لتأتون الرجال . . . . .

 إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون [ آية :

٨١ ] ، يعني الذنب العظيم .

٨٢

الأعراف : ٨٢ وما كان جواب . . . . .

 وما كان جواب قومه ، أي قوم لوط حين نهاهم عن الفاحشة إلا أن قالوا أخرجوهم ، آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون [ آية : ٨٢ ] ، يعني

لوطا وحده ، يعني يتنزهون عن إتيان الرجال .

٨٣

الأعراف : ٨٣ فأنجيناه وأهله إلا . . . . .

 فأنجيناه وأهله من العذاب إلا امرأته كانت من الغابرين [ آية : ٨٣ ] ،

يعني من الباقين في العذاب .

٨٤

الأعراف : ٨٤ وأمطرنا عليهم مطرا . . . . .

 وأمطرنا عليهم الحجارة من فوقهم مطرا فساء مطر المنذرين

[ الشعراء : ١٧٣ ، النمل : ٥٨ ] ، يعني فبئس مطر الذين أنذروا العذاب فانظر يا

محمد كيف كان عاقبة المجرمين [ آية : ٨٤ ] ، يعني قوم لوط ، كان عاقبتهم

الخسف والحصب بالحجارة .

٨٥

الأعراف : ٨٥ وإلى مدين أخاهم . . . . .

 و أرسلنا وإلى مدين ابن إبراهيم لصلبه ، وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا ، ليس بأخيهم في الدين ، ولكن أخوهم في النسب قال يا قوم اعبدوا اللّه ، يعني وحدوا اللّه ما لكم من إله غيره ، ليس لكم رب غيره قد جاءتكم بينة من ربكم ، يعني بيان من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، يعني لا تنقصوا الناس حقوقهم في نقصان

الكيل والميزان ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، بعد الطاعة في نقصان

الكيل والميزان ، فإن المعاصي فساد المعيشة وهلاك أهلها ذلكم خير لكم ، يعني

وفاء الكيل والميزان خير لكم من النقصان إن كنتم مؤمنين [ آية : ٨٥ ] ،

يقول : إن كنتم آمنتم ، كان في الآخرة خير لكم من نقصان الكيل والميزان في الدنيا ،

نظيرها في هود .

٨٦

الأعراف : ٨٦ ولا تقعدوا بكل . . . . .

 ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ، يعني ولا ترصدوا بكل طريق توعدون

أهل الإيمان بالقتل وتصدون عن سبيل اللّه ، يعني عن دين الإسلام من آمن به ، ، يعني من صدق باللّه وحده لا شريك له وتبغونها عوجا

يعني تريدون بملة الإسلام زيفا واذكروا إذ كنتم قليلا ، عددكم بعد عذاب

الأمم الخالية ، ثم ذكرهم النعم ، فقال : فكثركم ، يعني فكثر عددكم ، ثم

وعظهم وخوفهم بمثل هذاب الأمم الخالية ، فقال : وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين [ آية : ٨٦ ] في الأرض بالمعاصي بعد عذاب قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وقوم

لوط في الدنيا ، نظيرها في هود .

٨٧

الأعراف : ٨٧ وإن كان طائفة . . . . .

 وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به من العذاب وطائفة لم يؤمنوا ، يعني لم يصدقوا بالعذاب فاصبروا حتى يحكم اللّه ، حتى يقضى اللّه

 بيننا في أمر العذاب وهو خير الحاكمين [ آية : ٨٧ ] ، يعني وهو خير

الفاصلين ، فكان قضاؤه نزول العذاب بهم .

٨٨

الأعراف : ٨٨ قال الملأ الذين . . . . .

 قال الملأ الذين استكبروا من قومه ، يعني الذين تكبروا عن الإيمان ، وهم

الكبراء لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ، يعنون

الشرك ، أو لتدخلن في ملتنا قال أولو كنا كارهين [ آية : ٨٨ ] .

٨٩

الأعراف : ٨٩ قد افترينا على . . . . .

ثم قال لهم شعيب : قد افترينا على اللّه كذبا إن عدنا في ملتكم الشرك ، يعني إن

دخلنا في دينكم بعد إذ نجانا اللّه منها ، يقول : بعد إذ لم يجعلنا اللّه من أهل ملتكم

الشرك وما يكون لنا أن نعود فيها ، وما ينبغي لنا أن ندخل في ملتكم الشرك إلا أن يشاء اللّه ربنا ، فيدخلنا في ملتكم وسع ، يعني ملأ ربنا كل شيء علما ،

فعلمه على اللّه توكلنا ، لقولهم لشعيب : لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من

قريتنا ، ثم قال شعيب : ربنا افتح ، يعني اقض بيننا وبين قومنا بالحق ، يعني

بالعدل في نزول العذاب بهم وأنت خير الفاتحين [ آية : ٨٩ ] ، يعني القاضين .

٩٠

الأعراف : ٩٠ وقال الملأ الذين . . . . .

 وقال الملأ الذين كفروا من قومه ، وهم الكبراء للضعفاء لئن اتبعتم شعيبا

على دينه إنكم إذا لخاسرون [ آية : ٩٠ ] ، يعني لعجزه ، نظيرها في يوسف : لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون [ يوسف : ١٤ ] ، يعني لعجزه ظالمون .

٩١

الأعراف : ٩١ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا . . . . .

 فأخذتهم الرجفة ، يعني العذاب فأصبحوا من صيحة جبريل ، عليه السلام ،

 في دارهم ، يعني قريتهم جاثمين [ آية : ٩١ ] ، يعني أمواتا خامدين .

٩٢

الأعراف : ٩٢ الذين كذبوا شعيبا . . . . .

 الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ، يعني كأن لم يكونوا فيها قط الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين [ آية : ٩٢ ] .

٩٣

الأعراف : ٩٣ فتولى عنهم وقال . . . . .

 فتولى عنهم ، يعني فأعرض عنهم حين كذبوا بالعذاب ، نظيرها في هود ،

 وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ، في نزول العذاب بكم في الدنيا ،

 ونصحت لكم فيما حذرتكم من عذابه فكيف آسى ، يقول : فكيف أحزن

بعد الصيحة على قوم كافرين [ آية : ٩٣ ] إذا عذبوا .

٩٤

الأعراف : ٩٤ وما أرسلنا في . . . . .

 وما أرسلنا في قرية من نبي فكذبوه إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء ،

يعني قحط المطر ، فأصابهم البؤس ، وهو الشدة ، والضر يعني البلاء لعلهم ، يعني

لكي يضرعون [ آية : ٩٤ ] إلى ربهم فيوحدونه فيرحمهم .

٩٥

الأعراف : ٩٥ ثم بدلنا مكان . . . . .

 ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة ، يقول : حولنا مكان الشدة الرخاء حتى عفوا ، يقول : حموا وسمتوا ، فلم يشكروا ربهم ، فقالوا من غيرتهم وجهلهم : وقالوا قد مس آباءنا ، يعني أصاب آباءنا الضراء والسراء ، يعني الشدة والرخاء مثل ما

أصابنا ، فلم يك شيئا ، يقول : فأخذناهم بالعذاب بغتة ، فجأة وهم لا يشعرون [ آية : ٩٥ ] أعز ما كانوا حتى ينزل بهم ، وقد أنذرتهم رسلهم العذاب من قبل

أن ينزل بهم ، فذلك

قوله : ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم ، بالشرك ،

 وأهلها غافلون [ الأنعام : ١٣١ ] .

٩٦

الأعراف : ٩٦ ولو أن أهل . . . . .

ثم أخبر عنهم ، فقال : ولو أن أهل القرى التي عذبت آمنوا بتوحيد اللّه ،

 واتقوا الشرك ما قحط عليهم المطر ، و لفتحنا عليهم بركات من السماء ، يعني

المطر والأرض ، يعني النبات ولكن كذبوا فأخذناهم بالعذاب بما كانوا يكسبون [ آية : ٩٦ ] من الشرك والتكذيب .

٩٧

الأعراف : ٩٧ أفأمن أهل القرى . . . . .

 أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى ، يعني عذابنا نهاراً وهم نائمون

[ آية : ٩٧ ] .

٩٨

الأعراف : ٩٨ أو أمن أهل . . . . .

 أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا ، يعني عذابنا ليلا وهم يلعبون [ آية : ٩٨ ] ، يعني لاهون عنه ، نظيرها في طه : وأن يحشر الناس ضحى

[ طه ٥٩ ] ، يعني نهارا .

٩٩

الأعراف : ٩٩ أفأمنوا مكر اللّه . . . . .

 أفأمنوا مكر اللّه فلا يأمن مكر اللّه ، يعني عذاب اللّه إلا القوم الخاسرون [ آية : ٩٩ ] .

١٠٠

الأعراف : ١٠٠ أولم يهد للذين . . . . .

 أو لم يهد للذين يرثون الأرض ، يعني ورثوا الأرض من بعد هلاك

 أهلها أن لو نشاء أصبناهم بعذاب بذنوبهم يخوف كفار مكة ونطبع

على قلوبهم  بالكفر فهم لا يسمعون [ آية : ١٠٠ ] بالإيمان .

١٠١

الأعراف : ١٠١ تلك القرى نقص . . . . .

ثم رجع إلى القرى الخالية التي عذبت ، فقال : تلك القرى نقص عليك من انبائها ،

يعني حديثها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات ، يعني بيان العذاب ، فإنه نازل بهم في

الدنيا ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبر كفار مكة أن العذاب نازل بهم ، فكذبوه بالعذاب ،

فأنزل اللّه : فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ، يقول : فما كان كفار مكة

ليؤمنوا ، يعني ليصدقوا أن العذاب نازل بهم في الدنيا بما كذبت به أوائلهم من الأمم

الخالية من قبل كفار مكة حين أنذرتهم رسلهم العذاب ، يقول اللّه : كذلك يطبع

اللّه ، يعني هكذا يختم اللّه بالكفر على قلوب الكافرين [ آية : ١٠١ ] .

١٠٢

الأعراف : ١٠٢ وما وجدنا لأكثرهم . . . . .

 وما وجدنا لأكثرهم من عهد ، وذلك أن اللّه أخذ ميثاق ذرية آدم على المعرفة ،

فأقروا بذلك ، فلما بلغوا العمل نقضوا العهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين [ آية :

١٠٢ ] .

١٠٣

الأعراف : ١٠٣ ثم بعثنا من . . . . .

 ثم بعثنا من بعدهم ، يعني من بعد الرسل موسى بآياتنا إلى فرعون وملإيه ،

يعني اليد والعصا فظلموا بها ، يعني فجحدوا بالآيات ، و  ليست من اللّه فإنها

سحر فانظر يا محمد كيف كان عاقبة المفسدين [ آية : ١٠٣ ] في

الأرض بالمعاصي ، فكان عاقبتهم الغرق .

١٠٤

الأعراف : ١٠٤ وقال موسى يا . . . . .

 وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين [ آية : ١٠٤ ] .

١٠٥

الأعراف : ١٠٥ حقيق على أن . . . . .

 حقيق على أن لا أقول على اللّه إلا الحق ، فإنه بعثني رسولا قد جئتكم ببينة من ربكم ، يعني اليد والعصا بأنى رسول اللّه فأرسل معي بني إسرائيل [ آية :

١٠٥ ] إلى فلسطين .

١٠٦

الأعراف : ١٠٦ قال إن كنت . . . . .

 قال فرعون : إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين [ آية :

١٠٦ ] ، بأنك رسول رب العالمين ، وفي يد موسى عصا ، فزعم ابن عباس أن ملكا من

الملائكة دفعها إليه حين توجه إلى مدين ، فقال موسى لفرعون : ما هذه بيدي ؟ قال

فرعون : عصا .

١٠٧

الأعراف : ١٠٧ فألقى عصاه فإذا . . . . .

 فألقى موسى عصاه من يده فإذا هي ثعبان مبين [ آية : ١٠٧ ] ،

يعني حية بينة ، فقال فرعون : فهل من آية غيرها ؟ قال : نعم ، فأخرج يده ، وقال لفرعون :

ما هذه ؟ قال : هذه يدك ، فأدخل موسى يده في جيبه وعليه مدرعة من صوف مضرية ،

ثم أخرجها .

١٠٨

الأعراف : ١٠٨ ونزع يده فإذا . . . . .

فذلك

قوله : ونزع يده ، يعني أخرج يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين

[ آية : ١٠٨ ] ، لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر من شدة بياضها .

١٠٩

الأعراف : ١٠٩ قال الملأ من . . . . .

 قال الملأ ، وهم الكبراء من قوم فرعون إن هذا ، يعني موسى لساحر عليم [ آية : ١٠٩ ] ، يعني عالم بالسحر ، وذلك أن فرعون بدأ بهذه المقالة فصدقه

قومه ، نظيرها في الشعراء .

١١٠

الأعراف : ١١٠ يريد أن يخرجكم . . . . .

ثم قال لهم فرعون : يريد أن يخرجكم من أرضكم ، وهي مصر فماذا تأمرون

[ آية : ١١٠ ] ، يعني تشيرون .

١١١

الأعراف : ١١١ قالوا أرجه وأخاه . . . . .

فرد عليه كبراء قومه : قالوا أرجه وأخاه ، يقول : أرجئ أمرهم ، يقول : أوقف

أمرهم حتى ننظر ، في أمرهما وأرسل في المدائن حاشرين [ آية : ١١١ ] .

١١٢

الأعراف : ١١٢ يأتوك بكل ساحر . . . . .

 يأتوك ، يحشرون عليك بكل ساحر عليم [ آية : ١١٢ ] ، يعنون عالم

بالسحر .,

١١٣

الأعراف : ١١٣ وجاء السحرة فرعون . . . . .

 وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا ، يعني جعلا إن كنا نحن الغالبين [ آية : ١١٣ ] لموسى .

١١٤

الأعراف : ١١٤ قال نعم وإنكم . . . . .

 قال فرعون : نعم وإنكم لمن المقربين [ آية : ١١٤ ] ، في المنزلة سوى

العظمة ، كان هذا يوم السبت في المحرم ، والسحرة اثنان وسبعون رجلا .

١١٥

الأعراف : ١١٥ قالوا يا موسى . . . . .

 قالوا يا موسى ، فقالت السحرة لموسى : إما أن تلقي ما في يدك ، يعني

عصاه وإما أن نكون نحن الملقين [ آية : ١١٥ ] ما في أيدينا من الحبال والعصى .

١١٦

الأعراف : ١١٦ قال ألقوا فلما . . . . .

 قال لهم موسى : القوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا الحبال والعصى ،

 سحروا أعين الناس واسترهبوهم ، يعني وخوفوهم وجاؤوا بسحر عظيم

[ آية : ١١٦ ] .

١١٧

الأعراف : ١١٧ وأوحينا إلى موسى . . . . .

 وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك ، فصارت حية فإذا هي تلقف ، يعني

تلقم ما يأفكون [ آية : ١١٧ ] ، يعني ما جاءوا به من الكذب .

١١٨

الأعراف : ١١٨ فوقع الحق وبطل . . . . .

 فوقع الحق ، يعني فظهر الحق بأنه ليس بسحر وبطل ما كانوا يعملون [ آية :

١١٨ ] ، يعني بطل ما كانوا يعملون من السحر .

١١٩

الأعراف : ١١٩ فغلبوا هنالك وانقلبوا . . . . .

 فغلبوا هنالك ، يعني عند ذلك وانقلبوا صاغرين [ آية : ١١٩ ] ، يعني فرجعوا

إلى منازلهم مذلين

١٢٠

الأعراف : ١٢٠ وألقي السحرة ساجدين

 وألقي السحرة ساجدين [ آية : ١٢٠ ] للّه .

١٢١-١٢٢

الأعراف : ١٢١ - ١٢٢ قالوا آمنا برب . . . . .

 قالوا آمنا برب العالمين [ آية : ١٢١ ] ، قال السحرة : آمنا ب رب موسى وهارون [ آية : ١٢٢ ] ، فبهت فرعون لردهم عليه .

١٢٣

الأعراف : ١٢٣ قال فرعون آمنتم . . . . .

و قال فرعون للسحرة آمنتم به ، يعني صدقتم بموسى قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة ، يقول : إن هذا الإيمان لقول قلتموه في المدينة ، يعني

في أهل مصر في متابعتكم إياه ، وذلك أن موسى قال للساحر الأكبر ، واسمه شمعون :

أتؤمن لي إن غلبتك ؟ قال : لآتين بسحر لا يغلبه سحرك ، ولئن غلبتني لأؤمن لك ،

وفرعون ينظر ، فمن ثم قال فرعون : لتخرجوا منها أهلها ، من أرض مصر ، يعني

موسى ، وهارون ، وشمعون رئيس السحرة فسوف تعلمون [ آية : ١٢٣ ] فأوعدهم .

١٢٤

الأعراف : ١٢٤ لأقطعن أيديكم وأرجلكم . . . . .

 لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ، يعني اليد اليمنى والرجل اليسرى ، أو الرجل

اليمنى واليد اليسرى ثم لأصلبنكم أجمعين [ آية : ١٢٤ ] .

١٢٥

الأعراف : ١٢٥ قالوا إنا إلى . . . . .

فرد السحرة على فرعون قالوا إنا إلى ربنا منقلبون [ آية : ١٢٥ ] ، يعني راجعين .

١٢٦

الأعراف : ١٢٦ وما تنقم منا . . . . .

 وما تنقم ، يعني وما نقمت منا إلا أن آمنا بآيات ربنا ، يعني صدقنا

باليد والعصا آيتان من ربنا لما جاءتنا ، ثم   ربنا أفرغ علينا ، يعني ألقى

علينا صبرا عند القطع والصلب وتوفنا مسلمين [ آية : ١٢٦ ] ، يعني مخلصين

للّه حتى لا يردنا البلاء عن ديننا ، فصلبهم فرعون من يومه ، فكانوا أول النهار سحرة

كفاراً ، وآخر النهار شهداء مسلمين لما آمنت السحرة لموسى .

١٢٧

الأعراف : ١٢٧ وقال الملأ من . . . . .

 وقال الملأ ، يعني الأشراف من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ، بنى إسرائيل

قد آمنوا بموسى ليفسدوا في الأرض ، يعني مصر ، يعني بالفساد أن يقتل أبناءكم ،

ويستحيى نساءكم ، يعني ويترك بناتكم كما فعلتم بقومه يفعله بكم ، نظيرها في حم

المؤمن ويذرك وآلهتك ، يعني ويترك عبادتك قال فرعون عند ذلك :

 سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم ، يعني بناتهم وإنا فوقهم قاهرون [ آية : ١٢٧ ]

ثم أمرهم أن يقتلوا أبناء الذين معه ، ويستحيوا نساءهم ، فمنعهم اللّه من قتل الأبناء

حين أغرقهم في البحر ، وكان فرعون قد كلفهم من العمل ما لم يطيقوا ، فمر بهم

موسى ، عليه السلام ،

١٢٨

الأعراف : ١٢٨ قال موسى لقومه . . . . .

ف قال لهم موسى لقومه في التقديم : استعينوا باللّه

على فرعون وقومه واصبروا على البلاء إن الأرض ، أرض مصر للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة ، يعني الجنة للمتقين [ آية : ١٢٨ ] ، يعني

للموحدين .

١٢٩

الأعراف : ١٢٩ قالوا أوذينا من . . . . .

ف قالوا أوذينا في سببك من قبل أن تأتينا الرسالة ، يعنون الأذى قتل

الأبناء وترك البنات و أوذينا ومن بعد ما جئتنا بالرسالة ، يعنون حين

كلفهم فرعون من العمل ما لم يطيقوا مضارة باتباعهم موسى ، عليه السلام ، قال

موسى : قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ، يعني فرعون وقومه ،

 ويستخلفكم من بعد هلاكهم في الأرض ، يعني أرض مصر فينظر كيف تعملون [ آية : ١٢٩ ] ، فإنما قال لهم موسى ، عليه السلام ، ذلك من قول اللّه

تعالى في القصص : ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض

[ القصص : ٥ ، ٦ ] إلى آيتين ، ففعل اللّه ذلك بهم ، فأهلك عدوهم واستخلفهم في

الأرض ، فاتخذوا العجل .

١٣٠

الأعراف : ١٣٠ ولقد أخذنا آل . . . . .

 ولقد أخذنا آل فرعون ، يعني أهل مصر بالسنين ، يعني قحط المطر ،

 ونقص من الثمرات ، فأصابهم الجوع لعلهم يذكرون [ آية : ١٣٠ ] ، يعني

لعلهم يتذكرون .

١٣١

الأعراف : ١٣١ فإذا جاءتهم الحسنة . . . . .

 فإذا جاءتهم الحسنة ، يعني الخير والخصب قالوا لنا هذه ، يعنون نحن

أحق بهذا وإن تصبهم سيئة ، يعني الجوع ، والبلاء ، وقحط المطر ، وهلاك الثمار

والمواشي يطيروا بموسى ومن معه على دينه ، تسألوا أصابنا هذا الشر من سحر

موسى ، يقول اللّه : ألا إنما طائرهم عند اللّه ، يقول : إن الذي أصابهم هو من اللّه ،

 ولكن أكثرهم ، يعني أهل مصر لا يعلمون [ آية : ١٣١ ] أنه من اللّه الذي

أصابهم .

١٣٢

الأعراف : ١٣٢ وقالوا مهما تأتنا . . . . .

 وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها ، يعني الآيات التسع فما نحن لك بمؤمنين [ آية : ١٣٢ ] ، يعني بمصدقين ، يعني بأنك رسول رب العالمين .

١٣٣-١٣٤

الأعراف : ١٣٣ - ١٣٤ فأرسلنا عليهم الطوفان . . . . .

 فأرسلنا ، فلما قالوا ذلك أرسل اللّه عليهم السنين ، ونقص من الثمرات ،

والنبات ، و الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات ، يعني باينات

بعضها من بعض بين كل آيتين ثلاثين يوما فاستكبروا ، يعني فتكبروا عن الإيمان ،

 وكانوا قوما مجرمين [ آية : ١٣٣ ] .

فأما الطوفان ، فهو الماء طغى فوق حروثهم وزروعهم مطردا ثمانية أيام في ظلمة

شديدة لا يرون فيها شمسا ولا قمرا ، ولا يخرج منهم أحد إلى صنعته ، فخافوا الغرق ،

فصرخوا إلى فرعون ، فأرسل إلى موسى ، فقال : يا أيها الساحر ، ادع لنا ربك أن يكشف

عنا هذا المطر ، فإن يكشفه لنؤمنن لك ، ولنرسلن معك بني إسرائيل ، فقال : لا أفعل ما

زعمتم أني ساحر ، ف  يا موسى ، ادع لنا ربك ، فدعا ربه ، فكشف عنهم المطر ،

فنبت من الزرع والعشب ما لم ير مثله قط ، ف  لقد جزعنا من أمر كان خيرا لنا ،

فنكثوا العهد ، فأرسل اللّه عليهم الجراد ثمانية أيام ، وملئت الأرض حتى كانوا لا يرون

الأرض من كثرته ، قدر ذراع ، فأكل النبات ، حتى خافوا ألا يبقى لهم شيء .

فقال فرعون : يا موسى ، ادع لنا ربك أن يكشف عنا فنؤمن لك ، فدعا موسى ربه ،

فبعث اللّه ريحا ، فاحتملت الجراد فألقته في البحر ،   قد بقى لنا ما نتبلغ به حتى

يدركنا الغيث ، فنكثوا ، فأرسل اللّه عليهم القمل ، وهو الدبى ، فغشى كل شيء منهم ،

فلم يبق عودا أخضر من الزرع والنبات إلا أكله ، قال فرعون لموسى : ادع لنا ربك أن

يكشفه عنا ونؤمن لك ، فدعا ربه ، فأمات القمل ، وبقى لهم ما يتبلغون ، فنكثوا ،  

يا موسى ، هل يستطيع ربك أن يفعل بنا أشد من هذا ؟ فأرسل اللّه عليهم الضفادع ،

فدبت في بيوتهم ، وعلى ظهورهم ، فكان يستيقظ الرجل من نومه وعليه منهم كثرة ،

فقال فرعون لموسى : ادع لنا ربك فيهلكه ، فإنه لم يعذب أحد قط بالضفادع ، فدعا

موسى ربه ، فأمات الضفادع ، فأرسل اللّه مطرا جوادا ، فجزى بهم الماء حتى قذفهم في

البحر .

ف  إنما كان هذا الضفادع من المطر الذي كان أصابنا ، فلن يعود إلينا أبدا ،

فنكثوا ، فأرسل اللّه عليهم الدم ، حتى صارت أنهارهم ، وركاباهم دما ، وأنهار بنى

إسرائيل ماء عذبا ، فإذا دخل القبطي ليستقى من ماء بني إسرائيل ، صار دما ما بين يديه

وما خلفه صاف ، إذا تحول ليأخذ من الصافي ، صار دما وخلفه صاف ، فمكثوا ثلاثة

أيام لا يذوقون ماء صافيا ، فقالوا لفرعون : هلكنا وهلكت مواشينا وذرارينا من العطش ،

فقال لموسى : ادع لنا ربك ليكشف عنا ، ونعطيك ميثاقا لنؤمنن لك ولنرسلن معك بنى

إسرائيل ، فدعا موسى ربه ، فكشفه عنهم ، ولما شربوا الماء نكثوا العهد .

فذلك

قوله : لما وقع عليهم الرجز ، يعني العذاب الذي كان نزل بهم قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز ، يعني هذا العذاب كله ،

 لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل [ آية : ١٣٤ ] إلى فلسطين .

١٣٥

الأعراف : ١٣٥ فلما كشفنا عنهم . . . . .

يقول اللّه : فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه ، يعني الغرق إذا هم ينكثون [ آية : ١٣٥ ] العهد الذي عاهدوا عليه موسى ، عليه السلام ، لقولهم : لئن

كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل إلى فلسطين .

١٣٦

الأعراف : ١٣٦ فانتقمنا منهم فأغرقناهم . . . . .

يقول اللّه : فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بلسان العبرانية ، يعني به البحر ، وهو

نهر بمصر بأنهم كذبوا بآياتنا ، يعني الآيات التسع ،   يا أيها الساحر ، أنت

الذي تعمل هذه الآيات ، وإنها سحر ، وليست من اللّه وكانوا عنها غافلين [ آية :

١٣٦ ] ، يعني معرضين ، فلم يتفكروا فيها فيعتبرون .

قال فرعون لموسى في حم الزخرف : يا أيها الساحر ادع لنا ربك [ الزخرف :

٤٩ ] ، فقال : لا أدعو وأنتم تزعمون أنى ساحر ، فقال في الأعراف : يا موسى ادع لنا ربك [ الأعراف : ١٣٤ ] ، يعني سل لنا ربك .

١٣٧

الأعراف : ١٣٧ وأورثنا القوم الذين . . . . .

ثم قال : وأورثنا الأرض القوم الذين كانوا يستضعفون ، يعني بنى

إسرائيل ، يعني بالاستضعاف قتل الأبناء ، واستحياء النساء بأرض مصر ، وورثهم

 مشارق الأرض المقدسة ومغاربها ، وهي الأردن وفلسطين التي باركنا فيها ، يعني بالبركة الماء ، والثمار الكثيرة وتمت كلمات ربك الحسنى ، وهي

النعمة على بني إسرائيل بما صبروا ، حين كلفوا بأرض مصر ما لا يطيقون من

استعبادهم إياهم ، يعني بالكلمة التي في القصص من

قوله : ونريد أن نمن

[ القصص : ٥ ، ٦ ] إلى آيتين ، وأهلك اللّه عدوهم ، ومكن لهم في الأرض ، فهي الكلمة ،

وهي النعمة التي تمت على بنى اسرائيل .

 ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ، يعني وأهلكنا عمل فرعون وقومه

القبط في مصر و أهلكنا وما كانوا يعرشون [ آية : ١٣٧ ] ، يعني يبنون

من البيوت والمنازل .

١٣٨

الأعراف : ١٣٨ وجاوزنا ببني إسرائيل . . . . .

 وجاوزنا ببني إسرائيل البحر ، يعني النيل ، نهر مصر فأتوا على قوم يعكفون ، يعني فمروا على العمالقة يقيمون على أصنام لهم يعبدونها ، فقالت

بنو إسرائيل : قالوا يا موسى اجعل لنا إلها نعبده كما لهم آلهة يعبدونها ،

 قال إنكم قوم تجهلون [ آية : ١٣٨ ]

١٣٩

الأعراف : ١٣٩ إن هؤلاء متبر . . . . .

 إن هؤلاء متبر ، يعني مدمر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون [ آية :

١٣٩ ] .

١٤٠

الأعراف : ١٤٠ قال أغير اللّه . . . . .

 قال لهم موسى : أغير اللّه أبغيكم إلاها ، يعني ربا وهو فضلكم على العالمين [ آية : ١٤٠ ] ، يعني عالمى أهل مصر حين أنجاكم وأهلكهم .

١٤١

الأعراف : ١٤١ وإذ أنجيناكم من . . . . .

 وإذ أنجيناكم من آل فرعون ، يعني بنى إسرائيل يسومونكم سوء العذاب ، يعني يعذبونكم أشد العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم

يعني قتل الأبناء وترك البنات وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم [ آية : ١٤١ ] ،

يعني بالعظم شدة ما نزل بهم من البلاء .

١٤٢

الأعراف : ١٤٢ وواعدنا موسى ثلاثين . . . . .

 وواعدنا موسى ثلاثين ليلة من ذي القعدة ، واعدناه الجبل وأتممناها بعشر من ذي الحجة فتم ميقات ربه ، يعني ربه أربعين ليلة ، وكان

موسى ومن معه قد قطعاو البحر في عشر من المحرم يوم عاشوراء ، ثم أعطى التوراة يوم

النحر بينهما أحد عشر نهرا وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي ، بنى

إسرائيل بخير حين خرج إلى الجبل وأصلح ، يعني وأرفق بهم ، نظيرها في القصص :

 وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء اللّه من الصالحين [ القصص : ٢٧ ] ،

يعني الرافقين بك ولا تتبع سبيل المفسدين [ آية : ١٤٢ ] منهم .

١٤٣

الأعراف : ١٤٣ ولما جاء موسى . . . . .

 ولما جاء موسى الجبل لميقاتنا ، يعني لميعادنا لتمام الأربعين يوما وكلمه ربه ، فلما سمع كلام ربه ، استحلاه واشتاق إلى رؤية ربه قال : يا رب أرني أنظر إليك له ربه : إنك قال لن تراني ولكن ، اجعل بيني وبينك علما هو أقوى

منك ، يعني الجبل انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ، وإن لم

يستقر الجبل مكانه ، فإنك لن تطيق رؤيتي فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا

يعني قطعا ، فصار الجبل دكا ، يعني قطعا على ستة فرق ، فوق ثلاثة بأجبل مكة : بثير ،

وغار ثور ، وحزن ، ووقع بالمدينة : رضوى ، وورقان ، وجبل أحد ، فذلك

قوله : جعله دكا وخر موسى صعقا ، يعني ميتا فلما أفاق ، يعني رد عليه نفسه ،

 قال موسى : سبحانك تبت إليك من قولي : رب أرني أنظر إليك

 وأنا أول المؤمنين [ آية : ١٤٣ ] ، يعني أول المصدقين بأنك لن ترى في الدنيا .

١٤٤

الأعراف : ١٤٤ قال يا موسى . . . . .

 قال له ربه : يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي يقول :

اخترتك من بني إسرائيل بالرسالة وبالكلام من غير وحى فخذ ما آتيتك بقوة ،

يقول : ما أعطيتك من التوراة بالجد ، والمواظبة عليه وكن من الشاكرين [ آية :

١٤٤ ] ، للّه في هذه النعم ، يعني الرسالة ، والكلام من غير وحى .

١٤٥

الأعراف : ١٤٥ وكتبنا له في . . . . .

 وكتبنا له في الألواح نقرا كنقش الخاتم ، وهي تسعة ألواح من كل

شيء ، فقال : موعظة من الجهل وتفصيلا ، يعني بيانا لكل شيء من

الأمر ، والنهي ، والحد ، وكتبه اللّه عز وجل بيده ، فكتب فيها : إني أنا اللّه الذي لا إله إلا

أنا الرحمن الرحيم ، لا تشركوا بي شيئا ، ولا تقتلوا النفس ، ولا تزنوا ، ولا تقطعوا

السبيل ، ولا تسبوا الوالدين ، ووعظهم في ذلك ، والألواح من زمرد وياقوت ، يقول :

 فخذها بقوة ، يعني التوراة بالجد والمواظبة عليه وأمر قومك بني إسرائيل ،

 يأخذوا بأحسنها ، يعني بأحسن ما فيها ، ثم قال قبل ذلك لبني إسرائيل : سأوريكم

دار الفاسقين [ آية : ١٤٥ ] سنة أهل مصر ، فزعم ابن عباس ، أن اللّه حين أغرق

فرعون وقومه ، أوحى إلى البحر أن يقذف أجسادهم على الساحل ، ففعل البحر ذلك ،

فنظر إليهم بنو إسرائيل ، فأراهم سنة الفاسقين .

١٤٦

الأعراف : ١٤٦ سأصرف عن آياتي . . . . .

ثم قال : سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ، يعني يعملون

فيها بالمعاصي الكبرياء والعظمة ، يعني أهل مصر ، يقول : سأصرف عن التفكير في خلق

السماوات والأرض وما بينهما من الآيات الشمس ، والقمر ، والنجوم ، والسحاب ،

والرياح ، والجبال ، والفلك ، والبحور ، والشجر ، والثمار ، والنبات ، عام بعام ، يعني

المتكبرين ، فلا يتفكرون فتكون لهم عبرة ، تعني لأهل مصر ، ثم قال يعنيهم : وإن يروا

كل آية ، يعني يروا مرة اليد ومرة العصا ، ثم يرون الطوفان ، ثم الجراد ، ثم القمل ،

ثم الضفادع ، ثم الدم ، ثم السنين ، ثم الطمس .

فرأوا كل آية على حدة ، فلم يؤمنوا لا يؤمنوا بها ، يعني لا يصدقون بأنها

من اللّه وإن يروا سبيل الرشد ، يعني طريق الهدى لا يتخذوه سبيلا ، يعني

لا يتخذوه ديناً فيتبعونه وإن يروا سبيل الغي ، يعني طريق الضلالة يتخذوه

سبيلا ، يقول : اتخذه دينا فيتبعونه ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا ، يعني بالآيات

التسع وكانوا عنها غافلين [ آية : ١٤٦ ] ، يعني معرضين ، ولم يتفكروا فيها .

١٤٧

الأعراف : ١٤٧ والذين كذبوا بآياتنا . . . . .

 والذين كذبوا بآياتنا ، يعني القرآن ولقاء الآخرة ، وكذبوا بالبعث

الذي فيه جزاء الأعمال حبطت أعمالهم التي أرادوا بها وجه اللّه ؛ لأنها كانت

في غير إيمان هل يجزون إلا ما كانوا يعملون [ آية : ١٤٧ ] .

١٤٨

الأعراف : ١٤٨ واتخذ قوم موسى . . . . .

 واتخذ قوم موسى  بني إسرائيل من بعده ، حين انطلقوا إلى الطور من

حليهم عجلا جسدا ، يعني صورة عجل جسد ، يقول : ليس فيه روح له

خوار ، يعني له صوت البهائم ، ثم لم يصوت غير مرة واحدة ألم يروا ، يعني

بني إسرائيل أنه لا يكلمهم ، يعني لا يقدر على أن يكلمهم ولا يهديهم

سبيلا ، يعني طريقا إلى الهدى ، يعني العجل اتخذوه العجل إلها وكانوا

ظالمين [ آية : ١٤٨ ] ، يعني مشركين .

١٤٩

الأعراف : ١٤٩ ولما سقط في . . . . .

 ولما سقط في أيديهم ، ندامة وندموا ورأوا وعلموا أنهم قد ضلوا  عن الهدى قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا ، يعني ويتجاوز عنا لنكونن

من الخاسرين [ آية : ١٤٩ ] ، في العقوبة ، فلم يقبل اللّه توبتهم إلا بالقتل .

١٥٠

الأعراف : ١٥٠ ولما رجع موسى . . . . .

 ولما رجع موسى إلى قومه من الجبل غضبان أسفا ، يعني حزينا في صنع

قومه في عبادة العجل ، وكان أخبره اللّه على الطور بأمر العجل ، ثم قال : قال بئسما

خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم ، يقول : استعجلتم ميقات ربكم أربعين يوما ،

 وألقى الألواح من عاتقه ، فذهب منها خمس وبقيت أربعة وأخذ برأس أخيه  هارون يجره إليه ، يعني إلى نفسه قال هارون لموسى : ابن أم إن القوم

استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين

[ آية : ١٥٠ ] .

١٥١

الأعراف : ١٥١ قال رب اغفر . . . . .

 قال  موسى رب اغفر لي ، يعني تجاوز عني ولأخي هارون ،

 وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين [ آية : ١٥١ ] .

١٥٢

الأعراف : ١٥٢ إن الذين اتخذوا . . . . .

 إن الذين اتخذوا العجل  إلها سينالهم غضب ، يعني عذاب من ربهم

وذلة ، يعني مذلة في الحياة الدنيا ، فصاروا مقهورين إلى يوم القيامة ، ثم قال :

 وكذلك ، يعني وهكذا نجزى المفترين [ آية : ١٥٢ ] ، يعني الذين افتروا فزعموا

أن هذا إلهكم ، يعني العجل ، وإله موسى .

وكان السامرى جمع الحلى بعد خمسة وثلاثين يوما من يوم فارقهم موسى ، عليه

السلام ، وكان السامرى صائغا ، فصاغ لهم العجل في ثلاثة أيام ، وقد علم السامرى

أنهم يعبدونه ؛ لقولهم لموسى ، عليه السلام ، قبل ذلك : اجعل لنا إلها كما لهم

آلهة ، فعبدوا العجل لتمام تسعة وثلاثين يوما ، ثم أتاهم موسى من الغد لتمام

الأربعين يوما .

١٥٣

الأعراف : ١٥٣ والذين عملوا السيئات . . . . .

 والذين عملوا السيئات ، يعني الشرك الذين عبدوا العجل ثم تابوا من

بعدها ، أي بعد الشرك وآمنوا ، يعني صدقوا باللّه أنه واحد لا شريك له إن

ربك من بعدها ، يعني من بعد الشرك لغفور رحيم [ آية : ١٥٣ ] بهم .

١٥٤

الأعراف : ١٥٤ ولما سكت عن . . . . .

قوله : ولما سكت عن موسى الغضب ، يعني سكن أخذ الألواح بعدما

ألقاها وفي نسختها فيما بقى منها هدى من الضلالة ورحمة  من العذاب للذين هم لربهم يرهبون [ آية : ١٥٤ ] ، يعني يخافون اللّه ، وأعطى موسى

التوراة يوم النحر يوم الجمعة ، فلم يطق حملهاا ، فسجد للّه ، وجعل يدعو ربه ويتضرع ،

حتى خففت عليه ، فحملها على عاتقه .

١٥٥

الأعراف : ١٥٥ واختار موسى قومه . . . . .

 واختار موسى سبعين رجلا بميقاتنا ، من اثنى عشر سبطا ، ستة ستة ، فصاروا

اثنين وسبعين رجلا ، قال موسى : إنما أمرني ربي بسبعين رجلا ، فمن قعد عنى فلم يجيء

فله الجنة ، فقعد يوشع بن نون ، وكالب بن يوقنا لميقاتنا ، يعني لميعادنا ، يعني

الأربعين يوما ، فانطلق بهم ، فتركهم في أصل الجبل ، فلما نزل موسى إليهم :  

 أرنا اللّه جهرة ، فأخذتهم الرجفة ، يعني الموت عقوبة لما قالوا ، وبقى موسى وحده

يبكي فلما أخذتهم الرجفة قال رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقد

أهلكت خيارهم ، رب لو شئت أهلكتهم ، يعني أمتهم من قبل وإياي معهم

من قبل أن يصحبوني أتهلكنا عقوبة بما فعل السفهاء منا ، وظن موسى ، عليه

السلام ، إنما عوقبوا باتخاذ بني إسرائيل العجل ، فهم السفهاء ، فقال موسى : إن هي إلا

فتنتك ، يعني ما هي إلا بلاؤك تضل بها بالفتنة من تشاء وتهدى من الفتنة

 من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين [ آية : ١٥٥ ] ، قال فلم يعبد

العجل منهم إلا اثنا عشر ألفا .

١٥٦

الأعراف : ١٥٦ واكتب لنا في . . . . .

 واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة يعني المغفرة وفي الآخرة حسنة ،

يعني الجنة إنا هدنا إليك ، يعني تبنا إليك قال اللّه : عذابي أصيب به من

أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ، يعني ملأت كل شيء ، قال إبليس : فأنا من كل

شيء ، قال اللّه تعالى : فسأكتبها ، يعني الرحمة للذين يتقون ، فعزل إبليس ،

يعني للذين يوحدون ربهم ويؤتون الزكاة ، يعني أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم والذين هم بآياتنا يؤمنون [ آية : ١٥٦ ] ، يعني بالقرآن يصدقون أنه من اللّه ، قالت اليهود : فنحن

نتقى اللّه ، ونؤتى الزكاة ، فعزل إبليس واليهود .

١٥٧

الأعراف : ١٥٧ الذين يتبعون الرسول . . . . .

فقال : الذين يتبعون الرسول النبي الأمي على دينه ، يعني محمدا

 صلى اللّه عليه وسلم ، يعني بالأمى الذي لا يقرأ والكتب ، ولا يخطها بيمينه الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف ، يعني بالإيمان وينهاهم عن المنكر ، يعني الشرك ويحل لهم الطيبات ، يعني ما حرم اللّه من اللحوم

والشحوم ويحرم عليهم محمد صلى اللّه عليه وسلم  الخبائث ، يعني الميتة ، والدم ، ولحم

الخنزير ويضع محمد صلى اللّه عليه وسلم  عنهم إصرهم ، يعني مما عهد اللّه إليهم من تحريم

اللحوم ، والشحوم ، ولحم كل ذي ظفر و يضع محمد صلى اللّه عليه وسلم  والأغلال التي كانت عليهم واجبة من التغليظ والتشديد ، الذي منه أن يقتل قاتل العمد البتة ، ولا يعفى

عنه ، ولا يؤخذ منه الدية ، ويقتل قاتل الخطأ ، إلا أن يشاء ولى المقتول فيعفو عنه ونحوه ،

ولو صدقوا النبي صلى اللّه عليه وسلم لوضع ذلك كله عنهم فالذين آمنوا به ، يعني صدقوا

النبي صلى اللّه عليه وسلم وعزروه ، يعني أعانوه على أمره ونصروه واتبعوا النور ، يعني

القرآن الذي أنزل معه ، فمن فعل هذا ف أولئك هم المفلحون ، [ آية :

١٥٧ ] ، فقال موسى عند ذلك : اللّهم اجعلني من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم .

١٥٨

الأعراف : ١٥٨ قل يا أيها . . . . .

 قل يا أيها الناس إني رسول اللّه إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي الأموات ويميت الأحياء فآمنوا ، يعني فصدقوا

 باللّه أنه واحد لا شريك له ورسوله ، عليه السلام النبي الأمي الذي يؤمن باللّه وكلماته ، يعني الذي يصدق باللّه بأنه واحد لا شريك له ، وبآياته ،

يعني القرآن واتبعوه ، يعني محمدا ، عليه السلام لعلكم ، يعني لكي ،

 تهتدون [ آية : ١٥٨ ] من الضلالة .

١٥٩

الأعراف : ١٥٩ ومن قوم موسى . . . . .

 ومن قوم موسى ، يعني بنى إسرائيل أمة يهدون بالحق ، يعني عصابة

يدعون إلى الحق وبه يعدلون [ آية : ١٥٩ ] ، يعني الذين من وراء الصين اليوم ،

القوم الذين أسرى بهم تحت الأرض ، وأخرج لهم نهرا من الأردن من رمل يسمى أردق

من وراء الصين يجري كجرى الماء ، وأسرى اللّه بهم تحت الأرض سنة ونصفا ، فإذا نزل

عيسى بن مريم كان معه يوشع بن نون ، وهم من آمن من أهل الكتاب .

١٦٠

الأعراف : ١٦٠ وقطعناهم اثنتي عشرة . . . . .

 وقطعناهم ، يعني فرقناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما ، يعني فرقا وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه في التيه أن اضرب بعصاك الحجر ، ففعل

وكان من الطور فانبجست ، يعني فانفجرت من الحجر منه اثنتا عشرة عينا ماء باردا فراتا رواء بإذن اللّه ، وكان الحجر خفيفا ، كل سبط من بني إسرائيل

لهم عين تجري لا يخالطهم غيرهم فيها ، فذلك

قوله : قد علم كل أناس مشربهم ،

يعني كل سبط مشربهم وظللنا عليهم الغمام بالنهار ، يعني سحابة بيضاء ليس

فيها ماء تقيهم من حر الشمس وهم في التيه وأنزلنا عليهم المن ، يعني النرنجين ،

 والسلوى طيرا أحمر يشبه السمان كلوا من طيبات ، يعني من حلال ،

 ما رزقناكم من المن والسلوى ، ولا تطغوا فيه ، يعني لا ترفعوا منه لغد ، فرفعوا

وقددوا فدود عليهم ، يقول اللّه : وما ظلمونا ، يعني وما ضرونا ، يعني وما نقصونا

حين رفعوا وقددوا ودود عليهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون [ آية :

١٦٠ ] ، يعني يضرون وينقصون .

١٦١

الأعراف : ١٦١ وإذ قيل لهم . . . . .

 و اذكر وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية ، بيت المقدس وكلوا منها حيث شئتم وقولوا أمرنا حطة وادخلوا الباب ، أي باب القرية ،

 سجدا سجود انحناء نغفر بالنون والتاء مبنيا للمفعول لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين [ آية : ١٦١ ] بالطاعة ثوابا .

١٦٢

الأعراف : ١٦٢ فبدل الذين ظلموا . . . . .

 فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم ، ف  حبة في شعره ،

ودخلوا يزحفون على استاهم فأرسلنا عليهم رجزا عذابا من السماء بما كانوا يظلمون [ آية : ١٦٢ ] .

١٦٣

الأعراف : ١٦٣ واسألهم عن القرية . . . . .

 وسئلهم عن القرية ، اسمها أيلة ، على مسيرة يومين من البحر بين المدينة

والشام ، مسخوا على عهد داود ، عليه السلام ، قردة ، يعني اليهود ، وإنما أمر اللّه النبي

 صلى اللّه عليه وسلم أن يسألهم : أمسخ اللّه منكم قردة وخنازير ؟ لأنهم   إنا أبناء اللّه وأحباؤه ، وإن

اللّه لا يعذبنا في الدنيا ولا في الآخرة ؛ لأنا من سبط خليله إبراهيم ، ومن سبط إسرائيل ،

وهو بكر نبيه ، ومن سبط كليم اللّه موسى ، ومن سبط ولده عزير ، فنحن من أولادهم ،

فقال اللّه لنبيه صلى اللّه عليه وسلم : وسئلهم عن القرية  التي كانت حاضرة البحر ، إما

عذبهم اللّه بذنوبهم .

ثم أخبر عن ذنوبهم ، فقال : إذ يعدون في السبت ، يعني يعتدون إذ تأتيهم حيتانهم ، يعني السمك يوم سبتهم شرعا ، يعني شارعة من

غمرة الماء إلى قريب من الحذاء ، يعني الشط أمنت أن يصدن ويوم لا يسبتون ،

يعني حين لا يكون يوم السبت لا تأتيهم كذلك ، يعني هكذا نبلوهم ،

يعني نبتليهم بتحريم السمك في السبت بما كانوا يفسقون [ آية : ١٦٣ ] ، جزاء

منا ، يعني بما كانوا يعصون .

١٦٤

الأعراف : ١٦٤ وإذ قالت أمة . . . . .

 وإذ قالت أمة منهم ، يعني عصابة منهم ، وهي الظلمة للواعظة لم تعظون قوما اللّه مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ، وذلك أن الواعظة نهوهم عن الحيتان ، وخوفوهم

فلم ينتبهوا ، فردت عليهم الواعظة قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم ، يعني ولكي

ينتهوا فيؤخروا أو يعذبوا فينجوا ولعلهم ، يعني ولكى يتقون ] آية : ١٦٤ ]

المعاصي .

١٦٥

الأعراف : ١٦٥ فلما نسوا ما . . . . .

 فلما نسوا ما ذكروا به ، يعني فلما تركوا ما وعظوا به من أمر الحيتان ،

 أنجينا من العذاب الذين ينهون عن السوء ، يعني المعاصي وأخذنا الذين ظلموا ، يعني وأصبنا الذين ظلموا بعذاب ، يعني المسخ بئيس ، يعني

شديد بما كانوا يفسقون [ آية : ١٦٥ ] ، يعني يعصون .

١٦٦

الأعراف : ١٦٦ فلما عتوا عن . . . . .

 فلما عتوا ، يعني عصوا عن ما نهوا عنه من الحيتان قلنا لهم ليلا :

 كونوا قردة خاسئين [ آية : ١٦٦ ] ، يعني صاغرين بعدما أصابوا الحيتان سنين ، ثم

مسخوا قردة ، فعاشوا سبعة أيام ، ثم ماتوا يوم الثامن .

١٦٧

الأعراف : ١٦٧ وإذ تأذن ربك . . . . .

 وإذ تأذن ربك ، يعني قال ربك : ليبعثن عليهم ، يعني بنى اسرائيل من

يسومهم سوء العذاب ، فبعث اللّه المسلمين عليهم إلى يوم القيامة ما دامت الدنيا ،

 من يسومهم سوء العذاب ، يعني يعذبهم شدة العذاب ، يعني القتل ، والجزية إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم [ آية : ١٦٧ ] .

١٦٨

الأعراف : ١٦٨ وقطعناهم في الأرض . . . . .

 وقطعناهم ، يعني وفرقناهم في الأرض أمما ، يعني فرقا ، يعني بنى

إسرائيل منهم الصالحون ، يعني المؤمنين ومنهم دون ذلك ، يعني دون

الصالحين ، فهم الكفار وبلوناهم بالحسنات والسيئات ، يقول : ابتليناهم بالخصب

والشدة لعلهم ، يعني لكي يرجعون [ آية : ١٦٨ ] إلى التوبة .

١٦٩

الأعراف : ١٦٩ فخلف من بعدهم . . . . .

 فخلف من بعدهم ، يعني من بعد بني إسرائيل خلف السوء وهم اليهود ،

 ورثوا الكتاب ، يعني ورثوا التوراة عن أوائلهم وآبائهم يأخذون عرض هذا الأدنى ، وهي الدنيا ؛ لأنها أدنى من الآخرة ، يعني الرشوة في الحكم ويقولون سيغفر لنا ، فكانوا يرشون بالنهار ، ويقولون : يغفر لنا بالليل وإن يأتهم عرض مثله ، يعني

رشوة مثله ليلاً يأخذوه ويقولون : يغفر لنا بالنهار ، يقول اللّه : ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ، يعني بغير ما يقولون ، لقد أخذ عليهم في التوراة أن لا يستحلوا

محرما ، و أن لا يقولوا على اللّه إلا الحق في التوراة ودرسوا ، يعني وقرأوا

 ما فيه ، ما في التوراة والدار الآخرة ، يعني الجنة خير للذين يتقون ،

استحلال المحارم أفلا تعقلون [ آية : ١٦٩ ] .

١٧٠

الأعراف : ١٧٠ والذين يمسكون بالكتاب . . . . .

ثم ذكر مؤمنيهم ، فقال : والذين يمسكون بالكتاب ، يعني يتمسكون بالتوراة ولا

يحرفونه عن مواضعه ، ولا يستحلون محرما وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين

[ آية : ١٧٠ ] ، نزلت في ابن شلام وأصحابه .

١٧١

الأعراف : ١٧١ وإذ نتقنا الجبل . . . . .

 وإذ نتقنا الجبل ، يعني وإذ رفعنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ، وذلك أن

موسى ، عليه السلام ، حين أتاهم بالتوراة ، وجدوا فيها القتل ، والرجم ، والحدود ،

والتغليظ ، أبوا أن يقبلوا التوراة ، فأمر اللّه الجبل عند بيت المقدس ، فانقطع من مكانه ،

فقام فوق رءوسهم ، فأوحى اللّه إلى موسى أن قل لهم : إن لم يقروا بالتوراة ، طرحت

عليهم الجبل ، وأرضخ به رءوسهم ، فلما رأوا ذلك أقروا بالتوراة ، ورجع الجبل إلى

مكانه ، فذلك

قوله : وظنوا أنه واقع بهم ، يعني وأيقنوا أن الجبل واقع بهم ، يعني

عليهم خذوا ما آتيناكم بقوة ، ما أعطيناكم من التوراة بالجد والمواظبة واذكروا ما فيه ، يقول : واحفظوا ما فيه من أمره ونهيه لعلكم ، يعني لكى تتقون

[ آية : ١٧١ ] المعاصي .

١٧٢

الأعراف : ١٧٢ وإذ أخذ ربك . . . . .

 وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ، يقول : وقد اخذ ربك من بنى آدم

بنعمان عند عرفات من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم بإقرارهم ألست بربكم قالوا بلى أنت ربنا ، وذلك أن اللّه عز وجل مسح صفحة ظهر آدم اليمنى ،

فأخرج منه ذرية بيضاء كهيئة الذر يتحركون ، ثم مسح صفحة ظهره اليسرى ، فأخرج

منه ذرية سوداء كهيئة الذر ، وهم ألف أمة ، قال : يا آدم : هؤلاء ذريتك أخذنا ميثاقهم

على أن يعبدوني ولا يشركوا بنى شيئا وعلى رزقهم ، قال آدم : نعم يا رب ، فلما

أخرجهم ، قال اللّه : ألست بربكم ؟   بلى شهدنا إنك ربنا ، قال اللّه للملائكة :

اشهدوا عليهم بالإقرار ، قالت الملائكة : قد شهدنا ، يقول اللّه في الدنيا لكفار العرب من

هذه الأمة : أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا الميثاق الذي أخذ علينا

 غافلين [ آية : ١٧٢ ] ، وأشهدهم على أنفسهم .

١٧٣

الأعراف : ١٧٣ أو تقولوا إنما . . . . .

 أو تقولوا لئلا تقولوا : إنما أشرك آباؤنا ونقضوا الميقاث من قبل

شركنا ، ولئلا تقولوا : وكنا ذرية من بعدهم ، فاقتدينا بهم وبهداهم ، لئلا تقولوا :

 أفتهلكنا بما فعل المبطلون [ آية : ١٧٣ ] ، يعني أفتعذبنا بما فعل المبطلون ، يعني

المكذبين بالتوحيد ، يعنون آباءهم ، ك

قوله : إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون [ الزخرف : ٢٣ ] .

ثم أفاضهم إفاضة القدح ، فقال للبيض : هؤلاء في الجنة برحمتي ، فهم أصحاب

اليمين ، وأصحاب الميمنة ، وقال للسود : هؤلاء للنار ، ولا أبالي ، فهم أصحاب الشمال ،

وأصحاب المشأمة ، ثم أعادهم جميعا في صلب آدم ، عليه السلام ، فأهل القبور محبسون

حتى يخرج اللّه أهل الميثاق كلهم من أصلاب الرجال وأرحام النساء ، ثم تقوم الساعة ،

فذلك

قوله : لقد أحصاهم يوم القيامة وعدهم عدا [ مريم : ٩٤ ] ، فمن

مات منهم صغيرا ، فله الجنة بمعرفته بربه ، ومن بلغ منهم العقل أخذ أيضا ميثاقه بمعرفته

لربه ، والطاعة له ، فمن لم يؤمن إذا بلغ العقل لم يغن عنه الميثاق الأول شيئا ، وكان العهد

والميثاق الأول حجة عليهم ، وقال فيمن نقض العهد الأول : وما وجدنا لأكثرهم من عهد ، يعني من وفاء ، يعني أكثر ولد آدم ، عليه السلام وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين [ الأعراف : ١٠٢ ] ، يعني لعاصين ،

١٧٤

الأعراف : ١٧٤ وكذلك نفصل الآيات . . . . .

 وكذلك نفصل الآيات ، يعني هكذا

نبين الآيات في أمر الميثاق ولعلهم ، يعني لكى يرجعون [ آية : ١٧٤ ] إلى

التوبة .

١٧٥

الأعراف : ١٧٥ واتل عليهم نبأ . . . . .

 واتل عليهم ، يعني أهل مكة نبأ يعني حديث الذي آتيناه آياتنا

يعني أعطيناه الاسم الأعظم ، يعني بلعام بن باعورا بن ماث بن حراز بن آزر ، من أهل

عمان ، وهي البلقاء التي كان فيها الجبارون بالشام ، فإنما سميت البلقاء من أجل أن

ملكها رجل اسمه بالق ، وذلك أن الملك ، واسمه بانوس بن ستشروث ، قال لبلعام : ادع

على موسى ، فقال بلعام : إنه من أهل دين لا ينبغي أن يدعى عليه ، فأمر الملك أن تنحت

خشبة ليصلبه عليها ، فلما رأى ذلك ، خرج على أتان له ، ليدعو على موسى ، عليه

السلام ، فلما عاين عسكره ، قامت به الأتان فضربها ، فقالت الأتان : لم تضربني وهذه

نار تتوقد قد منعتني أن أمشى ، فارجع ، فرجع ، فأخبر الملك ، فقال له الملك : إما أن

تدعو ، وإما أن أصلبك ، فدعا على موسى ، عليه السلام ، باسم اللّه الأعظم ألا يدخل

المدينة ، فاستجاب اللّه له ، فبلغ موسى ، عليه السلام ، فدعا اللّه أن ينزع ذلك الاسم منه ،

فنزع منه الاسم الأعظم ، فذلك

قوله : فانسلخ منها ، فنزعها اللّه منه ، يعني

الآيات فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين [ آية : ١٧٥ ] ، يعني من الضالين .

١٧٦

الأعراف : ١٧٦ ولو شئنا لرفعناه . . . . .

 ولو شئنا لرفعناه في الأخرة بها بما علمناه من آياتنا ، يعني الاسم الأعظم

في الدنيا ولكنه أخلد إلى الأرض ، يعني رضى الدنيا ، وركن إليها واتبع

هواه ، أي هوى الملك مع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه بنفسك

ودابتك تطرده يلهث أو تتركه ، فلا تحمل عليه شيء يلهث إذا أصابه

الحر ، فهذا مثل الكافر إن وعظته ، فهو ضال ، وإن تركته فهو ضال ، مثل بلعام والكفار ،

يعني كفار مكة ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا ، يعني القرآن فاقصص القصص ، يعني القرآن عليهم لعلهم ، يعني لكي يتفكرون [ آية : ١٧٦ ]

في أمثال اللّه فيعتبروا فيؤمنوا .

١٧٧

الأعراف : ١٧٧ ساء مثلا القوم . . . . .

ثم قال : ساء ، يعني بئس مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا ، يعني القرآن ،

يعني كفارة مكة وأنفسهم كانوا يظلمون [ آية : ١٧٧ ] ، يعني أنفسهم ضروا

بتكذيبهم القرآن .

١٧٨

الأعراف : ١٧٨ من يهد اللّه . . . . .

 من يهد اللّه لدينه فهو المهتدي ومن يضلل عن دينه فأولئك هم الخاسرون [ آية : ١٧٨ ] ، يعنيهم .

١٧٩

الأعراف : ١٧٩ ولقد ذرأنا لجهنم . . . . .

ثم قال : ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ، لقول اللّه : ختم اللّه على قلوبهم وعلى

سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة [ البقرة : ٧ ] ، فلم تفقه قلوبهم ، ولم تبصر أعينهم ،

ولم تسمع آذانهم الإيمان ، ثم ضرب مثلا ، فقال : أولئك كالأنعام يأكلون ويشربون

ولا يلتفتون إلى الآخرة ، كما تأكل الأنعام ، ليس للأنعام همة غير الأكل والشرب

والسفاد ، فهي لا تسمع ، ولا تعقل ، كذلك الكفار ، ثم قال : بل هم ، يعني كفار

مكة أضل ، يعني أضل سبيلا ، يعني الطريق من الأنعام ، ثم قال : أولئك هم

الغافلون [ آية : ١٧٩ ] ، لأن الأنعام تعرف ربها وتذكره ، وهم لا يعرفون ربهم ولا

يوحدونه .

١٨٠

الأعراف : ١٨٠ وللّه الأسماء الحسنى . . . . .

 وللّه الأسماء الحسنى ، وذلك أن رجلا دعا اللّه في الصلاة ، ودعا الرحمن ، فقال

رجل من مشركي مكة ، وهو أبو جهل : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا

واحدا ، فما بال هذا يدعو ربين اثنين ، فأنزل اللّه : وللّه الأسماء الحسنى ، يعني

الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ،

الخالق ، البارئ ، المصور ، ونحوها ، يقول : فادعوه بها ، فدعا النبي صلى اللّه عليه وسلم الرجل ، فقال :

ادع اللّه ، وادع الرحمن ، ورغما لأنف المشركين ، فإنك ما دعوت من هذه الأسماء ، فله

الأسماء الحسنى ، قال : وذروا الذين يلحدون في أسمائه ، يعني يميلون في أسمائه

عن الحق ، فيسمون الآلهة : اللات ، والعزى ، وهبل ، ونحوها ، وأساف ، ونائلة ، فمنعهم اللّه

أن يسموا شيئا من آلهتهم باسم اللّه ، ثم قال : سيجزون العذاب في الآخرة ما

كانوا يعملون [ آية : ١٨٠ ] .

١٨١

الأعراف : ١٨١ وممن خلقنا أمة . . . . .

 وممن خلقنا أمة يهدون بالحق ، يعني عصبة يدعون إلى الحق وبه

يعدلون [ آية : ١٨١ ] ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : هذه لكم ، وقد أعطى اللّه موسى ، عليه

السلام ، مثلها .

١٨٢

الأعراف : ١٨٢ والذين كذبوا بآياتنا . . . . .

 والذين كذبوا بآياتنا ، يعني بالقرآن سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

[ آية : ١٨٢ ] ، يعني سنأخذهم بالعذاب من حيث يجهلون ، نزلت في المستهزئين من

قريش .

١٨٣

الأعراف : ١٨٣ وأملي لهم إن . . . . .

 وأملى لهم ، يعني لا أعجل عليهم بالعذاب إن كيدي متين [ آية :

١٨٣ ] ، يعني إن أخذى شديد ، قتلهم اللّه في ليلة واحدة .

١٨٤

الأعراف : ١٨٤ أولم يتفكروا ما . . . . .

 أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة ، يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم ، يعني من جنون ، وذلك أن

النبي صلى اللّه عليه وسلم صعد الصفا ليلا ، فدعا قريشا إلى عبادة اللّه عز وجل ، قال : أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة  إن هو إلا نذير مبين [ آية : ١٨٤ ] ، يعني ما محمد إلا رسول

بين .

١٨٥

الأعراف : ١٨٥ أولم ينظروا في . . . . .

ثم وعظهم ليعتبروا في صنيعه فيوحدوه ، فقال : أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض و إلى وما خلق اللّه من شيء من الآيات التي فيها ، فيعتبروا أن الذي خلق

ما ترون لرب واحد لا شريك له وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم ، يعني يكون

قد دنا هلاكهم ببدر فبأي حديث بعده ، أي بعد هذا القرآن يؤمنون [ آية :

١٨٥ ] ، يعني يصدقون .

١٨٦

الأعراف : ١٨٦ من يضلل اللّه . . . . .

 من يضلل اللّه عن الهدى فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون [ آية :

١٨٦ ] ، يعني في ضلالتهم يترددون .

١٨٧

الأعراف : ١٨٧ يسألونك عن الساعة . . . . .

 يسئلونك عن الساعة ، وذلك أن كفار قريش سألوا النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الساعة أيان مرساها ، يعني متى حينها قل لهم : إنما علمها عند ربي ، وما لي بها من علم ،

 لا يجليها لوقتها ، يعني لا يكشفها إلا هو إذا جاءت ، ثم أخبر عن شأنها ،

فقال : ثقلت في السماوات والأرض ، يقول : ثقل على من فيهما علمها لا تأتيكم إلا بغتة ، يعني فجأة ، ثم قال : يسئلونك عنها في التقديم كأنك حفي عنها ،

يقول : كأنك قد استحفيت عناه السؤال حتى علمتها قل : وما لي بها من علم ،

 إنما علمها عند اللّه ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ آية : ١٨٧ ] ، يعني أكثر أهل مكة لا

يعلمون أنها كائنة .

١٨٨

الأعراف : ١٨٨ قل لا أملك . . . . .

 قل لهم يا محمد : لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ، يقول : لا أقدر على أن

أسوق إليها خيراً ، ولا أدفع عنها ضرا ، يعني سوءا ، حين ينزل بي ، فكيف أملك علم

الساعة ؟ ، ثم قال : إلا ما شاء اللّه ، فيصيبني ذلك ولو كنت أعلم الغيب ،

يعني أعلم غيب الضر والنفع إذا جاء لاستكثرت من الخير ، يعني من النفع ،

 وما مسني السوء ، يعني ما أصابني الضر إن أنا إلا نذير من النار وبشير

بالجنة لقوم يؤمنون [ آية : ١٨٨ ] ، يعني يصدقون .

١٨٩

الأعراف : ١٨٩ هو الذي خلقكم . . . . .

قوله : هو الذي خلقكم من نفس واحدة ، يعني من نفس آدم ، عليه السلام ،

وحده وجعل منها زوجها ليسكن إليها ، يعني خلق من ضلع آدم زوجه حواء ، يوم

الجمعة وهو نائم ، فاستيقظ آدم وهي عند رأسه ، فقال لها : من أنت ؟ فقالت بالسريانية :

أنا امرأة ، فقال آدم : فلم خلقت ؟ قالت : لتسكن إلي ، وكان وحده في الجنة ، قالت

الملائكة : يا آدم ما اسمها ؟ قال : حواء ؛ لأنها خلقت من حي ، وسمى آدم ؛ لأنه خلق من

أديم الأرض كلها ، من العذبة ، والسبخة من الطينة السوداء ، والبيضاء ، والحمراء ، كذلك

نسله طيب وخبيث ، وأبيض ، وأسود ، وأحمر ، فذلك

قوله : فلما تغشاها ، يعني

جامعها آدم حملت حملا خفيفا ، هان عليها الحمل فمرت به ، يعني

استمرت به بالولد ، يقول : تقوم ، وتقعد ، وتلعب ، ولا تكترث .

فأتاها إبليس وغير صورته ، واسمه الحارث ، فقال : يا حواء ، لعل الذي في بطنك

بهيمة ؟ فقالت : ما أدري ، ثم انصرف عنها فلما أثقلت ، يقول : فلما أثقل الولد في

بطنها ، رجع إبليس إليها الثانية ، فقال : كيف نجدك يا حواء ؟ وهي لا تعرفه ، قالت : إني

إني أخاف أن يكون في جوفي الذي خوفتني به ، ما أستطيع القيام إذا قعدت ، قال : أفرأيت

إن دعوت اللّه ، فجعله إنسانا مثلك ومثل آدم ، أتسمينه بي ؟ قالت : نعم ، ثم انصرف

عنها ، فقالت لآدم ، عليه السلام : لقد أتاني آت ، فزعم أن الذي في بطني بهيمة ، وإني

لأجد له ثقلا ، وقد خفت أن يكون مثل ما قال : فلم يكن لآدم وحواء هم غير الذي في

بطنها ، فجعلا يدعوان اللّه دعوا اللّه ربهما لئن آتيتنا صالحا ، يقولان : لئن أعطيتنا

هذا الولد سويا صالح الخلق لنكونن من الشاكرين [ آية : ١٨٩ ] في هذه النعمة ،

فولدت سويا صالحا .

١٩٠

الأعراف : ١٩٠ فلما آتاهما صالحا . . . . .

فجاءها إبليس ، وهي لا تعرفه ، فقال : لم لا تسميه بي كما وعدتني ، قالت : عبد

الحرث فكذبها ، فسمته عبد الحارث ، فرضى به آدم ، فمات الولد ، فذلك

قوله : فلما آتاهما صالحا ، يعني أعطاهما الولد صالح الخلق جعلا له شركاء ، يعني إبليس

شريكا في الاسم ، سمته عبد الحارث ، فكان الشرك في الطاعة من غير عبادة ، ولم يكن

شركا في عبادة ربهم ، ثم انقطع الكلام ، فذكر كفار ، فرجع إلى أول الآية ، فقال اللّه :

 فيما آتاهما فتعالى اللّه عما يشركون [ آية : ١٩٠ ] ، يقول : ارتفع عظمة اللّه عما

يشرك مشركو مكة .

١٩١

الأعراف : ١٩١ أيشركون ما لا . . . . .

ثم قال : أيشركون الآلهة مع اللّه ، يعني : اللات ، والعزى ، ومناة ، والآلهة ما لا يخلق شيئا ذبابا ولا غيره وهم يخلقون [ آية : ١٩١ ] ، يعني الآلهة ، يعني يصنعونها

بأيديهم وينحتونها ، فهي لا تخلق شيئا .

١٩٢

الأعراف : ١٩٢ ولا يستطيعون لهم . . . . .

ثم قال : ولا يستطيعون لهم نصرا ، يقول : لا تقدر الآلهة منع السوء إذا نزل بمن

يعبدها من كفار مكة ولا أنفسهم ينصرون [ آية : ١٩٢ ] ، يقول : ولا تمنع الآلهة

من أراد بها سوءا ، فكيف تعبدون من هذه منزلته وتتركون عبادة ربكم ؟ .

١٩٣

الأعراف : ١٩٣ وإن تدعوهم إلى . . . . .

ثم قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : وإن تدعوهم ، يعني كفار مكة إلى الهدى لا يتبعوكم ،

يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم وحده سواء عليكم أدعوتموهم إلى الهدى أم أنتم صامتون

[ آية : ١٩٣ ] ، يعني ساكتون ، يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم ؛ لأنهم لا يتبعوكم .

١٩٤

الأعراف : ١٩٤ إن الذين تدعون . . . . .

ثم أخبر عن الآلهة ، فقال : قل لكفار مكة : إن الذين تدعون ، يعني تعبدون

 من دون اللّه من الآلهة ، إنهم عباد أمثالكم ، وليسوا بآلهة فادعوهم ، يعني

فاسألوهم فليستجيبوا لكم بأنهم آلهة إن كنتم صادقين [ آية : ١٩٤ ] بأنها آلهة .

الأعراف : ١٩٤ إن الذين تدعون . . . . .

ثم أخبر عن الآلهة ، فقال ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها ، ثم قال لكفار مكة : قل ادعوا شركاءكم ، يعني الآلهة ثم كيدون أنتم الآلهة جميعا بشر فلا تنظرون [ آية : ١٩٥ ] .

١٩٦

الأعراف : ١٩٦ إن وليي اللّه . . . . .

 إن ولى اللّه الذي نزل الكتاب ، يعني القرآن وهو يتولى الصالحين [ آية : ١٩٦ ] .

١٩٧

الأعراف : ١٩٧ والذين تدعون من . . . . .

ثم قال لكفار مكة : والذين تدعون ، يعني يعبدون من دونه من الآلهة لا يستطيعون نصركم ، يقدر الآلهة منع السوء إذا نزل بكم ولا أنفسهم ينصرون [ آية : ١٩٧ ] ، يقول :

ولا تمنع الآلهة من أرادها بسوء .

١٩٨

الأعراف : ١٩٨ وإن تدعوهم إلى . . . . .

ثم قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : وإن تدعوهم إلى الهدى ، يعني كفار مكة : لا يسمعوا الهدى وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون [ آية : ١٩٨ ] الهدى .

١٩٩

الأعراف : ١٩٩ خذ العفو وأمر . . . . .

قوله : خذ العفو ، يقول للنبي صلى اللّه عليه وسلم : خذ ما أعطوك من الصدقة وأمر بالعرف ، يعني بالمعروف ،

 وأعرض عن الجاهلين [ آية : ١٩٩ ] ، يعني أبا جهل حين جهل على النبي صلى اللّه عليه وسلم : فنسخت العفو الآية التي

في براءة ، آية الصدقات ، ونسخ الإعراض آية السيف .

٢٠٠

الأعراف : ٢٠٠ وإما ينزغنك من . . . . .

قوله : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ ، يعني وإما يفتننك من الشيطان فتنة في أمر أبى جهل ،

 فاستعذ باللّه إنه سميع بالاستعاذة عليم [ آية : ٢٠٠ ] بها ، نظيرها في حم السجدة .

٢٠١

الأعراف : ٢٠١ إن الذين اتقوا . . . . .

ثم وعظ النبي صلى اللّه عليه وسلم في أمر أبى جهل ، فأخبر عن مصير المؤمنين والكفار ، فقال : إن الذين اتقوا الشرك إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون [ آية : ٢٠١ ] ، يقول : إن

المتقين إذا أصابهم نزغ من الشيطان ، تذكروا وعرفوا أنها معصية ، ففزعوا منها من مخافة اللّه .

٢٠٢

الأعراف : ٢٠٢ وإخوانهم يمدونهم في . . . . .

ثم ذكر الكافر ، فقال : وإخوانهم ، يعني وأصحابهم ، يعني إخوان كفار مكة هم الشياطين في التقديم ،

 يمدونهم ، يعني يلجونهم في الغي ، يعني الشرك والضلالة والمعاصي ثم لا يقصرون

[ آية : ٢٠٢ ] عنها ولا يبصرونها كما قصر المتقون عنها حين أبصروها .

٢٠٣

الأعراف : ٢٠٣ وإذا لم تأتهم . . . . .

 وإذا لم تأتهم بآية ، يعني بحديث من القرآن ، وذلك حين أبطأ التنزيل بمكة قالوا ،

قال كفار مكة : لولا اجتبيتها ، يعني هلا ابتدعتها من تلقاء نفسك يا محمد ؛ لقولهم : ائت بقرآن

غير هذا أو بدله من تلقاء نفسك قل لكفار مكة : إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي إذا أمرت

بأمر اتبعته هذا بصائر من ربكم ، يعني برهان ، يعني هذا القرآن بيان من ربكم و القرآن

 وهدى من الضلالة ورحمة من العذاب لقوم يؤمنون [ آية : ٢٠٣ ] ، يعني يصدقون

بأن القرآن من اللّه .

٢٠٤-٢٠٥

الأعراف : ٢٠٤ - ٢٠٥ وإذا قرئ القرآن . . . . .

 واذكر ربك ، يعني بالذكر القراءة في الصلاة في نفسك تضرعا مستكينا وخيفة ،

يعني وخوفا من عذابه ودون الجهر من القول ، يعني دون العلانية بالغدو والآصال ، يعني بالغداة

والعشى ولا تكن من الغافلين [ آية : ٢٠٥ ] عن القراءة في الصلاة .

٢٠٦

الأعراف : ٢٠٦ إن الذين عند . . . . .

 إن الذين عند ربك من الملائكة ، وذلك حين قال كفار مكة : وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا

[ الفرقان : ٦٠ ] ، واستكبروا عن السجود ، فأخبر اللّه أن الملائكة لا يستكبرون ، يعني لا يتكبرون عن عبادته كفعل كفار مكة ، وأخبر عن الملائكة ، فقال : ويسبحونه ، يعني يذكرون ربهم وله يسجدون [ آية : ٢٠٦ ] ، يقول : يصلون .

تم بحمد اللّه الجزء الأول ، ويليه بإذن اللّه الجزء الثاني وأوله سورة الأنفال

﴿ ٠